اظهر التقرير الصادر عن المؤسسة العامة للصناعات النسيجية أن المؤسسة تسعى ضمن خطة عملها للخروج من النمطية من خلال خلق فرص استثمارية جديدة ذات ريعية اقتصادية عالية والاستفادة من إمكانية التشغيل للغير والاستغلال الأمثل للموارد والطاقات المتاحة ولاسيما في ظل ظروف شح الأقطان والمواد الأولية وعدم توفر الكميات اللازمة لتشغيل الشركات بكل الوسائل المتاحة مثل التشغيل للغير للحفاظ على الاستقرار المالي والإنتاجي للشركات.
كما يتم العمل على إعادة تدوير العوادم لسد جزء من نقص الأقطان, ومن جهة أخرى تعمل المؤسسة على تنفيذ رؤية إحلال بدائل المستوردات وذلك لإدخال منتجات جديدة تكون بدائل لبعض المستوردات ما سيوفر قطعاً أجنبياً من خلال تخفيض فاتورة الاستيراد وصولاً إلى تأمين حاجة السوق المحلية ما يساعد في دعم لاقتصاد الوطني والسعي إلى التوسع في إنشاء الوحدات الإنتاجية في المحافظــات ذات التجمعات السكانية الريفية.
التقرير الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه أوضح أن المؤسسة تسعى على المدى المتوسط والقريب لخلق استثمارات منخفضة الكلفة وعالية الريعية لتحقيق استقرار مالي للشركات وذلك بإحداث وحدات إنتاجية وورشات حياكة وخياطة وغيرها، مع المحافظة على أصالة وعراقة هذه الصناعة. والاهم توطين صناعة بعض مستلزماتها السلعية اللازمة لتأهيل وتطوير آلاتها بالاعتماد على البنى التحتية المتوفرة والخبرات المحلية.
وعن المشكلات التي تعاني منها المؤسسة بين التقرير أن الشركات التابعة تعاني مشاكل انقطاع التيار الكهربائي الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على العملية الإنتاجية كلها وبناء عليه يتم العمل على إيجاد حلول بديلة ذات تكلفة أقل وجودة أعلى. حيث تعمل المؤسسة ضمن رؤيتها القادمة على تنفيذ مشروع الربط الشبكي لربط المؤسسة بالوزارة وربط الشركات التابعة بالمؤسسة ما يوفر الوريقات والجهد والوقت والكلفة إضافة إلى ربط الأجر بالإنتاج في سبيل حث العمال على زيادة الإنتاجية من خلال منحهم حوافز إنتاجية شهرية مرتبطة مباشرة بالإنتاج الفعلي المحقق من قبلهم في الشركات التابعة وذلك ضمن توجهات الحكومة لربط الأجر بالإنتاج والذي يسهم في تحسين الوضع المعيشي للعامل.
كما تضمنت رؤية المؤسسة الاهتمام بالعمالة النوعية وذلك بسبب ارتفاع نسبة العمالة الهرمة وغير المؤهلة معرفياً والحاجة الماسة لوجود عمالة شابة مؤهلة ذات محتوى معرفي مناسب لطبيعة العمل إدارياً وإنتاجياً ويتم العمل على الاستغلال الأمثل لكميات الأقطان المتاحة من خلال تأمين احتياجات شركاتنا التابعة من نسيج وغيره بما يضمن استمرار العملية الإنتاجية فيها ويكفل إيفاءها بالتزاماتها العقدية تجاه جهات القطاع العام أولاً وتوزيع الفائض عن حاجتها على الصناعيين بمبادئ وأسس عادلة .
كما تعمل المؤسسة حاليا على طرح بعض العقارات التابعة لها للاستثمار والتي هي حالياً خارج العملية الإنتاجية بما يضمن الملكية العامة ويحقق ريعية اقتصادية والاستفادة من ميزات قانون التشاركية والاستثمار لتنفيذ بعض مشاريع الخطة الاستثمارية وإعادة تأهيل ما تم تخريبه خلال الأزمة في بعض الشركات التابعة ضمن الإمكانات المتاحة والاستفادة من بعض الآلات في الشركات المدمرة ونقلها إلى شركاتنا العاملة لإدخالها العملية الإنتاجية.
إضافة إلى إقامة مجمعين صناعيين متكاملين في كل من مدينتي حلب ودمشق تبدأ فيهما العملية الإنتاجية من المراحل الأولى (غزل) حتى المنتج النهائي بأنواعه (ألبسة جاهزة – داخلية) إن المجمعين المذكورين يمكن أن يحققا ريعية اقتصادية مهمة من خلال جملة النشاطات المتكاملة التي يهدفان إلى ممارستها والتي ستؤدي بالنتيجة إلى تخفيض تكاليف المنتجات والعمل بكفاءة عالية حيث إن هذا التكامل يخفف من الحلقات الوسيطة في تكاليف العمل لناحية المبيعات والعمالة وانسياب المواد بين الأقسام الإنتاجية وصولاً إلى منتج نهائي قابل للتسويق والمنافسة لتحقيق قيمة مضافة عالية. إضافة لمجموعة مشاريع تمت إضافتها على مستوى كل شركة لتحسين جودة المنتجات ومنع الاختناقات ولتطوير عملها حسب حاجتها وإمكانياتها.
وبالأرقام بين التقرير أن قيمة إجمالي الإنتاج الفعلي حتى نهاية عام 2021 قد بلغت نحو 144 مليار ل.س بنسبة تنفيذ 88 بالمئة من مخطط 163 مليار ل.س وبمعدل تطور 199 بالمئة مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي والبالغة 72.6 مليار ل.س في حين بلغت قيمة إجمالي المبيعات لغاية كانون الأول 2021 نحو 130 مليار ل.س بنسبة تنفيذ 77 بالمئة من مخطط 168 مليار ل.س وبمعدل تطور 171 بالمئة مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي والبالغة 76 مليار ل.س.
في حين قدرت أرباح المؤسسة العامة للصناعات النسيجية لكامل عام 2021 حوالي 39 مليار ل.س.