سورية

داعشية كازاخية عائدة من سورية: زوجي وعدني بالجنة فوجدت جحيماً!

| وكالات

أكدت امرأة كازاخية عادت إلى وطنها من «مخيم الهول» الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية شرق الحسكة، أنها وجدت الجحيم في سورية بعد أن وعدها زوجها المنتمي لتنظيم داعش الإرهابي أنها ستذهب إلى الأرض المقدسة وستجد الجنة هناك!
ونشر موقع أخبار الأمم المتحدة في صفحته على موقع «فيسبوك»، مقابلة أجراها القسم الروسي مع امرأة كازاخية تدعى أسيل أي (32 عاماً) استذكرت خلالها بداية مشوارها إلى سورية، حيث توجهت هي وزوجها وابنها إلى هذا البلد بحثاً عن «السعادة الوهمية» وكانت حاملاً في ذلك الوقت.
وقالت أسيل: «أخبرونا أن سورية هي بلاد الشام، هي أرض مقدسة، وإذا متنا هناك في المعركة، فسنرتقي إلى الجنة على الفور، ونصبح شهداء، وكنا متحمسين في ذلك الحين، 150 شخصاً من كازاخستان، نشترك بالعقلية نفسها، ذهبنا جميعاً إلى سورية في 2014».
وأقرّت بأنها كانت مهووسة ليس فقط في الفكرة، ولكن أيضاً من أجل أهداف خاصة بها، وقالت: «انجذبنا إلى حقيقة أننا نعمل في الأرض المقدسة، وأن الأموال، أي الغنائم، سيتم توزيعها علينا شهرياً، والمنازل والممتلكات من المدن والبلدات المحررة ستكون ملكاً لنا»!
لكن، بعد ذلك، كما لو كانت تذكّر نفسها، أضافت: «كل هذا جذب الرجال في الغالب» وفقاً لتقرير المنظمة.
وترعرعت أسيل حسب المقابلة، في كنف أسرة عادية شمال كازخستان، حيث لم يكن التأثير الديني بالقدر نفسه الذي كان في جنوب البلاد، وبعد تخرّجها في الجامعة، رحلت إلى العاصمة نور سلطان، وفي عام 2013 اعتنقت الإسلام.
وأشارت إلى أنه في البداية أحبت فكرة الحجاب، حيث بدت جميلة وهي ترتديه، ومن ثمّ تزوجت رجلاً بلحية ويرتدي بناطيل قصيرة، في إشارة إلى التشدد الديني، مضيفة: إنها تزوجت من رجل «مسلم حقيقي» وحاولت أن تصبح الزوجة الصالحة له، فأقنعها «بالهجرة» إلى سورية!
وبعد «إطاعة زوجها» أكدت أنها توجهت معه إلى سورية عبر بيلاروس وتركيا، وفقاً لحديثها، موضحة أن كل شيء كان جيداً في البداية، ولكن «الجنة الموعودة» كانت قصيرة المدة، بعد اندلاع الأعمال القتالية، حيث أصبحت المدينة التي يسكنون بها تحت الحصار، من دون أن تحددها، وبات الأمر أصعب كثيراً بعد أن نفد المخزون من الطعام والنقود، مستذكرة الظروف غير الصحية التي اضطرت فيها إلى وضع مولودها الثاني في سورية.
وحسب المقابلة، فإن أسيل عاشت في سورية لمدة خمسة أعوام، وتنقلت مع زوجها من مكان لآخر، وفي الوقت نفسه، تزوج هو من امرأتين أنجبتا له أطفالاً.
ولكن، في أحد الأيام لم يعد زوجها إلى المنزل، حيث أصابت قنبلة المبنى الذي كان يعمل فيه، وبعد أن أصبحت أرملة، قررت أسيل العودة مع طفليها إلى الديار.
وتحتجز ميليشيات «قسد» في مخيماتها إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، الآلاف من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم بعد أن قدموا الدعم لهم في سورية.
وسبق للحكومة الكازاخية، أن كانت تنظم رحلات مباشرة لإعادة من يرغبون بالعودة، إلا أن أسيل وحسب المقابلة، خشيت، هي وغيرها، من أن يتم الزجّ بها في السجن إذا عادت إلى بلادها، ولكنها أدركت أن بقاءها في سورية يعني الموت، وإذا ظلت على قيد الحياة، فستكون الحياة جحيماً.
ورحلت أسيل مع نساء من داغستان وتركيا، وحتى من دول أوروبية، واستطاعت العودة مع طفليها إلى بلدها ضمن العملية الثانية الخاصة للسلطات الكازاخية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن