«بوح» قضية اجتماعية بطريقة جديدة … أيهم عرسان لـ «الوطن»: لدي الرغبة بالخوض في الأماكن النفسية والاجتماعية والفكرية
دارت كاميرا المخرج السينمائي أيهم عرسان، منذُ أيام لتصوير الفيلم الروائي «بوح» إنتاج المؤسسة العامة للسينما وتأليف أيهم عرسان، والذي يصنف ضمن الأفلام متوسطة الطول.
ويشارك في هذا العمل مجموعة من الفنانين، الذين كان لهم بصمة في المجال السينمائي، وتجارب سابقة مع المخرج أيهم عرسان، وهم: رنا شميس، وميلاد يوسف، وروبين عيسى، وتامر العربيد.
ويريد عرسان من خلال هذا الفيلم، الابتعاد عن النمطية للأفلام التي تقدم، والخروج من عباءة الأفلام التي تتناول الحرب، متطرقاً فيه إلى قضية اجتماعية متناولة بطريقة جديدة حول البوح والكتمان وتأثيراتهما.
الصمت ملاذ آمن لهُ
وفي لقاء خاص لـ «الوطن» أثناء عمليات تصوير الفيلم، تحدث المخرج أيهم عرسان عن تفاصيل الفيلم قائلاً: «الفيلم هو نوع من البوح الذي تؤديه إحدى الشخصيات، ويتغلغل بعدها في الكثير من تفاصيل حياتها»، مشيراً إلى أن: «هناك أشخاصاً بحاجة إلى البوح، منهم قادر على ذلك ومنهم لا يملك الشجاعة ويعتبر الصمت ملاذاً آمناً لهُ»، لافتاً إلى أن: «الصمت يخلق ثقلاً على الروح في كثير من الأحيان ما يجعل الإنسان غير قادر على أن يستمر، لذلك يتجه البعض للبوح لترميم الشيء المكسور، لأن التراكم يؤدي إلى الانهيار العام للحياة وانهيار نفسية الإنسان، وهذا هو الرائد العام للفيلم».
وحول خروجه عن النمطية التقليدية للأفلام قال عرسان: «أنا دائماً أميل للقضايا الاجتماعية فهي قابلة للمعالجة وللعيش أكثر، فعندما يتم تقديم فيلم اجتماعي له طابع رومنسي من الممكن أن يتابع على مدار الأعوام، على غرار نوعية الأفلام الأخرى»، وتابع عرسان: «لدى الرغبة دائماً بالخوض في الأماكن النفسية والاجتماعية والفكرية، وبهذا الفيلم يوجد شيء لهُ علاقة ببنية الشخصية ما يفرض وجود جزء من العمل على خشبة المسرح».
وعن التعاون مجدداً مع الفنانة رنا شميس بعد أن جمعهم فيلم سينمائي سابق حمل عنوان «كبسة زر» الذي حصد العديد من الجوائز في المهرجانات العربية والدولية، أوضح عرسان أن: «النجاح هو نتيجة تعاون مثمر، وشميس تمتلك حالة من التمني الجميلة بطبيعتها، وعندما يوجد ممثل يؤدي الشيء الذي يرغب به المخرج ويتبنى النص، تصبح جميع مفاتيح النجاح حاضرة».
شخصية تلامس الجميع
الفنانة رنا شميس التي تؤدي شخصية «غادة» بالفيلم وهي ممثلة مسرحية ذات تاريخ وفكر وثقافة عالية، قالت لـ«الوطن»: «أشعر بمتعة وراحة وتفاؤل من خلال الفيلم، وأتوقع بأن جميع النساء ستعجب به، ومن المفترض أن يكون هذا الفيلم هدية للنساء».
وبالخوض في أعماق الشخصية أشارت شميس إلى أن: «الخسارة أو الربح في الحياة قانون أساسي، ويوجد دائرتان لكل شخص، دائرة العمل ودائرة المنزل، في الدائرة الأولى يصبح الشخص صبوراً وينتقي مفرداته المهذبة وتصرفاته اللطيفة والمدروسة، أما في المنزل يتجرد من هذه الحسابات أو المراقبة للذات، بالإضافة لأن الشخص مع المقربين منهُ يصبح حقيقياً ويصبح شخصاً يجرح ويؤذي، لأنه يصبح لديه إحساس بأن الدائرة المقربة ليس من الممكن أن تتخلى عنه، لكن في الحقيقة هناك انكسارات توجد في داخل كل شخص وليس من الممكن ترميمها إلا من الشخص القريب».
ولفتت شميس إلى أن: «هذا الجانب سهل وصعب بآن معاً، وحالة الأمان هي المسبب لهذا الشيء، هذا أكثر ما يمكن القول عنه بأنها شخصية تلامس الجميع».
يمتلك موضوعاً خاصاً
من جانبه بين عميد المعهد العالي للفنون المسرحية والممثل تامر العربيد: «الفيلم يمتلك موضوعاً خاصاً، وهو حكاية لممثلة تمتلك تاريخاً مسرحياً طويلاً، وحياة خاصة لها تذهب بها إلى تقديم لحظتها الدرامية، التي تضم العديد من الأجوبة عن أسئلة كثيرة لأشخاص كانت تعيش معهم».
وأوضح عربيد أن: «النص يوجد فيه شيء جديد، وهو خيار الممثلة أن تكون على خشبة المسرح وكل الشخوص متخيلة». مبيناً بأنه: «يؤدي شخصية المخرج المسرحي «كمال» وهو أحد المخرجين الذي يتمتع بتاريخ مسرحي كبير، ما يدفع «غادة» للجوء إليه ليكون مخرج المسرحية».
خط طبيعي واقعي وإنساني
أما الفنان ميلاد يوسف الذي يؤدي دور البطولة بالفيلم قال لـ«الوطن»: «الفيلم يحتوي على البساطة، على الرغم من خطورة الموضوع المطروح الذي لهُ علاقة بالبوح والكتمان، ويخص حياة الإنسان»، لافتاً إلى أن: «المخرج يتناول الموضوع بطريقة بسيطة أقرب للواقع، وبتفاصيل صغيرة بالعمل يقدم حالة سينمائية».
وعن الاختلاف الذي يقدمه بهذه الشخصية بين يوسف أن: «هذه الشخصية تحتوي على الصعوبة، وتضم خطاً طبيعياً واقعياً وإنسانياً، وحالة من المزاج العالي».
قصة حقيقية
من جانبها الفنانة روبين عيسى التي تجسد شخصية «بارعة» بالفيلم قالت: «هذه التجربة الثالثة التي تجمعني مع المخرج أيهم عرسان، وهو شخص يقدم طرحاً جميلاً وعوامل تجعلني أتشجع لكل عمل يطرحهُ». وبينت أن: «ما دفعني لهذا النص هو حالة توظيف السينما داخل المسرح، وعلاقة الحب التي تعيشها جميع النساء، وهذه القصص جميعها تلامسني فكيف إذا كانت قصة حقيقية تطرح مشاكل أشخاص في الحياة».