طلائع القوات الأميركية تصل رومانيا وبكين تعارض التوسع الإضافي لـ«الناتو» … موسكو: توريد أسلحة إلى كييف يزيد التوترات ووقف التصعيد ضروري جداً
| وكالات
أعلن الكرملين أمس الثلاثاء أن وقف التصعيد حول أوكرانيا ضروري للغاية، مشيراً إلى أن توريد الغرب أسلحة لكييف من أسباب تنامي التوتر في المنطقة، نافياً مزاعم تقرير «فاينانشيال تايمز» عن إبرام اتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون أول من أمس، ولافتاً أن القوات الروسية ستعود إلى مواقعها بعد انتهاء التدريبات في بيلاروسيا.
في حين عارضت الصين أمس التوسع الإضافي لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، مشيرة إلى أنه لا يسهم في الأمن والاستقرار العالميين، وذلك بالتزامن مع وصول طلائع قوات أميركية إلى رومانيا بذريعة تعزيز «الناتو»، وإعلان حزب «الحرية والديمقراطية المباشرة» التشيكي رفض إعلان حكومة بلاده تقديم أسلحة لأوكرانيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين أمس: أما وقف التصعيد، فهو أمر في غاية الضرورة، لأن التوتر يزداد من يوم إلى آخر نحن نرى أن الدول الغربية تبعث قوات إلى أوكرانيا وطائرات محملة بأسلحة، ومعدات عسكرية وتنظم أوكرانيا مناورات تجرب فيها – في هذه الأيام بالذات- أنواعاً جديدة من التقنيات التي تتلقاها وبالطبع يقود كل ذلك إلى توترات جديدة، مشيراً إلى أن هذه الأسباب تجعل وقف التصعيد في المنطقة أمراً مطلوباً إلى أقصى حد.
ونفى بيسكوف صحة مزاعم صحيفة «فاينانشيال تايمز» الأميركية حول صفقة «اتفاق» بشأن القوات الروسية، قائلاً: موسكو وباريس لم تتفقا بخصوص ذلك، فالقيادة في الناتو لا تعود إلى فرنسا، ولم يطرح هذا الموضوع مع ماكرون.
كما أكد أنه لم يسمع بتقارير أخرى تفيد بأن الرئيس بوتين وافق في مباحثاته مع ماكرون على عدم إجراء مناورات عسكرية جديدة بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقال بيسكوف رداً على سؤال حول إمكانية بقاء قوات روسية في الدولة المجاورة (بيلاروس) بعد انتهاء التدريبات هناك: «لم يقل أحد في يوم من الأيام إن القوات الروسية ستبقى في أراضي بيلاروس، ولم يطرح هذا الموضوع قط».
وأوضح أن الحديث يدور عن تدريبات مشتركة تجريها دولة الاتحاد (الروسية-البيلاروسية) ومن مقتضياتها أن تعود القوات بعد انتهاء هذه التدريبات إلى مواقع انتشارها الدائم.
وذكرت «فاينانشيال تايمز»، نقلاً عن مصادر فرنسية، إنه على خلفية المحادثات في موسكو بين الرئيسين الروسي والفرنسي فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون، فإن روسيا تحركت نحو تهدئة الوضع حول أوكرانيا.
ووفقاً لمسؤولين في فرنسا، حسب الصحيفة، تم التوصل إلى اتفاق بين الرئيسين على عدم اتخاذ مبادرات عسكرية جديدة، وعلى الدخول في حوار واسع حول موضوع نشر القوات الروسية، إضافة إلى سحب القوات الروسية من بيلاروس هذا الشهر، بعد انتهاء المهمة.
ولدى تطرق بيسكوف إلى موضوع احتمال إعادة نشر أسلحة نووية روسية في بيلاروس، وهو ما تحدث عنه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو في 27 كانون الأول الماضي، أكد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الذي طرح هذا الموضوع أثناء محادثاته مع الرئيس الروسي، أول من أمس الإثنين.
على خط مواز طالبت الصين حلف «الناتو» بالتخلي عن عقلية الحرب الباردة والتحيز الإيديولوجي معتبرة أن هذا الحلف الذي يشكل أكبر تكتل عسكري في العالم من مخلفات الحرب الباردة.
وقالت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيان على موقعها الإلكتروني أمس: بعد ثلاثين عاماً من نهاية الحرب الباردة يواصل الناتو توسيع نطاقه الجغرافي ونطاق عملياته والانخراط في سياسات التكتل والمواجهة وهذا الأمر لا يخدم الأمن والاستقرار في العالم.
وأضاف البيان إن الصين من جانبها تؤمن بأن ضمان الأمن الإقليمي يجب ألا يتم من خلال تقوية وتوسيع التكتلات العسكرية ونحن ندعو حلف الناتو إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة والتحيز الإيديولوجي وإلى احترام سيادة ومصالح وتاريخ وثقافة الدول الأخرى وتنوع الحضارات والنظر بشكل موضوعي وغير متحيز إلى التنمية السلمية لباقي البلدان وبذل جهود إضافية من أجل زيادة الثقة المتبادلة بين الدول والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
في غضون ذلك وصلت إلى رومانيا أمس طلائع القوات الأميركية التي أرسلتها الولايات المتحدة بذريعة تعزيز حلف شمال الأطلسي «الناتو».
ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الدفاع الروماني فاسيلي دانكو قوله إن أول مئة من القوات الأميركية وصلوا إلى رومانيا أمس.
وكانت وحدة عسكرية أميركية وصلت إلى بولندا قبل أيام قليلة في إطار التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في شرق أوروبا تحت ذريعة تعزيز دول «الناتو» والرد على تصاعد التوتر حول أوكرانيا.
بدوره أكد حزب «الحرية والديمقراطية المباشرة» التشيكي أن حلف الناتو والولايات المتحدة هما المسؤولان عن تصعيد التوتر حول أوكرانيا رافضاً قيام تشيكيا بتقديم أي أسلحة لأوكرانيا أو نشر قواتها على الحدود الشرقية لحلف الناتو.
وحسب وكالة «سانا» شدد الحزب في بيان له أمس على رفضه إعلان الحكومة التشيكية عن تقديمها ذخائر لأوكرانيا، معتبراً أن هذا الأمر ليس تعبيراً عن التضامن وإنما مساهمة في تصعيد الوضع ولا يصب في مصلحة تشيكيا.
ودعا الحزب إلى حل المشاكل القائمة بين روسيا والغرب بالطرق الدبلوماسية والسلمية بعيداً عن التصعيد العسكري والأمني.