«لا حياة لمن تنادي» أزمة النقل الداخلي مستمرة.. سكرية لـ«الوطن»: طلبات النقل عادت لطبيعتها بعد تخفيضها بسبب العطلة الحكومية
| فادي بك الشريف
«لا حياة لمن تنادي» عبارة يمكن سماعها، وأنت تشاهد الازدحامات الكبيرة والمتزايدة للمواطنين عند مواقف وتجمعات وسائط النقل من ميكروباصات وسرافيس ولاسيما في تجمعي جسر السيد الرئيس والبرامكة التي غصت اليوم بمئات المواطنين بانتظار وسيلة نقل تفرج عنهم ساعات انتظارهم وتخفف عنهم من وطأة الشتاء ولعنة مواد المحروقات والمتاجرة بها من البعض.
طوابير لمئات المواطنين في العديد من الخطوط، لم تخل من التدافع عند لمح وصول أي سرفيس من مسافة بعيدة، وسط قلة في عدد السرافيس وباصات القطاع الخاص في العديد من الخطوط، ووجودها في خطوط أخرى لا تشهد ضغطاً وازدحاماً كبيراً، ولاسيما في خطوط المزة جبل أو خزان أو مدرسة أو إلى جديدة عرطوز والمعضمية وعدد من الأحياء التي تعاني نقصاً واضحاً بالعدد.
وبينما تعلو تبريرات أصحاب عدد من السرافيس والباصات متحدثين عن معاناتهم بتأخر تزودهم بمادة المحروقات، تستمر الوعود الحكومية والمساعي التي إلى الآن لم تنجح في إيجاد حلول ومعالجات تخفف من وطأة أزمة النقل الخانقة، تزامناً مع انتقاد البعض لعمل وسائل النقل في الريف التي لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب لتأمين المواطنين، الأمر الذي يزيد من العبء والضغط على سرافيس وباصات العاصمة التي تضطر لإيصال المواطنين إلى منازلهم في الريف وعلى مدار الساعة ناهيك عن وقت الذروة، وما يزيد الطين بلة التعرفة الباهظة التي باتت تتقاضاها سيارات الأجرة «التكاسي» من دون التقيد بالعدادات مع استغلال وضع البنزين والظروف الراهنة وتحميل كل التكاليف والأجور على الراكب.
وللوقوف عند واقع المشكلة والازدحامات أكدت مصادر في محافظة دمشق لـ«الوطن»، أن هناك سرافيس وباصات في الريف لم تعمل على تخديم المواطنين، مبينة أن 100 باص نقل داخلي في العاصمة تعمل بكامل طاقتها ويتم متابعة تأمين المازوت لها، إضافة إلى عمل باصات القطاع الخاص وعددها (120 باصاً)، مع تزويدها بالكميات اللازمة من المحروقات.
وفي تصريح لـ«الوطن» كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق شادي سكرية أن عدد الطلبات عادت لطبيعتها اليومية بعد تخفيضها بسبب العطلة الحكومية ولمدة 10 أيام، مؤكداً أن هناك كميات يومية تزود بها وسائل النقل تم تخفيضها وتحويلها للتدفئة خلال الفترة السابقة.
وبين عضو المكتب التنفيذي أن عدد الطلبات اليوم لوسائط النقل تصل إلى 15 طلب مازوت، مضيفاً إن كل طلب يتراوح بين 22 ألفاً و24 ألف لتر مازوت، مبيناً أن هناك قراراً بالتعبئة وتزود وسائل النقل من باصات وميكروباصات من الثانية عشرة منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً ولا تغيير على هذا الموضوع، نافياً أي نقل بالكميات أو المخصصات، وهناك أمر يتعلق بالرقابة على خطوط النقل والتزام وسائط النقل بخطوطها بالشكل المطلوب على مدار اليوم، وهو من مسؤولية مديرية هندسة المرور والنقل في المحافظة.
من جانبه بين عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق عامر خلف لـ«الوطن» أن هناك متابعة لواقع السرافيس والباصات في المحافظة وعملها على الخطوط، مع التوجيه بإيقاف تزود أي سرفيس أو باص مخالف بمادة المحروقات، علماً أن هناك تعميماً إلى مديري النواحي والمناطق بحجز أي سرفيس لمدة أسبوع، لا يلتزم بالخط مع سحب بطاقة المحروقات لفترة معينة وتشديد العقوبة في حال تكرار المخالفة، لافتاً إلى أن المحافظ وجه بحجز كل سرفيس يعمل في المدارس والمعامل خارج منظومة النقل أو الخط لمدة أسبوع ولا تستبدل العقوبة بغرامة.
وقال خلف: يعاد السرفيس للعمل بعد تقديم تصريح بالالتزام بالخط، مبيناً أن عدد وسائط نقل العامة والمسجلة على قيود المحافظة يصل إلى 7 آلاف، لكن لا يمكن حصر النسبة العاملة على الخطوط، معتبراً أن لا فرق بين العاصمة وريف دمشق والغاية هي تخديم المواطنين ضمن الإمكانات والتنسيق.
وأكد عضو المكتب التنفيذي أن هناك متابعة ومساعي لإحداث شركة نقل داخلي لريف دمشق مع تخصيصها بعدد من الباصات.