تلقت «الوطن» شكاوى من أهالي ريف مصياف الغربي، يعرضون فيها لإصابة العديد من أبنائهم التلاميذ والطلاب، بالتهاب الكبد الوبائي. وعزا المواطنون إصابة نحو 20 من أبنائهم في «البياضية والزاملية والسويدة» لمياه الشرب، التي قد تكون ملوثة.
وبيَّنَ العديد منهم أن الإصابات مرشحة للازدياد، ما ينذر بزيادة الإصابات، إذا لم تستجب الجهات الصحية والمسؤولة بالمحافظة، لمنع انتشارها بالعدوى بين الأهالي عموماً وتلاميذ وطلاب المدارس خصوصاً. وأوضح الأهالي أن مصادر مياه الشرب في البياضية، بئر للمؤسسة العامة لمياه الشرب، لا تكفي لإروائهم نتيجة التقنين الكهربائي الطويل، ما يضطرهم لشراء المياه من الصهاريج التي تعبئ المياه من بئرين للقطاع الخاص.
وبين أمين سلوم وهو من فعاليات البياضية الرسمية، أنه تم إبلاغ كل الجهات المسؤولة بالمحافظة، لتتدارك الأمر وتتخذ الإجراءات المناسبة والسريعة، لمنع تفشي هذا المرض بين المواطنين.
ورداً على أسئلة «الوطن»، بيَّنَ مدير الصحة بحماة الدكتور أحمد جهاد عابورة، أن الجهات المعنية استجابت وهرعت للقرى التي يقال إن فيها إصابات، لمعاينة الواقع والكشف على المصابين، وقطف عينات من مصادر المياه لتحليلها، ومعرفة أسباب المرض وحقيقة عدد الإصابات.
وبيَّنَ رئيس دائرة الصحة العامة في مديرية الصحة الدكتور سعد شومل لـ«الوطن»، أنه أجرى مع فريق التقصي عن الأمراض، مع الصحة المدرسية بمصياف ووحدة المياه فيها، كشفاً على المدارس ومصادر مياه الشرب العامة والخاصة في البياضية، والتقى الأهالي بمركزها الصحي. كما تم قطف عينات من المياه وخزانات المدارس، والصهاريج التي يشتري منها المواطنون مياه الشرب.
وقال: قد تبيَّن أن نسبة الكلور في البئر المركزية العائدة لمؤسسة المياه، ضمن المواصفة القياسية السورية، ولكن مياهها لا تكفي بسبب التقنين، فيشتري الأهالي المياه من 3 صهاريج تتزود بالمياه من بئرين خاصتين، تم قطف عينات منهما ولكن نتيجة التحليل لا تظهر إلا بعد 48 ساعة.
وقال شومل: نعتقد بحكم الخبرة أن مياههما غير ملوثة، لأن معظم الأهالي يشربون منهما، ولو كانت المياه ملوثة لكان عدد الإصابات كبيراً جداً، ولكنه بالواقع لا يتعدى الـ4 فقط. وأضاف: ـ ومع ذلك تم التنبيه لأصحاب الصهاريج بعدم تعبئتها إلا بعد كلورتها.
ولفت شومل إلى أنه عند تفقد المدارس التي ذكر أن فيها إصابات، تبيَّن أن الحالات شفيت تماماً، وكسرت حلقة العدوى ، فقد عزلت إدارات المدارس الطلاب ببيوتهم حتى تماثلهم للشفاء، وأنه من خلال اللقاء مع الأهالي، عرفنا أنه قبل العطلة الانتصافية جاء إلى القرية 4 طلاب جامعيون، 2 من جامعة حلب و2 من جامعة البعث لقريتهم، وعلى الأغلب كانوا مصابين ونقلوا المرض للمقربين منهم.
وكما هو معروف طبياً، عدوى هذا المرض تظهر أعراضها على السليمين منه بين 30 – 40 يوماً. والحالات التي كشفت بالمدارس، هي طفلان صديقان بالمدرسة ولكنهما من حيين متباعدين، وهو ما ينفي وجود جائحة.
وأشار شومل إلى أن فرق التثقيف الصحي تكثف جولاتها على المدارس خلال هذا الأسبوع، بينما تتابع الجهات الصحية الأخرى جولاتها بالمدارس لحصر أي إصابة جديدة ومتابعتها. وقال: رغم أننا ننتظر نتيجة تحليل عينات المياه، يمكننا إرجاع السبب لإصابة تلك الحالات الأربعة إلى العدوى على الأغلب.
ومن جانبه بيَّنَ المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة مطيع عبشي لـ«الوطن»، أنه تم يوم الإثنين إرسال فرق مشتركة من مؤسسة المياه ومديرية الصحة، والكشف على المصادر المائية، وطبعاً بئر مؤسسة المياه وأخذ عينات منه. وأوضح أنه تم الكشف على بعض الآبار الخاصة التي يتم تعبئة الصهاريج منها وهي عائدة للقطاع الخاص، وأيضاً تم الكشف على الصهاريج وتقديم مادة التعقيم على أن تضبط البلدية حركتها والتحقق من سلامتها.
ولفت عبشي إلى أن العمل مستمر لتحديد أسباب ذلك، ولا بد من ذكر أن بعض المواطنين أفادوا أن الإصابات كانت بسبب قدوم أشخاص مصابين نقلوا العدوى لغيرهم. مؤكداً أن بئر مؤسسة المياه مراقبة ومياهها معقمة.