امتحانات (بين الركام)!.. «قسد» تمنع الطلاب من تقديم الامتحانات وقيمة الأضرار بمئات الملايين … معاون وزير التعليم العالي لـ «الوطن»: تنسيق يومي مع جامعة الفرات وقرارات على الطاولة لمصلحة الطلبة
| فادي بك الشريف
بين معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف هنانو لـ«الوطن» التنسيق والتواصل اليومي مع المعنيين في جامعة الفرات لمتابعة وتوصيف واقع الجامعة في الحسكة ليصار إلى اتخاذ القرارات اللازمة من مجلس التعليم العالي والتعامل مع أي مقترح يصب في مصلحة الطلاب وخاصة بعد الاستهداف الممنهج للعملية التعليمية من الاحتلال الأميركي والذي طال منشآت ومباني في الجامعة وانعكس على سير العملية الامتحانية بالشكل المطلوب، الأمر الذي كبّد تكاليف كبيرة جداً.
وأكد معاون الوزير افتتاح شعبة خاصة للطلاب في الحسكة لمعالجة وضعهم، لتقوم الجامعة باتخاذ الحلول السريعة والآنية، مضيفاً: جاهزون لاتخاذ أي قرار من الوزارة بناء على اقتراح رئاسة الجامعة والشكل الذي تراه مناسباً ويصب في مصلحة الطلاب ويراعي ظروفهم نتيجة الأوضاع الراهنة وفق معطيات ووثائق، مع متابعة تقديم الامتحانات بالشكل المناسب ضمن اهتمام من الجهات المعنية في الحسكة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأضاف: لا توجد بيانات كاملة ودقيقة بالنسبة لواقع الوثائق والسجلات، لكن من خلال المتابعة والتوصيف الأولي فإن الجامعة قادرة على السيطرة على معظم الوثائق، علماً أن هناك توجهاً ومتابعة من الوزارة للاهتمام بالأتمتة في جميع الجامعات وتبسيط إجراءات الطلاب والتوسع بمراكز خدمة المواطن «الطالب» والخدمات التي يقدمها.
كما أشار هنانو إلى اتخاذ إجراءات بحق الطلاب المستضافين في الجامعات، علماً أن الأمر طرح في جلسة مجلس التعليم العالي، بما فيه تفعيل قرار سابق اتخذ بشأنهم ويقضي باعتبار بعض الاختصاصات بحكم المسجلين فيها وحكماً منقولون نقلاً متماثلاً، في حال أنه فعلاً الاختصاص متماثل، مع تشكيل لجنة بالنسبة للمواد غير المتماثلة والأمر شبه أنجز بالسماح لـ 6 مقررات أو اختصاصات وبإمكانهم مراجعة الجامعة المستضافين فيها.
هذا واستأنفت الامتحانات في كليات الحسكة بعد تأجيلها، لكن منعت «قسد» طلبة كلية الهندسة الزراعية من تقديم امتحاناتهم في المبنى ويقدر عددهم بأكثر من 2500 طالب وطالبة، ليجرى نقلهم إلى مبانٍ أخرى، مع متابعة الموضوع بشكل يومي واتخاذ أي إجراء إسعافي مناسب.
من جانبه طمأن رئيس جامعة الفرات طه الخليفة أن وضع السجلات الخاصة بالطلبة مؤتمت من قبل، مشيراً إلى أن «قسد» منعت كوادر الجامعة الإدارية وذات الشأن من الكشف على المباني ومحتوياتها في دلالة على قصدية ما جرى ومدى تأثيره كضربة للتعليم الجامعي.
وبين الخليفة أن ما جرى يكشف عن استهداف ممنهج للعملية التعليمية من الاحتلال الأميركي والميليشيا المذكورة، مضيفاً: جرى خلال الأحداث المذكورة تدمير مباني المعهد الهندسي التقاني وكليتي الهندسة المدنيّة والاقتصاد ومقر فرع الجامعة هناك من طيران الاحتلال الأميركي، لتقع أضرار جزئية وجرى إثر ذلك تدميرها بالكامل وذلك بعد جلبهم عاملين وآليات وإفراغها من كل التجهيزات والوثائق وسجلات الطلبة ونقلها لأماكن مجهولة.
وقال: إن المباني التي تعرضت للاستهداف تضم مدرجات ومخابر من أحدث المخابر الجامعيّة، فمثلاً مخبر كلية الهندسة المدنيّة وصلت تكلفة تجهيزه إلى 10 مليارات من الليرات السوريّة.
وكشف الخليفة عن أضرارٍ كبيرة طالت مباني فرع الجامعة في محافظة الحسكة نتيجة ما سماه «مسرحية أحداث المدرسة الثانوية الصناعية»، وحمل الخليفة قوات الاحتلال الأميركي وميليشياته ما جرى من استهداف.
ولفت رئيس جامعة الفرات عن إجراء مطالبة بتقديم تعويضات عن الأضرار التي تُقدر بملايين الليرات سواء بالنسبة للأبنية أو تجهيزاتها وسيجري العمل على تقديمه للجهات المعنيّة ومتابعة الموضوع دولياً عبر منظمات الأمم المتحدة، موضحاً أن ممارسات الميليشيا المرعية أميركياً لم تتوقف يوماً عن التضييق على الطلبة.
يشار إلى أن كليات فرع جامعة الحسكة تضم 22 ألف طالب وطالبة، منهم 5 آلاف من طلبة المباني التي تم تدميرها.