سورية

احتجاجاً على غياب الدعمِ والرواتب الشهرية منذ ثلاث سنوات … إضراب مدرسين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية بإدلب وحماة

| وكالات

أعلن عشراتُ المدرّسين في مدارس بمناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب وحماة، عن إضرابِ احتجاجاً على غياب الدعمِ والرواتب الشهرية منذُ نحو ثلاث سنوات، في حين أغلقت نحو 80 مدرسة أبوابَها في وجه الطلاب.
وقال المضربون في بيان: «نعلن، نحن المتطوعين، تعليقَ الدوام حتى تأمينِ حقوق المعلم المستحقّةِ وهي على الأقل راتبٌ شهري له يعينه على تجاوز صعوبةِ المعيشة ويسدُّ رمقه»، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وأضافوا: «هذه الخطوة تحزُّ في قلوبنا لأنَّنا نعرف عواقبها على أبنائنا الطلبة، ولكن لم نعد نستطيعُ التحمّلَ أكثر مما مرّ، فقد تطوّعنا أكثر من ثلاث سنوات».
ودعا المدرّسون المضربون ما سموها «المؤسساتِ النافذة» بالنظر في حال المعلم، حتى تلبيةِ احتياجاته والإسراع بإيجاد حلٍّ جذري لمشكلة التطوّع.
وذكر البيان، أن نحو 80 مدرسةُ أغلقت أبوابَها بدءاً من يوم السبت الماضي، في وجهِ طلابها.
ودعا البعضُ إلى وقفاتٍ احتجاجية تضامناً مع مطالبِ المعلمين المحقّة، وفق ما ذكرت المواقع.
يشار إلى أنه وسط الأوضاع المتردية لـلمدارس التي تديرها ما تسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض في إدلب، وانتشار المدارس الخاصة بشكل غير مسبوق، والسير نحو احتكار التعليم لأبناء ميسوري الحال، يتنامى نفوذ «المدارس الدينية» التي يمولها تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ويتعاظم نفوذ «المدارس الدينية»، التي تمتلك مناهج خاصة فيها، تطبعها وتشرف عليها وتراقبها ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» واجهة له، وتستهدف في الدرجة الأولى أبناء مسلحي التنظيم والأيتام، وما يترتب على ذلك من استهداف لتلك الشريحة من الأطفال التي يسهل أدلجتها وتنشئتها وفق فكر معين، وذلك وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
ويؤكد العديد من المتابعين، وفق المواقع، أن «المدارس القرآنية» بما تحمله من مزايا وخدمات ترغيبية، تأتي وسط حالة الفقر التي يعاني منها معظم سكان إدلب كخيار يُقدم عليه بعض الأهالي مكرهين، وسط الصراع ما بين دفع المال مقابل الحصول على تعليم جيد، أو الغوص في الجهل وابتعاد أطفالهم عن مقاعد الدراسة.
وأعرب عدد من الأهالي عن تخوفهم من تنشئة جيل كامل مؤدلج لا يعرف إلا تنفيذ ما يؤمر به من قبل متزعمي «تحرير الشام» التي يبدو أنها تعمل جادة على الإمساك بجميع مفاصل الإدارة والسلطة في إدلب.
وفي أيلول 2019 أوقف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا دعماً مالياً للتنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب بقيمة تزيد عن 7.12 ملايين دولار سنوياً.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة، حينها عما يسمى «مديرية التربية في محافظة إدلب: أن منظمة «كيومنكس» (منحة التعليم من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا) أوقفت الدعم المادي عن المعلمين في المحافظة.
ويسيطر تنظيم «النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية على معظم محافظة إدلب، وشكل هناك ما يسميه «حكومة الإنقاذ».
ونقلت مواقع عما يسمى «مدير دائرة الإعلام في المديرية» المدعو مصطفى حاج حسين: أن إيقاف الدعم يشمل 7200 معلم في المحافظة حيث كانوا يتلقون 110 دولارات شهرياً عن 9 أشهر في العام الدراسي، مشيراً إلى أن الدعم لـ«مديرية التربية» متوقف منذ تشكيل «حكومة الإنقاذ» العاملة في المناطق الخاضعة لـ«النصرة».
وأوضح، أن عدد المدارس الكلي بالمحافظة يصل إلى 1100 مدرسة بقي منها 850 بعد سيطرة الجيش العربي السوري على منطقة خان شيخون ومحطيها جنوب إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن