في محاولة لإبعاد شبهت تبعيته للاحتلال الأميركي ولاستخباراته والوشاية بزعيم تنظيم داعش الإرهابي، أدان تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي عملية الإنزال الجوي التي نفذتها مؤخراً قوات أميركية في منطقة أطمة شمال غرب إدلب واستهدفت خلالها زعيم داعش المدعو أبو إبراهيم القرشي، نافية معرفتها بالعملية!
ويوم الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مقتل القرشي خلال عملية عسكرية، في منطقة أطمة التابعة لناحية الدانا شمال غرب إدلب على الحدود مع تركيا والتي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي وتنظيم «النصرة»، وذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال الأميركي في تشرين الأول 2019 مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في ريف إدلب الشمالي، بعملية إنزال جوي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأميركية ونفذتها قوات خاصة من الجيش الأميركي.
وطرحت عملية الإنزال الجوي الذي نفذه الاحتلال الأميركي وقتل خلاله القرشي العديد من التساؤلات حول وجود الأخير في مناطق يسيطر عليها تنظيم «النصرة»، وصمته عن التعليق على العملية.
كما تحدثت مصادر إعلامية معارضة بعد يومين من عملية الخميس الماضي عن الساعات القليلة التي سبقت تنفيذها، وذكرت أن تنظيم « النصرة» نفذ حملة أمنية واسعة، في مدينة إدلب، واعتقل خلالها أكثر من 20 إرهابياً من جنسيات غير سورية، ينتمون لتنظيمي «شام الإسلام» و«حراس الدين» المتهم بولائه لتنظيم «القاعدة»!
ويوم أمس نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن بيان نسبته لمصادر «مقربة» من «النصرة»، نفي الأخير معرفته بعملية الإنزال قبل حدوثها، وهوية القاطنين في ذلك المكان، وزعم أنه يرفض العملية ويستنكرها ولن يسمح لتنظيم داعش باستخدام المناطق التي يسيطر عليها تحت أي هدف، وتأكيده «الاستمرار بدفع شر داعش وجرائمه».
وأشار البيان إلى أن تنظيم «النصرة» يستنكر مقتل المدنيين جراء عملية الإنزال الجوي التي استهدفت زعيم داعش.
وفي تناسي لما يفعله تنظيم «النصرة» من جرائم وترويع بحق المدنيين في مناطق سيطرته، اعتبر البيان، أن عملية الإنزال شكّلت قلقاً جديداً لدى «السوريين»، وأثارت الخوف والذعر لدى النازحين.
وفي اليوم نفسه الذي قتل فيه القرشي صرح المتحدث باسم «البنتاغون»، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، بأن «التصرفات الجبانة» للقرشي أسفرت عن مقتل 4 مدنيين وهم زوجته وطفلاه وقد قتلوا جراء تفجير القرشي نفسه، مضيفاً: إن «طفلاً آخر قتل في الطابق الثاني من دون ذكر سبب مصرعه».
وأشار كيربي إلى أن القوات الأميركية تمكنت من إجلاء 10 أشخاص من الطابقين الأول والثاني، بينهم 8 أطفال، في حين نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن مصادر سورية عن سقوط 13 قتيلاً على الأقل خلال العملية بينهم 6 أطفال و4 نساء.
وخسر جيش الاحتلال الأميركي خلال العملية إحدى مروحياته التي تم تدميرها على الأرض عندما أجبرت على الهبوط بسبب مشكلة ميكانيكية.