ثقافة وفن

الأزمة السورية طغت على الأعمال في السنوات الماضية … الأعمال التي نقلت حياة الشارع السوري بقالب كوميدي

| هلا شكنتنا

من المتعارف عليه بأن الدراما وفي كل الدول تنطق باسم متابعيها، وتنسج حكاياتها من وحي محيطها، كونها تعد المرآة العاكسة للواقع الحياتي المعاش.

الدراما تتأثر بالظروف

وبالتأكيد الدراما من أكثر المجالات التي تتأثر بالظروف المحيطة بها، ولاسيما الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكيف إذا كانت البلد الحاضنة لهذه الدراما تواجه حرباً كونية تجعل ظروفها الحياتية تنقلب رأساً على عقب، وهذا بالفعل ما حصل في الدراما السورية.

صناع الدراما خائفون

حيث تأثرت الدراما وصناعها بظروف الأزمة السورية، وتراجع إنتاجها في السنوات الماضية، لكن بسبب إيمان كتابها وحبهم وحرصهم الشديد على مكانة الدراما السورية ومعرفة البعض منهم بأن الدراما هي أداة مهمة جداً في تصوير الواقع وتوثيقه، هذا ما جعلهم يندفعون لكتابة قصص درامية تروي تأثير هذه الأزمة على سورية وشعبها.

الدراما السورية حافظت على مكانتها على الرغم من الصعوبات. وبالتأكيد خوف الكتاب على هذه الدراما كان له الأثر الإيجابي عليها، حيث استطاعت الدراما المحافظة على مكانتها، ونجحت في تحدي الظروف وتغلبت عليها، فأنجزت أعمالاً مهمة كماً ونوعاً وخاصة التي تحدثت عن الحرب السورية.

الواقع المعيشي

وبالحديث عن الأعمال السورية التي تناولت الأزمة السورية وناقشت الحال المعيشي للمواطن نرى بأنها تنوعت، فمنهم ماقدم الأزمة السورية على شكل حكاية حزينة لكن ضمن قالب كوميدي، ومنهم من قدم لوحات نقدية ساخرة، ومنهم من قدمها ضمن سياق درامي محكم لإيضاح كمية الحزن واليأس التي أصابت حياة المواطن السوري بسبب غلاء المعيشة وقلة الكهرباء والمحروقات والخوف من العقوبات الاقتصادية والكثير غيرها.

الترفيه من الأهداف

وإذا أردنا الحديث عن الأهداف التي تسعى الدراما إلى تحقيقها، نجد بأن الوظيفية الترفيهية تعتبر من أهم الوظائف بالنسبة لها، لأن مهمتها الأولى هي إمتاع المشاهد وتقديم مضمون يرضيه ويعبر عنه، لذلك نرى بأن الأعمال السورية التي نقلت واقع الحرب والحياة المعيشية للمواطن السوري قدمت أغلبها بقالب كوميدي بغاية الترفيه عنه مع المحافظة على هدف الفن الأسمى وهو توصيل وتسليط الضوء على أوجاع الناس.

ولأن الوطن حريصة دوماً على تذكير القارئ بأهم الأعمال التي حققت نجاحاً واستطاعت أن تلامس وجدان ومشاعر المشاهد، سنقدم لكم مجموعة من أهم الأعمال التي تحدثت عن الأزمة السورية منها بقالب اجتماعي وكوميدي.

«ضبوا الشناتي» مخاوف السوريين

في ظل الحرب في سورية، يعرف أفراد أسرة أبو عادل أن الباب مفتوح للاجئين السوريين في عدة دول أوروبية، ويقررون السفر، لكنهم كلما هموا بالسفر، يجدون في طريقهم عقبة جديدة، وما أن ينتهوا منها، حتى تأتي عقبة ثانية، وهذه العائلة كانت تعايش فترة من أصعب فترات الحرب، حين كانت القذائف تتساقط على الأحياء الدمشقية، بالإضافة إلى الخطف، والجوع، وانعدام أبسط مقومات الحياة كالماء والخبز والكهرباء، حيث عكس العمل حياة العائلات السورية ومخاوفهم، والعمل من إخراج «الليث حجو» وكتابة «ممدوح حمادة» وبطولة كل من «بسام كوسا» و«أمل عرفة» و«أيمن رضا» و«أحمد الأحمد» و«ضحى الدبس» وغيرهم الكثير.

تأثير الحرب الممزوج بالكوميديا

العمل عبارة عن حلقات منفصلة لا تتجاوز مدتها العشر دقائق، وتطرح من خلالها وجهة نظر حول موضوع معين قصة تحمل في مضمونها رسالة توضيحية للمشاهدين سواء أكانت هذه الرسائل «سياسية أم اجتماعية أو اقتصادية»، ومن خلال الحلقات نلاحظ أن هناك نوعاً من الانتقاد الساخر لعدة أمور تحصل في الواقع السوري بشكل خاص منها «غلاء الأسعار، أزمة الغاز، أزمة الوقود «بالإضافة إلى تسليط الضوء على الحالة الخدمية المتهالكة، وكل هذه المشكلات تم طرحها بشكل كوميدي ساخر، والعمل من إخراج «تامر اسحاق» وكتابة عدد من المؤلفين، وبطولة مجموعة من الفنانين السوريين منهم «باسم ياخور» و«رنا شميس» و«أحمد الأحمد» و«آمال سعد الدين».

حياة أبطال «أزمة عائلية»

مسلسل درامي كوميدي، تدور أحداثه خلال الحرب السورية عن عائلة تتعرض لأوجاع الشارع السوري بأسلوب لا يخلو من الكوميديا لكن تغلب عليه الجدية، والعمل من إخراج القدير «هشام شربتجي» وكتابة «شادي كيوان» وبطولة كل من «رشيد عساف» و«رنا شميس» و«أمانة والي» و«ليا مباردي».

تلقي النظر على الواقع

العمل الأشهر والأحب إلى قلب المتابع السوري، وهو عبارة عن حلقات منفصلة، وفي كل حلقة يتم تسليط الضوء على ظاهرة معينة في المجتمع، ولاشك أن العمل استطاع أن يحقق النجاح على مدى أربعة عشر جزءاً، وفي الجزء الرابع عشر قدم العمل حلقات تناولت حياة الشارع السوري المتعب ضمن أسلوب كوميدي ناقد وساخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن