الأخبار البارزةشؤون محلية

وصف لقاءاته مع المسؤولين السوريين بالمثمرة وكشف عن سعي بلاده للاستفادة من الخبرات السورية … وزير الموارد المائية العراقي لـ«الوطن»: التحضير لاجتماع سوري – عراقي – تركي مشترك للبحث في ملف المياه بعيداً عن السياسة

| سيلفا رزوق

كشف وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني عن التحضير لاجتماع سوري- عراقي- تركي مشترك للبحث في ملف المياه وحصص سورية والعراق في مياه نهر الفرات، مبيناً أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح وهناك إرادة عراقية سورية تركية لحسم هذا الموضوع.

الحمداني وفي مقابلة خاصة أجرتها معه «الوطن»، وصف لقاءاته الرسمية التي أجراها مع المسؤولين السوريين في دمشق بالمثمرة، لافتاً إلى أن موضوع المياه بالتأكيد وزارة الخارجية سواء في العراق أم في سورية هي المسؤولة عن المخاطبات الخارجية والتعاملات الخاصة به لأنه موضوع خارجي بالأساس، ووزارة الخارجية لها دور كبير فيه سواء في العراق أم في سورية وملف المياه في بعض الأحيان يفسر في بعض الأحيان على أنه يحمل أجندة سياسية، ولكن وزارته تبحث في أن تبعد ملف المياه عن الأجندة السياسية لأن المياه هي الحياة ومن غير المنطقي أن يكون للسياسة لاسيما المسيئة دور في موضوع المياه.

ووصف وزير الموارد المائية العراقي لقاءه مع وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الذي تم بحضور وزير الموارد المائية تمام رعد بأنه كان مثمراً حيث جرت مناقشة كل التحديات، وجرى الاتفاق على أن تشارك سورية ممثلة بوزارة الموارد المائية بالمؤتمر الدولي الثاني للمياه الذي ستستضيفه بغداد الشهر القادم، وأن يتم تقديم كل الدعم للمؤتمر والتعاون مع العراق في هذا المجال.

وأشار الحمداني إلى أن الوزير المقداد يملك كماً هائلاً من المعلومات الخاصة بالمياه ولديه خبرة متراكمة في هذا الموضوع، وقال: «بالتأكيد عندما نطلب أن يكون لسورية دور في موضوع المفاوضات مع الجانب التركي يكون لوزارة الخارجية رأي بالموضوع».

لقاء سوري – عراقي – تركي مرتقب

الوزير العراقي بيّن أنه لا يمكننا القول اليوم إن ملف المياه مع تركيا «معطل»، بل على العكس، حيث بدأت بوادر انفراج مع الجانب التركي في هذا الملف، وأضاف: «لاحظنا في العراق وجود بوادر إيجابية لتطوير العلاقة وتحسينها، وبالتأكيد مشاركة الجانب السوري في المفاوضات الخاصة بتقاسم مياه الفرات سيكون لها طابع إيجابي أكثر، وستعطي له قوة، ولاسيما عندما لا يكون العراق وحده في مفاوضاته مع تركيا، لذلك سورية يجب أن تكون موجودة والجانب التركي دائماً يشير إلى أنه لا يمكن الجلوس إلى المفاوضات بغياب الجانب السوري، ولا يمكن الوصول إلى تفاهمات بخصوص المياه بغياب الجانب السوري، وعندما طلبت في هذه الزيارة ضرورة أن تكون سورية مشاركة، أعلمنا الجانب السوري بأن سورية على استعداد للمشاركة في هذه المفاوضات وتحت أي مستوى، وهذا يعني أيضاً على المستوى الوزاري، وهذا بالتأكيد مرحّب به من الجانب العراقي، لأننا نستطيع من خلال هذا التعاون أن ننهي ما يسمى حجة الجانب التركي بأنه لا يستطيع الجلوس معنا بغياب الجانب السوري، والآن أركان التفاوض كلها اكتملت وإن شاء اللـه سنحقق لقاء قريباً يجمع الأطراف الثلاثة، ونتمنى أن يكون هذا اللقاء على المستوى الوزاري، وأؤكد أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح وهذا شيء إيجابي، وأعتقد أن هناك إرادة عراقية – سورية – تركية لحسم هذا الموضوع، ونتمنى أن تكون بغداد هي الحاضنة لهذا اللقاء المهم».

وزير الموارد المائية العراقي أكد أن الجانب التركي الآن بدأ بانفراج بالعلاقة مع سورية في ملف المياه، وعلينا أن نوحد المواقف ليشعر الطرف المقابل لنا بأننا لسنا وحدنا، وليشعر المجتمع الدولي بأننا نواجه تحديات، وقال: «نتمنى أن تعي تركيا أهمية النظر باهتمام لدول المصب فمن غير المنطقي وغير المقبول أن تفكر دول المنبع بنفسها من دون النظر لدول المعبر والمصب، فكما لك الحق أن تزرع وتطور وتشرب الماء، لي الحق أن أزرع وأطور وأشرب الماء نفسه، وليس من حقك حرماني منه لأنه إذا كنت تعتقد أن حرمانك سيفيد نفسك فعليك أن تعرف الآخرين المتضررين لن يسكتوا على حقهم، ومن واجب الحكومات السعي بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية استحصال حقوقها سواء في الري أو في بقية الأمور، لذلك نشعر في العراق بأن الجانب التركي يتفاعل إيجابياً وهذا الشعور غير مبني على الكلام، وهناك إجراءات على أرض الواقع، ودخول سورية كطرف أساسي في هذا الموضوع سيسهم بشكل كبير في حل الكثير من المشكلات، وهذه الإجراءات ستحصل خلال الفترة القليلة القادمة وسيكون هناك اجتماع ثلاثي مشترك».

الاستفادة من الخبرات السورية

وكشف الحمداني أن رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس ووزير الزراعة حسان قطنا طلبا منه نقل رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حول موضوع التبادل التجاري وتقديم التسهيلات بين البلدين، مبيناً أنه باشر في إيصال هذه الرسائل.

وبيّن الوزير العراقي أن الفريق الفني الذي رافقه في زيارته إلى سورية أجرى جولة في مواقع السدود السورية وكانت هذه الجولة ممتازة جداً، وكان هدفها هو الاستفادة من مركز «أكساد» البحثي في سورية، هذا المركز الإقليمي المهم والذي له دور في كل البلدان العربية، وهنا كسعي أن يكون له دور أكبر في العراق، ووزارة الموارد المائية في سورية و«أكساد» سيكون لهما دور في كل المراكز البحثية التي تعمل في العراق فيما يخص الموارد المائية، وجرى الاتفاق مع «أكساد» على أن يكون لها مكتب في المركز البحثي في وزارة الموارد المائية العراقية بغاية تبادل الخبرات، لكون المركز يمتلك الكثير من الخبرات سواء في مجال الموارد المائية أم في مجال الزراعة، وسورية هي دولة رائدة في مجال حصاد المياه ولاسيما في المواقع الصعبة، وتجربتها ناجحة في هذا الإطار وهناك سعي للاستفادة من هذه الخبرة ونقلها للعراق، وفي الوقت نفسه لدى العراق خبرة ممتازة في مجال إدارة المياه الجوفية، حيث جرى الاتفاق أيضاً على أن يقدم الجانب العراقي لنظيره السوري كل الدعم في هذا الإطار.

وختم الوزير العراقي حواره بالقول: «حالة التغير المناخي التي تواجه المنطقة هي بالحقيقة حالة حرجة جداً ولها تأثير مباشر في منطقة حوضي الفرات ودجلة، وهذا ما يتطلب منا جميعاً العمل لمواجهة هذه التحديات وعندما نتحد ونتفق ونجلس معاً ونبادر من خلال تبادل الخبرات وتوحيد المواقف بالتأكيد سنشكل رقماً صعباً عندما نجلس مع الجانب التركي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن