ثقافة وفن

تأمّلات أدبيّة

| منال محمد يوسف

لا يزال التأمل يشغل حيزاً كبيراً من مساحة التفكير المنطقي والوجدانيّ على حدٍّ سواء، ويُشكل «الربان.. أو القائد» لهذا التفكير الصحيح أو ذاك.

وإذ نتحدث بهذه الطريقة ونبحث عن تأمّلات جادة كان لها عظيم الأثر الطيب والمذكور في عوالم الأدب فقد جاءت لتُمثّل جوهر التفكير الأدبيّ وأمثولة الرقيّ والارتقاء بما أُنجزَ وبما سينجز لاحقاً.

وبهذا الشكل تُرى التأمّلات وكأنّها تميلُ بطبيعة الحال إلى الشيء الفلسفيّ، وكذلك تميلُ إلى اكتشاف الأسباب والمُسببات المُثلى لخلق هذا التأمل أو ذاك، لخلق شيءٍ وأشياء من نزعات التأمل العلميّ والإيجابيّ، وهذا ما نودُّ البحث عنه والحديث عن «درّه المكنون»، فمن المعروف أن عمق التفكير وجمال فلسفته يزيد من جمالية هذا الموضوع أو ذاك وبالتالي يمنحه الكثير من الأبعادِ المهمة ويأخذنا بالتالي إلى حيث جمال بحره وعظمة الزبد الحقيقيّ، وهذا ما نودُّ الإشارة إليه، وقراءة الكثير من بوادره ذات المسميّات المختلفة التي قد تُختصر وتُسمّى «تأمّلات أدبية» والتي تُمثّل روح الأدب وفلسفاتٍ قد تمتد إليه.

وقد نرى بعضها على شكل «تأمّلات معرفيّة» قد تأتي وتُحادث سرّ ونباهة التفكير الإيجابي على الصعد كافة، وقد تُمنح قيمتها المعرفيّة وتُصبح عظيمة الشأن، رفيعة المكانة، سامية التأمّلات التي تُجدّد جمالية الأطر الأدبية وتمنحها القيمة المعرفيّة الآنفة الذكر، ولا نزال نتحدّث عن «فن التأمل الأدبي» وجماليته التي يجب أن تُصبغ في كلّ مشهدٍ ثقافيّ عظيم الشأن.

كلّ هذا يجعل «التأمل الفكري والوجدانيّ» الحلبة المثلى لكل منجزٍ أدبيّ، ولكل شيءٍ يُراد أن يُبتدعُ حقاً، وبالتالي نرى كيف يُبتدعُ الشيء الجماليّ الذي يُحاط به.

فالتأمل هو صوت العقل أولاً، وسموّ حديثه المثمر عظمة، وهو يُمثّل لحظة استبراق الفكرة وسطوع لحظات مشرقة الإلهام وبزوغ نور حالها المُصاغ فكرياً وأدبياً، ويُمثّل ضرورة مهمة تحتاجها «الذات المبدعة» لكي ترتقي بكل ما تنجز، وعلى الصعد كافة.

وعندما نذكر الشيء الذي يُسمّى «بعلم التأمل» لا بدَّ أن تتجه بعض مراكبنا إلى بحر الشيء الجماليّ الذي يُقارب «فنون التصوف الأدبيّ» هذه الفنون التي تمتاز بعمق مداركها الفلسفية والأدبيّة على حدٍّ سواء، وبقوة التركيز على ما يُرادُ إنجازه فعلاً وبالتالي على ما يُبتكر من منجزٍ إبداعي يأتي «ثمرة مباركة لتأمّلات العقل» الذي لا يقف عند حدودٍ معينة وإنما يستمر «منجزه الإبداعي» بالسير طولاً وعرضاً.

هذا «المنجز المهم» يأتي من بحر التأمّلات ويُصبح أعظم قيمة من المحار الثمين، إذ تسمو قيمته كُلّما أُدركتْ قيمة التأمل وكيف لهذه القيمة أن تنتج أفكاراً مهمة؟

وترفدُ المنجز العقليّ الإبداعيّ وتجعل كلمته هي «كلمة الإبداع العُليا» كلمة الشيء الذي يجب أن يُنجز ويُقال على شكل حقيقة إبداعيّة لا بدّ من ظهورها وأن تأتي كنتيجة مُثلى لهذه التأمّلات أو تلك.

من هنا يُستنتج بأن «التأمّلات الأدبيّة وغيرها» هي خير منجزٍ وبالتالي نراها تُمثّل أعلى درجات التفكير الإبداعي ، وترفدُ أنهر الإبداع بكل ما توصلت إليه منذُ أقدم الأزمنة وحتى الآن.

ترفده وكأنّها لا تعرف «فنون الاكتفاءِ المعرفيّ» وهذا هو الشيء الذي يرفد عملية التأمل الخلاّق وخصوصاً ما يمكن أن نستضيء بنوره وبالتالي يسمّى «تأمّلات أدبيّة» ونور حالها المُضاء المستنير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن