ثقافة وفن

حنان الحلبوني.. تقدم «بحر من الحب»! .. أنا امرأةٌ بذاكرة ضعيفة.. أنسى اسمك في حلقي فأتلعثم بالكلام

| سارة سلامة

صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب المجموعة الشعرية (بحرٌ من حبّ)، للشاعرة السورية حنان الحلبوني، ويقع الكتاب في 104 صفحات من القطع المتوسط، ومن أجواء المجموعة تقول الشاعرة: «أنا امرأةٌ بذاكرة ضعيفة؛ تارةً أنسى صوتَ ضحكتك في أذنيّ فيعزف رأسي «فالس الربيع» وتارةً أخرى أنسى اسمك في حلقي فأتلعثم بالكلام أنسى وجهك في عينيّ فأتعثر في مشيتي البارحة نسيتُ أصابعي في اللفحة الصوفية التي حكتها لك، واليوم نسيتُ سكر دمي في طبق الحلوى الذي أعددته لك، أنسى دبوس شعري في جيب معطفك وأنسى معطفك على كتفيّ وأنسى كتفيّ بين ذراعيك».

شظايا اسمي

في صورة ومشهد حقيقي تتحدث الشاعرة عن اسمها وذكراها في المدينة حيث تقول: «أزرع شموساً صغيرة في دربي، كلما نبتت شمس جديدة نقرتها العصافير، كل الحكايات تصب في النهر القريب، إلا حكايتنا، تتسلق أغصان شجرة اللوز، ما العمل إن أضعت حروف اسمي وأنا في طريقي إليك؟ في هذه البلاد ليس سهلاً إيجاد اسم ضاع في زحمة المدن، تشظت حروفه على باب كنيسة أو مسجد».

الوضع مطمئن

في خيال تسرح وتحكي لنفسها الكثير من الأمور والخواطر قد تدور في الأذهان حوارات كثيرة تتناولها في أفكارها وتقول: «أمام آخر مشهد حزين هذه الليلة، أعيد النظر في إنسانيتي، أصفع خدي، ألكم عيني، الوضع مطمئن، كدمات واضحة، دموع تتسلل من المرآة أضع رأسي على الوسادة التي لا تطيقني، أتجاهل طلبها تمزق شعري، تشتمني، تقذفني إلى سقف الغرفة».

بانتظار المطر

تتحدث عن صعوبة الانتظار والوقت الذي تقضيه تنتظر الآتي وتخترق الوقت بكل ما يمكنها فعله وتقول: «بانتظار المطر، أمسك يدي المشلولة بيدي السليمة وأرفعها نحو السماء، بانتظار المطر، أمزق كل يوم كرسياً، باحثة عن تركه جدتي، مزقت كل الكراسي، ولم أعثر سوى على العث، تأوي العصافير المشردة إلى أشجار الكينا المعمرة، بانتظار المطر، تدخل الغيمات غرفة المخاض أتسلل خلفها بزي مستخدمة عرجاء».

طفولة

هناك الكثير من الأحداث التي ممكن أن ترافقنا ونحن جالسون في مقهـى الهافــانا.. عن التشــرد والطفـــولة تقــول الشــاعرة: «عصفورة عشها في بطن غيمة، سقطت على الرصيف قرب مقهى الهافانا، تحولت إلى طفلة ممسوحة المعالم، تتسول المال قليلاً، والنظرات أحياناً، المارة يخشونها، يرتكبون، يتلعثمون، يتعثرون، تحتقن وجوههم قليلاً ثم يضحكون، يرمقونها».

أحقاً؟!

في حيرة تتساءل إذا كان كل شيء على ما يرام لم تستهوِ عتمة الليل ولم تصدق زيفه فتسأله بحيرة: «أحقاً أنت الليل؟!، اكشف لي اللثام عن وجهك كي أصدقك، لا، أنت لست الليل، الليل مدينتي غاضب، وأنت هادئ ورتيب لكنك جميل جداً، أحقاً أنت مدينتي؟! مدي يدك كي أصدقك، لا، أنت لست مدينتي، مدينتي تحمل في يدها مدية، وأنت تحملين وردة، وأنت جميلة جداً! أحقاً أنت السماء؟! افتحي عينيك كي أصدقك».

خريف

عن الخريف وتراكض الزمن وتسابق الأيام تقول: «ليلة تساقطت أوراق الخريف من عينيك، ركضت كالمجانين في أورقة الكابوس، بيدي مفتاح صدئ، يبحث عن ثقب الباب، تتلاطمني الجدران فيما بينها، كلما زارني طيفك في المعتقل، فقأ السجان حلمي، وعدت إلى الركن المظلم، أنتظر أن تدور عقارب الساعة بالمقلوب، سبع سنوات فقط، كي أقول لك قبل أن تغفو، تصبح على وطن».

رسائل

رسائل خجولة كثيرة ترسلها هي بحاجة حقيقية فعلاً للانطلاق الأقوى والتعبير: «في رسالتي الأولى، حروف كسولة تنام على حواف الأسطر، داخل ظرف أبيض، بطابع بريدي وبصمات حقيقية يفوح منها عطر الخزامى، تنتظر اللحظة التي يتعطل فيها حاسوبك، كي تفض غلافها، وتخرج منها الفصول الأربعة واللغات الحية، وأقواس قزح، وأسراب فراشات ملونة، في رسالتي الأخيرة».

عن الشاعرة

والشاعرة حنان الحلبوني من مواليد مدينة دمشق وحائزة إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة بلاد الشام بدرجة امتياز، ولديها مجموعة من الأعمال الأدبية المنشورة منها «مجموعة قصصية بعنوان: «النجاة غرقاً» صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب عام 2015، إضافة إلى عديد من المقالات والقصص المنشورة في الصحف السورية.

حائزة جائزة أدب الطفل فئة الشعر عام 2017، المرتبة الثانية عن قصيدة بعنوان أمي.

حائزة المرتبة الثانية في مسابقة الشعر التي أقامها مؤتمر الفن والسياسة في الجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين عن قصيدة بعنوان «حلم الجندي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن