رياضة

هل ستشهد سلتنا الأنثوية التفاتة حنونة من اتحاد السلة الجديد

| مهند الحسني

توسمنا خيراً بالمشاركة الأخيرة في بطولة آسيا المستوى الثاني لسلة السيدات، واعتبرناها بمنزلة فاتحة خير وبوابة عبور لمشاركات قوية قادمة، بعد الشعارات التي أطلقها البعض في اتحاد السلة، لكن توسمنا هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمنا بواقع مرير وبدا واضحاً أن كلام الليل يمحوه النهار.

تفاجأ الجميع بأن سياسة العمل في مفاصل سلتنا الأنثوية ما زالت غير واضحة، رغم النداءات الكثيرة التي أطلقها عشاق اللعبة في الآونة الأخيرة، لنصل إلى حقيقة مفادها أن هموم وشجون اللعبة باتت في آخر أولويات القائمين على أمور اللعبة، رغم أن الجميع يدرك أن سلتنا الأنثوية ليست في أحلى أيامها، وهي مريضة وتكاد أن تلفظ أنفاسها من دون أن تكون هناك حلول ناجعة لإنقاذها، هذه الأمراض لم تأت في يوم وليلة، وإنما جاءت نتيجة تراكمات كثيرة من الاتحادات السابقة والمتعاقبة على اللعبة، من دون أن تكون هناك بدائل مناسبة لمستقبل اللعبة تقينا شر الانتكاسات والخسارات المؤلمة.

استبشرنا خيراً

بعد مشاركتنا الأخيرة في بطولة آسيا التي أقيمت في الأردن أواخر العام الماضي، حسبنا أننا سنكون أمام نقلة نوعية بمفاصل اللعبة الأنثوية، وبأن المنتخب الذي شارك حينها، وحقق نتائج مقبولة، سيكون للاتحاد وقفة مطولة عندها، وسوف يؤسس عليه لانطلاقة قوية تشرق شمس السلة الأنثوية من جديد لكننا لم نر أي شيء على أرض الواقع يبشر بالخير.

سلتنا الأنثوية أيها السادة ليست بحاجة لمنظّرين وفلاسفة بقدر ما هي بحاجة لمن يسأل دواء لجميع أوجاعها وأمراضها التي أرهقتها وأدخلتها في غرفة الإنعاش وباتت تغط في نوم عميق.

الخطف خلفاً

هناك مثل صيني يقول (التلميذ الضعيف يشتكي دائماً من أدواته) وهذا المثل بات ينطبق على اتحاد السلة السابق، الذي نجح في الفترة الماضية إلى حد ما في توسيع رقعة اللعبة في المحافظات، وقد شهدت انتعاشاً لكنه لم يكن كافياً لإعادتها لألقها، والحقيقة تقال فقد انتعشت اللعبة في بعض المحافظات، وأكبر دليل تلك النقلة النوعية لسلة نادي الساحل الذي عرف كيف يهتم بقواعد اللعبة في الفترة السابقة، ونجح في خلق جيل سلوي واعد، إضافة لسلة محردة التي بدأت تثمر خامات ومواهب تبشر بالخير، وكذلك الحال في السويداء التي شهدت تطوراً كبيراً باللعبة في أندية عرى والعربي ولاهثة، وكذلك كانت هناك تجربة ناجحة لنادي أشرفية صحنايا، وبات أحد أهم معاقل السلة الأنثوية في سورية، لكن الاتحاد الجديد وبدلاً من أن يستمر في نهج من سبقه وينفذ خططه ويزيد اهتمامه، عاد إلى الوراء بحجج ما أنزل بها من سلطان، بأن الأزمة والهجرة، وضعف الإمكانات، وغياب المدربين، وبأن وبأن… إلى ما يشاء الله، والسؤال هنا، فهل بمقدور اتحاد السلة أن يعلمنا ما مصير السلة في نادي الساحل في الآونة الحالية، وهل لديه تفسير كيف انتقلت لاعبات نادي السلمية لأحد الأندية الدمشقية تحت بند الاحتراف، ما أفقد النادي لاعباته وبات ملازماً للدرجة الثانية، وهل لديه إجابات شافية عن مصير سلة اليرموك التي ودعت دوري الأضواء بخسارات مؤلمة لا تليق بناد كبير، وهل لديه القدرة على إقناعنا عن مصير اللعبة في محافظتي حمص وحماة، وسبب غيابها منذ سنوات طويلة، وهل لديه إجابة عن سبب التراجع المخيف لسلة سيدات بردى ، وأين السلة الأنثوية في ناد كبير كالجيش.

غياب الجيل الذهبي

هل بمقدور القائمين على السلة الأنثوية باتحاد السلة الحالي إقناعنا عن سبب غياب اللاعبات النجمات عن عرش سلتنا الأنثوية أسوة بالجيل الذهبي أمثال(غادة شعاع – لولو اسميح، سلام علاوي، غادة الراعي) اللواتي سطرن أسماءهن بماء من ذهب، وقارعن في كثير من المحافل سلة أقوى المنتخبات العربية (مصر وتونس ولبنان والجزائر) بسلات كثيرة، واعتلين منصات التتويج عن جدارة واستحقاق.

أم إن فلاسفة التنظير والاستعراض والجلوس على المنصات وتوزيع الابتسامات للكاميرات وملازمة المسؤولين، لم يخطر في بالهم هذه المشاكل والهموم التي تعاني منها أندية كانت عريقة في هذه اللعبة منذ سنوات، وهل وجدوا لها الحلول.

خلاصة

نتمنى أن يعود اتحاد السلة لرشده، وينظر لمصلحة اللعبة من زاوية أخرى، علّه يجد ضالته في إيجاد كوادر فنية مؤهلة، ورجاء دققوا بكلمة فنية جيداً بحيث تكون قادرة على تقديم أشياء جديدة، ووضع تصورات لمرحلة قادمة، ابتداء من وضع نظام دوري متطور لجميع فرق اللعبة، مروراً بوضع روزنامة نشاط للمنتخبات الوطنية الخاصة بالسيدات، وانتهاء بفتح باب المشاركات والعودة إلى المنافسة، بعيداً عن نظريات بعض فلاسفة السلة الذين باتوا يشكلون عبئاً ثقيلاً تمجه نفوس عشاق ومحبي سلتنا الأنثوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن