سورية

إدلب باتت ملجأ لقيادات الإرهاب ويجب أن تعود لسلطة الدولة … محافظ الحسكة لـ«الوطن»: «قسد» تحاصر أحياء غويران بحجة ملاحقة الفارين من السجن

| موفق محمد

أكد محافظ الحسكة، اللواء غسان حليم خليل، أن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية تواصل حصارها المطبق على أحياء محيط «سجن الثانوية الصناعية»، بحجة ملاحقة فارين من السجن، الأمر الذي أثر بشكل كبير على الوضع المعيشي للأهالي. واعتبر أن محافظة إدلب أصبحت ملجأ لقيادات العصابات الإرهابية حيث قتل فيها زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ومن ثم خلفه أبو إبراهيم القرشي لأنها منطقة آمنة كونها منطقة «خفض تصعيد»، مشدداً على أن هذه المنطقة يجب أن تعود إلى سلطة الدولة بالتعاون مع الأصدقاء والمجتمع الدولي حتى لا تكون بؤرة كبيرة للإرهاب وتصدير الإرهابيين وتأمين الملاذ الآمن لهم.

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح خليل، أن كل ما حصل ويحصل من ممارسات لـ«قسد» في محيط «سجن الثانوية الصناعية» والأحياء المجاورة له هو من تداعيات الذي حصل في السجن، بعد فرار أعداد كبيرة من قيادي داعش ووصولهم إلى محيطه وخروج القسم الأهم منهم إلى خارج المنطقة وانتشارهم في أماكن بعيدة إن كان في البادية أم باتجاه الحدود العراقية أم كان في مناطق أخرى.

وأوضح، أن الإجراءات التي تقوم بها الميليشيات حالياً في محيط السجن هي التفتيش بحجة أن هناك دواعش في هذا المنزل أو ذاك، وبالتالي تتخذ إجراءات بحق المواطنين الموجودين في المنطقة.

ولفت خليل إلى أنه ضمن هذه الإجراءات يتم عزل بعض الأحياء كحي الزهور، حيث يتم حفر خندق حوله وأيضاً تفتيش قرى في محيط السجن ومناطق أخرى من المحافظة، حيث كان هناك أمس تفتيش لقرى التوينة.

وأكد، أن إجراءات الميليشيات أثرت بشكل كبير على الأهالي ضمن هذه الأحياء التي هي محاصرة منذ زمن طويل، وتنال من حريتهم ومن حقهم في الحصول على الغذاء كالخبز وغيره والخدمات الأخرى.

وأوضح أنه اجتمع الخميس الماضي مع مكاتب المنظمات الدولية في المحافظة وبيّن لهم حجم الخلل والتقصير الذي كان من قبلهم خلال الأيام الماضية، خاصة خلال فترة ما حصل في «سجن الثانوية الصناعية» وتهجير أكثر من 4 آلاف عائلة إلى مناطق سيطرة الدولة.

وأضاف: «أكدنا لهم أن الدولة قامت بكل الإجراءات وخدمت هؤلاء المواطنين بسبعة مراكز إيواء وقدمت لهم كل ما يلزم، وكل ذلك بجهود الدولة من دون أن يكون للمنظمات أي تدخل».

وتابع: «خلال الاجتماع طلبنا منهم التوجه إلى المواطنين الموجودين في محيط السجن والأحياء المحيطة به بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وتقييم الأضرار، إن كان على منازل المواطنين وإن كان على المنشآت التعليمية ومنها كليتا الاقتصاد والهندسة والمعهد الفني التقني الذي أزيل بالكامل بالجرافات، وذلك كي نعمل على مساعدة المواطنين وإعادة تأهيل مباني الكليات المذكورة كي نعيد طلابنا إليها».

وأوضح محافظ الحسكة، أن قسماً من الكليات التي جرى تدميرها جزئياً وبقي أجزاء منها، يتم منذ ثلاثة أيام سرقة محتويات هذه الأجزاء من مخابر وغيرها، وأضاف: «نحن حالياً بصدد التواصل مع من يلزم من الأصدقاء الروس أو المنظمات لوقف عملية سرقة هذه المحتويات».

ولفت إلى أن عمليات سرقة النفط السوري من قبل الاحتلال الأميركي و«قسد» مستمرة، وهو يسرق باتجاه شمال العراق ويورد إلى أماكن بعيدة، وقد كان هناك محاولات سابقة كي يصلوا بهذا النفط إلى محيط إدلب لأن هناك سوق تصريف جيدة.

وأشار إلى أنه مؤخراً ترددت أنباء عن اتفاق بين «قسد» وشركة «وتد» التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بتوريد النفط إلى تلك المنطقة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وذكر أنه، إن صحت تلك الأنباء فإن وجود النفط المسروق في إدلب قد يكون بغض نظر تركي وأميركي.

وأشار إلى أن النظام التركي الذي يقصف «قسد» يغض النظر في مثل هذه الظروف لأنه يريد أن يخدم «النصرة» في تلك المنطقة وهذا مشروعهم في إدلب، «خاصة أنها اليوم أصبحت منطقة آمنة كونها منطقة «خفض تصعيد»، فيلجأ إليها قيادات العصابات من داعش حيث قتل فيها أبو بكر البغدادي والآن قتل القرشي حيث كانوا في هذه المنطقة لأنها منطقة آمنة وبعيدة عن سلطة الدولة».

وشدد خليل على أن إدلب يجب أن تعود إلى سلطة الدولة بالتعاون مع الأصدقاء والمجتمع الدولي حتى لا تكون بؤرة كبيرة للإرهاب وتصدير الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن