ثقافة وفن

هل الدراما السورية تتناسى نجومها الكبار على عكس الدراما المصرية؟ … قتلان لـ«الوطن»: الدراما السورية تقوم على البطولة الجماعية

| هلا شكنتنا

جيل وراء جيل، هكذا هي الحياة تأتي أجيال لتأخذ مكان أجيال أخرى وتعمل على تطوير الحياة بشكل عام، وبما أن الدراما هي التي تعكس واقع الحياة وتعمل على توثيق أحداثها من خلال استعانتها بممثلين صغار وكبار، ودائما نرى الساحة الدرامية متجددة وفيها الوجوه الجديدة التي تدخل مجال التمثيل. الجيل الجديد من الممثلين حاضر والجيل القديم حوصر في أدوار معينة. وبالتأكيد عندما تبدأ الأجيال الجديدة الموهوبة بالظهور سوف تحتل الشاشات من خلال أدوارها البطولية، وهذا الأمر منطقي وطبيعي جداً، لكن الأمر الذي لا يعد طبيعياً هو نسيان كبار النجوم في منازلهم، وعدم طلبهم للأعمال الدرامية إلا في أدوار عادية مثل أدوار«الأب، الأم، العم، الخال»، وكأن الكتاب يتناسون أن كبار السن تتنوع مهامهم بين أطباء وطبيبات ومهندسين ومهندسات، أو أصحاب سلطات تدور حولهم الحكاية الدرامية كلها، والكثير من المهن التي تجعل الممثل الكبير قادر على تأديتها بكل وقار وهيبة مستعيناً بأدواته التي أختبرها طوال مسيرته الفنية.

الدراما المصرية تقدم لكبارها أدواراً تناسبهم. وبالمقارنة مع الدراما المصرية نرى أن الممثلين الكبار تكتب لهم أدوار خاصة تناسب سنهم ومسيرتهم الدرامية على مدى عدة سنوات، وكذلك الأمر في السينما حيث يتبع الكتاب أسلوب ومعايير محددة لكتابة نصوص تليق بعمر الممثل وتجعله يقدم أفضل ما لديه لكي يحافظ على اسمه، ومن أكثر الأسماء الذي يتم الاهتمام بهم بشكل خاص هم «يسرا» و«عادل إمام» و«نادية الجندي».

الدراما السورية تعمل على البطولة الجماعية على عكس ما نراه في الدراما المصرية، حيث في غالب الأحيان تقوم هذه الدراما على طرح أعمال تجمع من خلالهم عدة أبطال، وذلك وفق منهج البطولة الجماعية التي تجعل العمل يستند إلى أكثر من شخص ويكون الجميع متحملاً دفة النجاح والمسؤولية.

بعض من الممثلين الكبار أصبحوا مهمشين

ومع متابعتنا للدراما السورية نرى بأن بعض الممثلين الكبار أصبحوا مهمشين، أدوارهم قليلة ولا تتعدى في أغلب الأحيان إلا عدة حلقات، وفي بعض الأوقات يتم الاستعانة بهم كضيوف شرف، وهذا الأمر بالتأكيد له تأثير على الدراما وعلى حياة الممثلين، مع أن الأمر المنطقي يقول إنه يجب الاهتمام بشكل أكثر بالممثلين الذين يكبرون بالعمر، وخاصة من ناحية كتابة أدوار تليق بهم.

ما الفرق بين الدراما السورية والمصرية؟

وهنا يطرح السؤال نفسه هل عندما يكبر الممثل فما الفرق بين الدراما السورية والمصرية من ناحية تعامل الفن مع الممثلين الكبار، وهل الظروف المحيطة تتحكم بالكتاب أم هي حالة عامة، وللتعرف على رأي أهالي الفن بهذا الأمر، تواصلت «الوطن» مع الكاتب «خلدون قتلان» الذي أوضح قائلاً: «الفرق بين الدراما المصرية والسورية في هذا الأمر هو أن الدراما المصرية هي دراما النجم الواحد، حيث يقوم بعض الكتاب بكتابة نص يلائم ممثلاً أو ممثلة ما لتجسيد دور البطولة».

المعايير في الدراما السورية مختلفة. مضيفاً الكاتب خلدون قتلان: إن الأمر في الدراما السورية المعيار مختلف، حيث تأتي البطولة غالباً جماعية فتنال كل شخصية نصيبها من الأداء، مبيناً بأنه إذا تم إجراء تشريح لبنية بعض النصوص في الدراما السورية، فسوف نجد أن كل خط من خطوط العمل يمكن أن يبنى عليها نص كامل وهذه أهم ميزات الدراما السورية وفق قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن