أميركا نفت تقديمها أي إعفاءات لإيران … طهران: توصلنا إلى تفاهمات لكنها ليست كافية ولا يمكن تقييد حقوقنا النووية
| وكالات
أكدت طهران أمس السبت أن ما يحدث على الورق في مفاوضات فيينا جيد ولكنه ليس كافياً، مشيرة إلى أن على الأميركيين إظهار حسن نياتهم وذلك بحدوث شيء ملموس على الأرض، يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أمس أن واشنطن لم تقدم أي إعفاءات لإيران، ولن تفعل إلا بعد عودتها للالتزام بالاتفاق السابق.
وحسب وكالة «فارس» قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تصريح للصحفيين أمس السبت إن ما يسعى إليه الوفد الإيراني بشأن الضمانات يأتي على جميع الصعد السياسية والقانونية والاقتصادية، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى تفاهمات في بعض الأجزاء، لكن الوفد الإيراني المفاوض ما زال يسعى بجدية للحصول على ضمانات ملموسة من الجانب الغربي وضمان التزامه بالتعهدات وفق اتفاق فيينا.
وأوضح عبد اللهيان أن بلاده أبلغت بصراحة الأطراف التي نقلت رسائل من واشنطن هذه الأيام، أنه يجب على الأميركيين إظهار حسن نياتهم، وإظهار ذلك يعني حدوث شيء ملموس على الأرض، ورفع جزء من العقوبات بالمعنى الحقيقي للكلمة، وبصورة واقعية يمكن أن تكون ترجمة جيدة لحسن النية التي يتحدث عنه الأميركيون.
وتطالب إيران برفع كل العقوبات، وتقديم ضمانات من أجل الامتثال للاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، الأمر الذي أكده الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بقوله إن إيران أبدت إرادتها وجدّيتها في التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أن الجهود، التي ينبغي للطرف المقابل أن يبذلها في هذا السياق، يجب أن تشمل إلغاء الحظر والتحقق منه، ومنح الضمانات في هذا الشأن.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن رفع بعض العقوبات عن إيران ليس كافياً.
وحسب موقع «الميادين» أضاف خطيب زاده، في تصريح صحفي أمس: إن ما يجب على الولايات المتحدة فعله، هو رفع جميع العقوبات، بما في ذلك النووية.
وأشار إلى أن إيران تنتظر أن تفي الولايات المتحدة بواجباتها والتزاماتها فيما يتعلق برفع العقوبات، ولفت إلى أن أي إجراء يُتخذ في الاتجاه الصحيح للوفاء بالتزامات الاتفاق النووي، ستنظر إليه طهران بعناية ودقة.
من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي: إن قرار الحكومة الإيرانية منذ البداية واضح في مواجهة العقوبات غير القانونية، وشدد على ضرورة العمل على رفعها بجدية وبأسرع وقت ممكن.
إلى ذلك أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أنه لا يمكن تقييد حق إيران القانوني في مواصلة البحث والتطوير والحفاظ على قدراتها وإنجازاتها النووية السلمية بأي اتفاق.
وقال شمخاني في تغريدة أمس: حق إيران القانوني في مواصلة البحث والتطوير والحفاظ على القدرات النووية والإنجازات السلمية إلى جانب حماية هذه القدرات والإنجازات في مواجهة الأعمال الشريرة لا يمكن تقييده بأي اتفاق.
وجاءت المواقف الإيرانية بعد إعلان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس أن واشنطن لم تقدم أي إعفاءات لإيران، ولن تفعل إلا بعد عودتها للالتزام بالاتفاق السابق.
وقال برايس في تغريدة على حسابه على «تويتر»: لن نرفع العقوبات عن إيران حتى تعود طهران إلى التزاماتها النووية، والإدارة الحالية اتخذت التدابير ذاتها التي قررتها الإدارة السابقة، وهي السماح لشركائنا الدوليين بمعالجة عدم انتشار الأسلحة النووية ومخاطر معايير السلامة في إيران.
وفي وقت سابق، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن «إدارة الرئيس جو بايدن قررت استئناف رفع العقوبات عن طهران لتسهيل التفاوض معها في أسابيعه الأخيرة»، حيث دخلت المحادثات بشأن الاتفاق النووي مرحلة حرجة.
في السياق أثنى مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أمس السبت، على قرار الولايات المتحدة إعادة الاستثناءات من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن أوليانوف قوله عبر صفحته على «تويتر»: «قرار الولايات المتحدة إعادة الاستثناءات النووية خطوة بالاتجاه الصحيح. سيسهم ذلك في تسريع إعادة خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج طهران النووي والعودة المتبادلة للولايات المتحدة وإيران إلى صفقة عام 2015».
وأوضح أن هذه الخطوة يمكن اعتبارها أيضاً دليلاً على أن المباحثات الجارية في فيينا دخلت مرحلتها النهائية.
وبدأت المباحثات العام الماضي، وعلّقت في حزيران بعيد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد توقف لنحو خمسة أشهر تم استئناف التفاوض أواخر تشرين الثاني الماضي.
وعلّقت المباحثات في 28 كانون الثاني، لعودة الوفود إلى عواصمها للتشاور، مع بلوغ مرحلة تتطلب قرارات سياسية، ولم يتم بعد الإعلان عن موعد استئناف الجولة الثامنة الحالية، علما بأن دبلوماسيين يرجحون حصول ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتهدف المباحثات، التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، إلى إحياء الاتفاق الذي أبرم بين إيران من جهة وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا من جهة ثانية.
وانسحبت واشنطن أحاديا من الاتفاق بعد ثلاثة أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.