الطيران الروسي أغار على مطار الجراح … الجيش يثبت مواقعه جنوب حلب ويستعد للمرحلة الثانية
حلب – الوطن :
عمد الجيش العربي السوري خلال الأيام الأخيرة إلى تثبيت قواته في التلال والقرى والبلدات التي سيطر عليها خلال عمليته العسكرية الأخيرة في ريف حلب الجنوبي وبدأ استعداداته لمباشرة المرحلة الثانية من عمليته الرامية إلى السيطرة على بلدتي خان طومان والزربة وصولاً إلى طريق عام حلب دمشق قبل التوغل في ريف حلب الغربي فريفي إدلب الشرقي والشمالي الشرقي.
وعكف الجيش بمساندة قوات الدفاع المحلي إلى تدعيم مواقعه التي مد نفوذه إليها بالعناصر والعتاد العسكري تحسباً لهجمات قد يشنها المسلحون الذين حشدوا للمعركة المقبلة، وهو ما حدث أمس عندما شن مسلحون تقودهم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، هجوماً واسعاً باتجاه قرية العيس ذات الموقع الإستراتيجي لكن الجيش تصدى للهجوم وأرغم المهاجمين على التراجع إلى خطوطهم الخلفية بعد مقتل وجرح العشرات منهم، حسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
ولم ينتظر الجيش حتى تثبيت جميع مواقعه ليبدأ الهجوم، إذ بدأت مدفعيته التمهيد الناري على مواقع المسلحين في بلدة الزربة المتاخمة للأوتستراد الدولي تمهيداً لاقتحامها ريثما تنضج الظروف الميدانية الملائمة لتقدم الجيش الذي بدا أكثر استعداداً وثقة من أي وقت مضى لمتابعة عمليته العسكرية بعد إفشال جميع محاولات تسلل المسلحين إلى نقاط سيطرته.
مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية» أوضح لـ«الوطن» أن المسلحين بقيادة «النصرة» استقدموا أعداداً كبيرة من زملائهم من باقي التنظيمات المقاتلة في ريف إدلب وحماة ولا سيما من حركة «أحرار الشام» وما يدعى «جيش الفتح في إدلب» والذي أعلن استنفاره العام ودعا كل التنظيمات المسلحة السورية للالتحاق به لخوض معركة استرداد ريف حلب الجنوبي من الجيش العربي السوري. وحده «جند الأقصى» المتمركز في ريف حماة الشمالي رفض الدعوة والمبادرة فدارت اشتباكات بين مسلحيه ومسلحي فصائل أخرى مقاتلة في الريف لهذا السبب.
وأشار المصدر إلى أن مسلحي ريف حلب الجنوبي تلقوا دعماً كبيراً بالعتاد العسكري وخصوصاً الصواريخ المضادة للدروع من تركيا التي أرسلت أيضاً خبراء عسكريين لبناء خطوط دفاعية جديدة في خان طومان والزربة آخر قلعتين لمعاقل المسلحين بعد الانهيار السريع لجميع خطوط دفاعهم في مناطق الريف الجنوبي.
من جانب آخر أغارت مروحيات سلاح الجو في الجيش الروسي أمس ولأول مرة على مطار الجراح (كشيش) في ريف حلب الشرقي والذي سقط بيد داعش قبل نحو عامين وخلفت ضرباته تدمير مستودعين للذخيرة ومقتل ما لا يقل عن 10 مسلحين من التنظيم وجرح أكثر من 20 آخرين في الوقت الذي طالت الغارات بلدتي مسكنة والمهدوم ورسم العيد وحميمة في الريف الشرقي ومدينة الباب وقرة قباسين وعلولو وحزوان في ريف المحافظة الشمالي الشرقي.