شؤون محلية

نقص الخدمات والأسقف يعوقان عودة التجار إلى أسواق حمص القديمة … رئيس مجلس المدينة لـ«الوطن»: 1192 محلاً تجارياً في الأسواق القديمة عاد منها 370 محلاً

| حمص- نبال إبراهيم

تحدث عدد من التجار وأصحاب المحال التجارية العائدين إلى محالهم في سوق حمص المسقوف الأثري لـ«الوطن» عن معاناتهم من نقص وتدني الخدمات الأساسية من هاتف وكهرباء في أسواقهم القديمة التي عادوا إليها بعد أن هجرتهم العصابات الإرهابية منها منذ أعوام مضت، لافتين إلى أن الكثير من التجار وأصحاب المحال التجارية لم يعودوا إلى محالهم حتى الآن ويرغبون في العودة إليها لكن نقص الخدمات وتدنيها وعدم استكمال تنفيذها وعدم صيانة الأسقف في بعض تلك الأسواق يعيق عودتهم بشكل عام.

وطالب التجار وأصحاب المحال التجارية بضرورة التجاوب والإسراع بتركيب عدادات المياه وساعات الكهرباء كوضع خاص استثنائي للمحلات لتسهيل العودة، وإزالة جميع المعوقات التي تؤخر عودة الأسواق وفتح المحلات التجارية.

بدوره أكد عضو لجنة أسواق حمص القديمة بدر العجمي لـ«الوطن» أن تنفيذ الخدمات الأساسية بطيء جداً إن وجدت في الأسواق القديمة، موضحاً أنه لم يتم حتى تاريخه استكمال تأهيل الأسواق بالكهرباء والهاتف بحيث يضطر أي صاحب محل لتمديد كبل بما يقرب من 100 متر أو ما يزيد على ذلك لتركيب هاتف ثابت أو يصله بالكهرباء، كما أنه لم تتم صيانة الصرف الصحي والنوازل في 16 تشرين ولم يتم استكمال تركيب سقفي الصاغة و16 تشرين باعتبار أن سقف الصاغة هو ضروري جداً لعودة الصياغ لكونهم القوة والمركز الأساسي لهذه الأسواق.

وأشار إلى عدم صيانة بعض الأسقف في السوق والتي تتساقط أحجاره في الشتاء وقد يشكل خطورة مستقبلاً مع عدم استكمال صيانة سوق القيصرية وصيانته الذي يعتبر من أهم معالم حمص القديمة، وعدم استكمال إزالة الأنقاض الموجودة في نهاية بعض الأسواق وخلف سوق البزورية وإزالة بعض صناديق الحديد المهترئة لإظهار السوق بالمظهر اللائق.

وشدد العجمي على ضرورة تلبية مطالب التجار وأصحاب المحال التجارية في هذه الأسواق باستكمال تنفيذ الخدمات الأساسية تشجيعاً لعودتهم وإعادة السوق المسقوف إلى ما كان عليه في السابق، مشيراً إلى ضرورة وضع أعمدة وسلاسل بمداخل الأسواق لتجنب دخول السيارات والدراجات النارية إليها وإعادة السرافيس والمواقف العامة إلى قرب الساعة القديمة من الشمال، وضرورة إنارة الشوارع وصيانة وتأهيل أعمدة الإنارة لتعود الحركة للأسواق كما كانت عليها سابقاً، مشيراً إلى ضرورة إيقاف أو تخفيض الضرائب المالية وغيرها ومنح قروض من دون فائدة لأصحاب تلك المحلات تسهيلاً وتشجيعاً لعودتهم إلى محالهم لترميمها وإعادة فتحها من جديد.

من جهته بين رئيس مجلس مدينة حمص عبد اللـه البواب لـ«الوطن» أن مدينة حمص تتميز بأسواقها التراثية القديمة كسوقي القيصرية والنوري وسوق الصاغة الطويل الذي يتفرع عنه عدد من الأسواق منها سوق النسوان والسكاكر والمعرض والمنسوجات والحسبة والحرير والعطارين والفرو والصوف والخياطين، لافتاً إلى أن الأحداث التي شهدتها مدينة حمص أدت إلى ضرر منطقة الأسواق بنسبة 100 بالمئة.

وأشار إلى كون شوارع الأسواق القديمة لها خصوصية وتحمل طابعاً أثرياً وكان يستحيل إدخال آليات ثقيلة لترحيل الكميات الكبيرة من الأنقاض فيها، لذلك قام مجلس المدينة بالتعاون مع بعض الفعاليات والمجتمع المدني بترحيل ما يزيد على 25 ألف متر مكعب من تلك الأنقاض يدوياً حتى تاريخه. ولفت إلى أن شوارع تلك الأسواق وأرصفتها باتت بحالة جيدة حالياً وتحتاج أعمدة الإنارة في البعض منها إلى صيانة، وأن نسب تنفيذ شبكتي المياه والصرف الصحي في جميع تلك الأسواق بلغت 100 بالمئة، على حين تتراوح نسبة تنفيذ شبكة الكهرباء ما بين 50 إلى 100 بالمئة، في حين لا تزال نسبة تنفيذ شبكة الهاتف الأرضي صفراً بالمئة.

وبين أن عدد المحلات التجارية الإجمالية في جميع تلك الأسواق القديمة يبلغ 1192 محلاً تجارياً، عاد منها للعمل 370 محلاً حتى تاريخه، موضحاً أن عدد المحلات التجارية في سوق النوري 72 محلاً عاد منها 54 محلاً، وعددها في أسواق الصاغة والنسوان والسكاكر والمعرض 370 محلاً عاد منها 31 محلاً، وعددها في أسواق المنسوجات والحسبة والحرير 151 عاد منها 40، وعددها في أسواق العطارين والفرو والصوف والخياطين والقيصرية 294 محلاً عاد منها 67 محلاً، وعددها في مداخل تلك الأسواق 305 محلات عاد منها 178 محلاً.

وأشار البواب إلى أن أهم المشاكل الخدمية التي تعوق عودة باقي المحلات تتمثل في استكمال شبكة الكهرباء والإنارة واستكمال صيانة بعض الأسقف، منوهاً إلى أن عودة التجار إلى تلك الأسواق ما زالت خجولة على الرغم من قيام مجلس المدينة من تشكيل لجنة تنمية محلية من تجار السوق لدعم مشروع العودة إلى تلك الأسواق، والعمل على تقديم كل التسهيلات والخدمات وفق الإمكانيات المتاحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن