عربي ودولي

خبير فرنسي وصف تصريحات واشنطن بالدعاية.. و«ناشيونال إنترست»: لا نية لروسيا لبدء حرب … موسكو: تصريحات الغرب حول غزونا لكييف جنون وإعلاميونهم لا يصدقونهم

| وكالات

وصفت موسكو أمس الأحد أن تفكير الدول الغربية حول عدد الأيام التي يمكن أن تُهزم فيها كييف بـ«الجنون والذعر»، مؤكدة أن الإعلاميين والصحفيين الأميركيين أنفسهم لا يصدقون مزاعم وأكاذيب مسؤولي بلادهم بخصوص روسيا، بالتزامن مع ذلك أكدت مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية أن ليس لموسكو خطط عدوانية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلن دميتري بوليانسكي، النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن تفكير الدول الغربية حول عدد الأيام التي يمكن أن تُهزم فيها كييف هو الجنون والذعر.
وفي تعليقه على المقالات بهذا الخصوص التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية، أول من أمس السبت، كتب بوليانسكي في صفحته على «تويتر»: الجنون والذعر لا يزالان مستمرين، ماذا سيحدث إذا قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تهزم لندن خلال أسبوع واحد وسيؤدي ذلك إلى مقتل 300 ألف شخص وذلك اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية التي لا نكشفها؟ هل يعتبر ذلك أمراً صحيحاً بالنسبة للأميركيين والبريطانيين؟ لا ولا يعتبر ذلك صحيحاً بالنسبة للروس والأوكرانيين أيضاً».
ونقلت وكالات «رويترز» و«فرانس برس» سابقاً عن تصريحات لمسؤولين أميركيين مجهولين قولهم إن القوات الروسية قد تهزم كييف «في غضون يومين» في حال هجوم روسيا على أوكرانيا، وأكدوا أيضاً أن حصيلة الضحايا الإجمالية نتيجة النزاع المحتمل بين روسيا وأوكرانيا قد تبلغ نحو 85 ألف شخص.
بدوره أكد السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف أن الإعلاميين والصحفيين الأميركيين أنفسهم لا يصدقون مزاعم وأكاذيب مســؤولي بلادهــم بخصوص روسيا.
وحسب وكالة «سانا» انتقد بوشكوف بشدة في تصريح له أمس رد الخارجية الأميركية على طلب وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية الحصول على دليل يثبــت صحــة المزاعم حول فبركة روسيا لفيديــو عن هجوم أوكراني، قائلاً: كلام أجهزة المخابرات الأميركية يقدم عرضاً جميلاً ومؤثراً ولكن لا عجب أن مراسل الأسوشيتد برس مات لي سمح لنفسه بعدم تصديق كذبة أخرى عن الروس في إحاطة وزارة الخارجية الأميركية، مضيفاً لقد أراد مراسل الوكالة شيئاً واحداً وهو الدليل ولكن كما هو الحال دائماً لم يكن هناك شيء».
ولفت بوشكوف إلى تقرير مراسل «الأسوشيتد برس» الذي أشار إلى هجوم السارين المزعوم في دوما الذي تبين كما اكتشفه الصحفيون البريطانيون أنه من فبركة الخوذ البيضاء ولكن في الوقت نفسه تبنت لندن وواشنطن نشر معلومات حول هذا الهجوم المزعوم.
وفي وقت سابق أعلنت السلطات الأميركية أنها رفعت السرية عن معلومات من المخابرات حول إعداد الأجهزة الخاصة الروسية لمقطع فيديو مفبرك خاص يظهر مخلفات هجوم أوكراني على أراضي روسيا أو على مواطنين روس، وبعد ذلك حسب زعمها قد يصبح هذا الفيديو ذريعة لروسيا لبدء عمليات عسكرية ضد أوكرانيا.
وفي سياق متصل وصف رئيس مركز معهد الحريات بفرنسا شارل غاف تصريحات السلطات الأميركية القائلة بـ«فبركة» روسيا لتسجيل فيديو حول أوكرانيا، بأنها الدعاية في أسوأ حالاتها، قائلاً: تدهشني السذاجة الصبيانية للتصريحات الأميركية.
وأضاف إن هذه التصريحات التي تم الإدلاء بها من دون تقديم أي أدلة، بحجة حماية مصادرهم، تعد تذكيراً مؤلما بخطاب كولن باول في الأمم المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل في العراق.
وأوضح: ربما هذه المصادر التي أبلغت البيت الأبيض بهذا التحضير للفيديو الروسي، هي نفسها التي أبلغته حينذاك بأسلحة الدمار الشامل العراقية، هذا يبدو مجرد دعاية في أسوأ حالاتها.
وكانت السلطات الأميركية قد أعلنت منذ عدة أيام أن الاستخبارات الروسية تزمع التخطيط لـ«فبركة» فيديو سيعرض هجوما للعسكريين الأوكرانيين على الأراضي الروسية، أو على المواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية، كما سيظهر جثثاً للقتلى والمباني المدمرة والأسلحة الأوكرانية والطائرات المسيرة التركية الصنع!
ونفى مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، هذه الادعاءات الأميركية، مشيراً إلى أن روسيا «لا تقوم بمثل هذه الأشياء أبداً».
وعلى خط موازٍ تحدث مدير مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، ديمتري سايمز، عن السيناريو الوحيد، الذي قد يؤدي لاندلاع نزاع مسلح في أوكرانيا، وأكد أن موسكو ليست لديها خطط عدوانية.
وقال سايمز إنه تحدث في كانون الأول الماضي، مع شخصيات من النخبة السياسية الروسية، لم يذكر أسماءهم، وكشف أنهم أكدوا له أن موسكو ليس لديها خطط عدوانية أو رغبة في شن حرب.
وأضاف: «لم أسمع إشارة واحدة لإمكانية حدوث غزو روسي كبير، بسبب رفض تلبية حلف الناتو مطالب موسكو بعدم التوسع وعدم تعزيز الحلف في أوروبا الشرقية»، مشيراً إلى أن جميع من حاورهم في موسكو ينفون إمكانية الدخول في حرب.
في الوقت نفسه أكد الكاتب أن روسيا ستكون حازمة في حال تعرض أمنها للتهديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن