كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أمس الإثنين، عبر تصريحات لمسؤولين أوروبيين أن واشنطن وبروكسل ما زالتا غير قادرتين على التغلب على الخلافات بشأن العقوبات التي ستفرض على روسيا في حالة الغزو الافتراضي لأوكرانيا، الأمر الذي نفته موسكو مراراً.
ووفقاً لتقرير نشرته الصحيفة البريطانية فإن المناقشات حول التدابير التقييدية المنسقة من الدول الغربية ضد روسيا معقدة بسبب حقيقة أن عدداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعتمد بشكل كبير اقتصادياً على المشاريع الروسية، بما في ذلك في قطاع الغاز.
وحسب وكالة «تاس» أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان حالياً على تجميع قائمة نهائية لقيود التصدير المحتملة ضد روسيا، والتي ستؤثر في صناعات التكنولوجيا الفائقة وتؤثر بشكل كبير في الاقتصاد الروسي.
وفي ظل ذلك أجرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» مقارنة مع القيود المفروضة على شركة «هواوي» الصينية، التي أدرجتها وزارة التجارة الأميركية في القائمة السوداء بدءاً من 17 أيار 2019 بذريعة تهديد الأمن القومي، مما حد بشدة من قدرة الشركة على شراء معدات عالية التقنية من الولايات المتحدة.
وفي سياق الإجراءات التحضيرية للاتحاد الأوروبي في حالة تصعيد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، تم إبلاغ الصحيفة أيضاً بخطط بروكسل لضمان إمدادات طاقة مستقرة إلى الدول الأوروبية، حيث تمت الإشارة إلى أن أولوية التخطيط للطوارئ في الاتحاد الأوروبي هي التعامل مع أي خفض في تدفقات الغاز من روسيا، التي تعد أكبر مورد للغاز إلى أوروبا.
وتتضمن تدابير الطوارئ المحتملة إجراءات للحد من المخاطر المرتبطة بارتفاع أسعار الغاز، وأزمة الهجرة المحتملة وتهديدات الأمن السيبراني في حالة هجوم موسكو المزعوم على كييف.
وفي وقت سابق قال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل: إن بروكسل تعتزم في المستقبل القريب ضمان استقرار واردات الوقود من خلال توسيع إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
ووفقاً لبوريل، فإن الاتحاد الأوروبي يتفاوض بشأن توسيع إمدادات الغاز الطبيعي المسال مع أذربيجان والجزائر وقطر والنرويج والولايات المتحدة.
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن رأيها الأسبوع الماضي بأن الاتحاد الأوروبي بحاجة لأن يكون مستعداً «لأي سيناريو» مع روسيا وأوكرانيا، لفعل كل ما هو ممكن للعثور على مصادر طاقة بديلة.
وفي وقت سابق، وصف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف مثل هذه التصريحات بأنها تصعيد فارغ للتوتر، كما أنه لم يستبعد استفزازات من الغرب وكييف لتبرير مثل هذه التصريحات.