شؤون محلية

شحود تنال الذهبية عن منتجها «الكومبست» كسماد عضوي

| طرطوس - ربا أحمد

بدأت قصة المهندسة الزراعية في طرطوس صفاء شحود منذ ثلاث سنوات بالبحث والتدقيق بمشروع تربية أنواع من دودة الأرض التي تنتج لنا سماد «الفيرمي كومبست» الغني بالبكتيريا الحية والعناصر الغذائية والذي يعيد للتربة الحيوية كي ينمو النبات في ظروف صحية ويكون قوياً وليعطي منتجاً عضوياً خالياً من المواد الكيميائية وبالتالي التقليل وبشكل كبير من تلوث التربة والهواء.

فاطلاعها وأبحاثها ورغبتها في تطوير عملها الزراعي أوصلها إلى نتيجة أن تربية دودة الأرض تعطي سماد «الفيرمي» الذي يغذي التربة ويعطي محصولاً خالياً من المواد الكيميائية، فتواصلت مع مزرعة المزارع حسان خليفة بدرعا الذي طور هذه التجربة منذ 2018 وبدأ ببيع السماد المنتج والديدان.
وتشير صفاء إلى أنها اشترت من خليفة 200 دودة وخلقت البيئة المناسبة لتربيتها والتي هي عبارة عن أوعية بلاستيكية وضمن درجة حرارة طبيعية /18-22/ درجة مئوية ورطوبة 70-80 بالمئة ولتطعمها من مخلفات المطبخ من خضار وفواكه وقليل من روث الحيوان المتحلل وتبن منقوع بحيث كل دودة تزن غراماً تأكل نصف غرام فقط، ولتبدأ بإنتاج السماد العضوي «فيرما كومبوست» وكل ذلك بعد أن تواصلت وبإشراف د. م. رامي وطفة ود. م. بسام السيد وم. سائر برهوم الذين أشرفوا على مراحل عملها وإنتاجها، لتصبح الـ200 دودة التي حصلت عليها من المزارع خليفة عشرات الآلاف من الديدان المنتجة.
وكي تطور صفاء مشروعها وجدت المزارع صفوان عدوية في بانياس يستخدم السماد على 3 بيوت بلاستيكية لديه مزروعة بالبندورة فكان إنتاجاً عضوياً ونظيفاً وذا رائحة شهية وبكميات كبيرة.
من ناحية أخرى بيّنت صفاء أنها اليوم قادرة أن تبيع ديداناً لمن يريد الانطلاق بمشروع كهذا أو أن تبيع السماد لأي مزارع لأنه يمكن استخدامه على كل أنواع المزروعات سواء كانت بيوتاً محمية أو أشجاراً أو شتلات أو نباتات.
فسماد «الفيرمي» غني بالبكتيريا الحية وغني بالعناصر الغذائية الصغرى والكبرى، إضافة إلى أنه يمكن حله بالماء بوضع 2كغ سماد مع برميل ماء وبالتالي يمكن السقاية منه أو رشه على المزروعات وهو سماد آمن مهما كانت النسبة عالية وقريبة من الجذر وبالتالي يخفف تلوث التربة ونتخلص من السماد الكيمائي ومضاره الكبيرة على الصحة ويقلل من تلوث الهواء واستخدام مياه الري ونخرج بمنتج عضوي صحي.
ولفتت إلى أنه خلال أبحاثها وجدت أن عدداً كبيراً من الدول بدأت تستخلص من سماد «الفيرمي كومبست« الأنزيمات والأحماض وتستخدمه لتخليص التربة من سمومها لاسيما أن استخدامه لثلاث سنوات متواصلة تصبح التربة غنية جداً ومعطاء.
ووفقاً للأبحاث يعتبر تبني المشروع كحل اقتصادي وعلى مساحات كبيرة يساعد بفرز النفايات والاستفادة من مخلفات المطبخ والطعام بتغذية هذه الديدان ما يعني التخلص من كميات كبيرة منها بطريقة اقتصادية وصحية وتصل نسبة ربحه إلى 300 بالمئة برأسمال محدود جداً كون المربي يستطيع بيع الديدان والسماد.
وعن تسويق منتج المزارع حسان عدوية وإمكانية زيادة الإنتاج لفتت صفاء إلى أنه سيتم بيع البندورة المنتجة بأسعار مقبولة وسيبدؤون بزيادة مساحة استخدامه إلى المزروعات المكشوفة بكل أنواعها.
وبين البحث والتجريب والسؤال ورؤية النتائج الرائعة بالعين لاستخدام «الفيرمي» تقول صفاء: «بدأت بالبحث عن تمويل ليكبر مشروعي فراجعت هيئة تنمية المشاريع الصغيرة بطرطوس وكانت الزيارة للهيئة منذ عامين وتم تسجيل المشروع بمعرض الباسل للإبداع والاختراع بتشجيع من علي خضر وورود سليمان، وكانت المشاركة بتاريخ 24 تشرين الأول 2021 وتوّجت بعد التعب بتاريخ 30 تشرين الأول 2021 بالحصول على المرتبة الأولى عن قسم الكيمياء في معرض الباسل للإبداع والاختراع من بين 14 مشروعاً والحصول على الميدالية الذهبية والجائزة المالية مناصفة مع حسان خليفة من درعا». ليتم بعد ذلك تكريمها من محافظة طرطوس على إنجازها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن