شؤون محلية

التربية لتعليم الجيل على عدم الاعتماد على الوظيفة العامة … وزير التربية: التعلم الوجداني يهدف إلى تعليم مهارات البحث والتقصي والاستكشاف والدراسات

| محمود الصالح

كشف وزير التربية دارم طباع خلال ورشة العمل التي أقامتها الوزارة بالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة اليونيسيف حول التعلم الوجداني الاجتماعي أن هذا النوع يعتبر أحد ركائز التعلم، لافتاً إلى أن التعلم ليس نقل المعرفة، بل تحويل التعلم إلى نمط جديد يقوم على أساس تعليم مهارات التعلم من خلال البحث والتقصي والاستكشاف وإجراء الدراسات.. وصولاً إلى جعل المتعلم قادراً على الخوض في مهارات التعلم لبناء شخصيته من خلال الثقة بالذات والتعبير عنها، داعياً إلى التركيز على توفير القاعدة المعرفية الأساسية، والأسس الأساسية للانطلاق في بناء المنظومة المعرفية.

وكان وزير التربية قد أكد في لقاء سابق لــ«الوطن» أن التعلم الوجداني العاطفي والاجتماعي هو أهم ركيزة من ركائز التعليم، مبيناً أن التعليم بشكل عام يقوم على أربع ركائز الأولى هي: الركيزة المعرفية التقليدية التي يقوم من خلالها الطالب بقراءة الكتاب وحفظ ما فيه والامتحان بما احتواه هذا الكتاب، والثانية هي التعلم الوجداني الاجتماعي، ويقوم من خلالها الطالب بتعلم مهارات التعامل مع الآخر والعمل ضمن فريق، وكذلك تعلم التعاطف والتسامح وتقبل الآخر، وهذا علم قائم بحد ذاته والركيزة الثالثة التي نعمل على تطبيقها هي تعلم كيفية الدخول إلى سوق العمل، وعدم الاعتماد على الوظيفة العامة وانتظار توفيرها من الدولة للخريج، حيث يتعلم الطالب كيفية بناء مشروعه الذاتي، وكيفية الدخول إلى سوق العمل، وإيجاد فرصة عمله المناسبة بشكل ذاتي، وهناك الركيزة الرابعة والأساسية وهي تنمية الشخصية الذاتية وبناء الذات لكل طالب.

ممثلة المجلس النرويجي للاجئين إيليسو تشابرافك تحدثت عن دعم المجلس لأكثر من ١٠٠مدرسة كبيئة شائقة ومحببة، والتعامل مع مديري المدارس والإدارات في تقديم الدروس الترميمية، والتدريب المهني، لافتة إلى أن العمل وفق برنامج تعليمي أفضل صممه المجلس بالتعاون مع جامعة النرويج يركز على التعلم الوجداني الاجتماعي كمكون أساسي لبناء الطفل.

مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ناديا الغزولي قالت لــ«الوطن»: السؤال الذي يطرح نفسه لماذا التعلم الوجداني الاجتماعي تم اعتماده كمنهاج رسمي خصصت له حصص درسية ضمن الخطة..؟ السبب أن الأداء الناجح في المدرسة والعمل والحياة يحتاج إلى دعم، وحاجة المتعلم إلى تعليم تتلاءم مع الواقع المعاصر ومتطلبات سوق العمل، بهدف ضمان التعلم الجيد المنصف والشامل للجميع، وهذا ما يوفر فرض التعلم مدى الحياة للجميع فيه، فالتعلم الوجداني الاجتماعي الذي تبنته وزارة التربية كجزء من نظامها التعليمي يهدف إلى إيجاد شركات حقيقية بين المدرسة والأسرة والمجتمع لإنشاء خبرات تتميز بالثقة ومعالجة أشكال مختلفة من عدم المساواة وتمكين الشباب واليافعين من إنشاء مدارس مزدهرة، ما يسمح ببناء مجتمعات آمنة وصحية وعادلة. فالتعلم الوجداني الاجتماعي يطور العقليات والمهارات والمواقف والمشاعر ويعزز الترابط الاجتماعي وصولاً للتنمية المتكاملة للمتعلم. المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية أعد كتب منهاج التعلم الوجداني الاجتماعي للصفوف من الأول حتى الثامن، والآن في صدد تتمة المنهاج للمرحلة الثانوية. وإعداد خطة تدريب مستقبلية يتمكن من خلالها الوصول للمدرسين والمعلمين المعنيين بهذا المنهاج وتطبيقه.

مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية غسان شغري تحدث عن أوجه التعاون مع اليونسيف ولاسيما الانطلاق نحو مشروع التعلم الوجداني الاجتماعي، وهو موضوع مهم بعد حرب مرت على سورية مدة عشر سنوات، لافتاً إلى أن الورشة تستعرض ما قامت به الوزارة من إنجاز الأدلة، وتطبيقها في الميدان التربوي، ودعوة ستة مدرسين للمشاركة بخبراتهم، فضلاً عن عرض ما تقوم به الوزارة في مجال الدعم النفسي الاجتماعي، ثم الاستماع إلى تجربة دولية في مجال التعلم الوجداني الاجتماعي يقدمها المجلس النرويجي للاجئين، يليها عمل مجموعات للوصول إلى الاستفادة من التجربة، وآليات التطبيق في المدارس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن