عربي ودولي

«الأوروبي» أعلن عن استئناف المحادثات اليوم في فيينا … إيران: لم يتم النظر في بعض مطالبنا وتبعات قرارات واشنطن الخاطئة لن تُدفع من حسابنا

| وكالات

أكدت إيران أن الولايات المتحدة الأميركية غير مستعدة لتقديم تعويضات عن قراراتها الخاطئة، وأن طهران تنتظر أن تشهد تغييراً عملياً لهذا السلوك في فيينا، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق جيد مرتبط بالسلوك الأوروبي والأميركي.
يأتي ذلك في حين أعلن الاتحاد الأوروبي أمس أن المحادثات النووية بين إيران ومجموعة أربعة زائد واحد بهدف إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 ستستأنف اليوم الثلاثاء في فيينا.
ونقلت وكالة «سانا» عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله أمس إن التوصل إلى اتفاق جيد بشأن الملف النووي مرتبط بمبادرة وسلوك الدول الأوروبية الثلاث وأميركا.
وأوضح عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو في طهران أمس أن بلاده لا تختصر أوروبا فقط على الدول الثلاث في الاتفاق النووي وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا لأن التوازن يحكم سياستها الخارجية وهي تهتم بتطوير العلاقات مع كل دول العالم بما فيها الدول الأوروبية الأخرى.
ولفت عبد اللهيان إلى أنه لم يتم النظر في بعض مطالب إيران في مجال رفع العقوبات خلال مراجعة النصوص الأخيرة التي تم التوصل إليها في محادثات فيينا.
بدوره أعرب وزير الخارجية الفنلندي عن دعم بلاده للاتفاق النووي مع إيران منوهاً بتعاون إيران الجيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلناً عن عزم بلاده لزيادة تعاونها مع إيران بعد حصول الاتفاق النووي.
وتؤكد إيران أن رفع الحظر عنها خط أحمر ومسألة مهمة وأساسية للتوصل إلى اتفاق خلال محادثات فيينا حيث دعا عبد اللهيان الجانب الأميركي السبت الماضي إلى إثبات حسن نياته تجاه إيران ورفع الحظر المفروض عليها بشكل ملموس.
وقبل ذلك كان الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، قد أكد خلال استقباله وزير الخارجية الفنلندي، أن طهران لن ترهن اقتصادها بنتائج محادثات الاتفاق النووي، وأشار إلى أن نقض الأميركيين لالتزاماتهم في الاتفاق النووي، وقال: «إذا رفعت إجراءات الحظر فإن الأرضية ممهدة للاتفاق وقد برهنت إيران أنها ملتزمة بتعهداتها».
إلى ذلك نقلت وكالة «فارس» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قوله في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس الإثنين، إنّ على الولايات المتحدة أن تعلم أنّ تبعات قراراتها الخاطئة لن تدفع من حساب الإيرانيين.
وأوضح زاده أنّ الوفد الإيراني المفاوض سيعود اليوم الثلاثاء إلى فيينا، آملاً أن تعود باقي الوفود ليتم استئناف محادثات فيينا، مؤكداً أنّ من يقول إنّ هذه الجولة هي الأخيرة عليه أن يعود إلى فيينا بقرارات سياسية واضحة ويعود إلى الالتزام بتعهداته في الاتفاق النووي.
وأضاف زاده: نأمل أن تكون الأطراف الأخرى ولاسيما واشنطن، قد اتخذت قراراتها السياسية، وأن يكون لديها برنامج واضح للعودة إلى الالتزام للاتفاق النووي ورفع العقوبات.
ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة غير مستعدة لتقديم تعويضات عن قراراتها الخاطئة. وننتظر أن نشهد تغييراً عملياً لهذا السلوك في فيينا، كما أنّ الطرف الغربي لم يلتزم بالاتفاق النووي، ونأمل أن ينتهي هذا السلوك ويثبت إمكانية الثقة به كلاعب نشط في المجتمع الدولي».
وتعليقاً على الإعفاء الأميركي لإيران من العقوبات، أشار زادة إلى أنّ تركيز طهران اليوم منصب على رفع العقوبات التي تنعش الاقتصاد الإيراني ولكن أميركا اتخذت قرار مختلف في رفع العقوبات.
كما شدّد زاده على أنّ إيران اتخذت قراراها السياسي الصعب عندما بقيت في الاتفاق النووي خلال السنوات الماضية وحافظت على حياته، مضيفاً إنّ القرار الصعب اليوم يجب أن تتخذه أميركا عندما تعود إلى فيينا عبر رفع العقوبات، قائلاً: حققنا تقدماً ملحوظاً في فيينا ولا سيما في مجال الضمانات واليوم الإطار العام للاتفاق المنتظر أصبح واضحاً.
وفيما يخصّ المناورات الأميركية السعودية في المنطقة، قال خطيب زاده إنّ الولايات المتحدة تركت في هذه المنطقة إرثاً مشؤوماً، معتبراً أنّ العنف في المنطقة هو إرث الولايات المتحدة للمنطقة المتواصل من بداية هجومها على أفغانستان والعراق.
ودعا زادة الدول التي تسعى إلى توفير أمنها عبر الولايات المتحدة، العودة في أسرع وقت ممكن لحضن المنطقة وتوفير أمنها عبر التعاون الإقليمي.
من جانب آخر قال خطيب زاده إنّ بلاده ترحّب بمساعي العراق لتوظيف الدبلوماسية من أجل خدمة الحوار الإقليمي، لافتاً إلى أنّ تاريخ انطلاق الجولة الخامسة من الحوار الإيراني السعودي مرهون بإرادة وقرار الرياض.
وعن قرار محكمة دنماركية ضد مجموعة إرهابية إيرانية، أوضح زادة أنّه على الرغم من إثبات مسؤولية جماعات إرهابية كالأهوازية المدعومة من عدة دول من بينها السعودية، إلا أنّ الدول الأوروبية تستقبل هذه المجموعات الإرهابية على أرضها ضمن سياسات ازدواجية متناقضة.
وفي وقتٍ سابق أكد زاده أنّه سيتم استكمال المفاوضات بين إيران والسعودية في ضيافة العراق، لافتاً إلى أنّ الجولة المقبلة موضوعة على جدول الأعمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن