رياضة

أعداء النجاح..!

| غسان شمه

ذات مرة قال مدرب محلي: نحتاج خمسين عاماً لتتطور كرتنا مثل اليابان..!

على ما في هذه العبارة من قسوة وتشاؤم لكنها لا تبتعد كثيراً عن واقع كرتنا المحلية وخاصة والكثير من رياضاتنا بوجه عام… وعلى الرغم من معرفة الكثيرين، من العاملين في الوسط الرياضي، بهذا الواقع والاعتراف به في المجالس الخاصة لكن تجد البعض منهم يخرج على وسائل الإعلام مهاجماً فئة من «أعداء النجاح الرياضي» ممن يصوب في نقده على مواقع الخلل لتجاوزه وتصحيحها، من دون أن نتجاهل حسابات البعض بسبب مصالح ضيقة، لكن عبارة أعداء النجاح مثيرة للقلق لأن من يطلقها إما يتجاهل كل شيء أو أن هذا الواقع يصب في مصلحته؟

لننظر ببساطة للصورة العامة، فالفشل الإداري والفني عنوان كبير لعمل اتحاد الكرة منذ فترة غير قليلة، ولم تشذ اللجنة المؤقتة عن هذا المسار بل عمقته وحافظت على التراث الفلكلوري بوجوه تسببت بأخطاء عديدة.. لنصل إلى السؤال: هل يوجد منتخب يمر على تدريبه أربعة مدربين خلال فترة قصيرة والكل يغادر وهو ينوء بالخسارات والفشل؟

وفي اتحاد السلة، الذي خاض القائمون عليه «معارك مشهودة ضد الخطأ» ها هم اليوم يلغون مشاركة المنتخب في البطولة العربية في دبي، قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة تحت مبرر متابعة التحضيرات للتصفيات القادمة، ويتجاهلون أن البطولة فرصة كبيرة للوقوف على واقع المنتخب واللاعبين… فهل يخشى البعض النتائج السلبية؟

هل نتابع..؟ نعم، فاتحاد كرة اليد حكاية تثير الكثير من الأسئلة حول طريقة التعامل مع مشكلاتنا الرياضية، إدارياً وفنياً، وعودته وضعت الجميع في موضع لا نتمناه لهم، لكن غياب الروية في هذه القضية ذهبت بهم إلى هذا المكان..!

الكرة الطائرة تعاني، وكذلك الريشة الطائرة تتطلب الكثير من الأموال لتوفير الأدوات.. وحتى بعض الألعاب الفردية تراجعت بشكل واضح.. وربما يبدو اتحاد الفروسية في حال أفضل نتيجة الاهتمام والمتابعة، وحضور البطل معن أسعد كان محطة جيدة، ولا ننسى مجد غزال وهذه حالات فردية قليلة..

المشكلة أن البعض يحاول حجب شمس الحقيقة بغربال ثقوبه واسعة جداً، ولا يطربه إلا قصائد المدح حتى لو كانت متواضعة شكلاً ومضموناً، فلا إنجازات ولا اختراقات تجعلنا نرفع القبعة لهذا الاتحاد أو ذاك، لأننا نتحرك في دوائر الأمل دون عمل يحوله لحقيقة، بل إن الإحباط هو ما نشاهده اليوم على وجوه الكثير من الرياضيين.. ونكتفي!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن