ثقافة وفن

سلوى فلوح السالم تشكيلية أبدعت فوق عمر الثمانين! … عيد لـ«الوطن»: طورت تجربتها واحترفت

أكثر من خمسين لوحة هي نتاج فنانة تشكيلية سورية قدمتها بعد أن تجاوز عمرها الثمانين، تناولت إزميلها وقررت أن تؤنس وحدتها بالرسم والألوان لتكتشف هي ومحيطها بأن ما أنجزته من لوحات يدهش الناظرين.

وبعد محاولات عدة بدأت تتشكل تجربتها وتتطور أدواتها وتختص موضوعاتها، الفنانة التشكيلية الراحلة سلوى فلوح السالم «1920/2005»، أقامت معرضها الأول في عام 2002، في المركز الثقافي الإسباني حيث شاهد مدير المركز اللوحات مصادفة قبل أن يتعرف على هذه المرأة الطاعنة في السن التي رسمت اللوحات.

كل شيء في قرية بصير في سهل حوران حفزها على التعلّم والتفكير بمفردها، وساعدها المخزون الذي شكلته خلال حياتها على الإبداع في رسم الطبيعة والحيوانات والمدينة هي خيارات كبيرة وضعها القدر أمامها لتخلد ذكراها بعد رحيلها بلوحات تحاكي الخيال وأخرى من الواقع.

يقارب الخيال

واليوم يقيم حفيدها مدير غاليري «البيت الأزرق» سامر عيد معرضاً فنياً بتوقيع جدته، لإعادة إحياء ذكراها وحفظ أثرها وعرض إبداعها، وضم المعرض خمسين لوحة من الحجم الصغير بتقنية الألوان الزيتية وتميز بألوانه الصارخة وقوة تصوير الورود والمناظر الطبيعية ومدينة عائمة والأيقونة كما رسمت الكثير من الحيوانات بأسلوب فطري يقارب الخيال في الكثير من تفاصيله.

وقال عيد في تصريح خاص لـ«الوطن»: «أقمنا المعرض تكريماً لجدتي، كانت لوحاتها ترجمة لأفكارها التي اكتنزتها من المحيط، والتي كانت موجودة وطريقة تعبير وخاصة بها، خاصة أنها بدأت بالرسم في عمر كبير، وتناولت في لوحاتها كل شيء له علاقة بالطبيعة والحيوانات واللافت هو طريقة الألوان، حيث كانت متميزة، ولا يعيب هذا الفن تسميته «الفطري» لأنه يحمل الكثير من الجمال والدقة والتميز».

وأضاف عيد إن: «المعرض يعتبر تحية إلى روح الفنانة التي بدأت ترسم بشكل فطري في عمر الثمانين لتطور تجربتها وتحترف بشكل سريع».

وبين عيد أن: «المعرض نال إعجاب ودهشة الفنانين وتحدث معظمهم عن التكنيك الذي استخدمته وعن طريقة الرسم، إضافة إلى اختيار الألوان البعيدة عن المنطق والقريبة من الخيال.

بروفايل

يذكر أن الفنانة سلمى فلوح السالم من مواليد عام 1920 في قرية بصير من حوران السوري، وهي كبرى أخوتها الخمسة، تتلمذت على يد المعلمتين مريم حبيب وكرمة الجولان اللتين تعلمتا بدورهما لدى الآباء اليسوعيين، تزوجت سلمى في سن العشرين من هاني السالم ابن بلدتها.

في سن الثمانين، حينما كبر الأولاد والأحفاد امتدت يدها إلى الريشة فرسمت لوحات هي الأقرب إلى الانطباعية، بألوان راقصة تحمل الكثير من طفولة عذبة وحقول في أحيان كثيرة تأخذ شكل مزهرية الورد أو أصيص الزهور.

قالوا عنها

«كتب عنها مدير مركز معهد ثرفانتس الإسباني بدمشق بعد معرضها الأول الذي أقيم في سورية ليقول: «تترك العين محملة بأكثر ما يميز العالم، إن لم يكن القدر؟ تلك هي العصافير والأشجار والغزلان والشموس والأزهار التي شاهدتها سلوى في طفولتها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن