سورية

داعشيات في «الهول» حاولن خطف حراسهن من «قسد» وأنباء عن سقوط قتلى … عائلات جديدة تغادر «الركبان» إلى مناطق سيطرة الدولة

| الوطن - وكالات

غادرت عائلتان، أمس، «مخيم الركبان» الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الأميركي وتنظيمات إرهابية موالية لها وتحتجز فيه آلاف النازحين إلى مناطق سيطرة الدولة السورية نتيجة سوء الأوضاع المعيشية في المخيم، على حين شهد «مخيم الهول» في ريف محافظة الحسكة الذي تسيطر عليه ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» الانفصالية محاولة نساء من عائلات تنظيم داعش الإرهابي خطف حراسهن من مسلحي «قسد».

والعائلتان اللتان غادرتا «مخيم الركبان» هما من أبناء مدينة تدمر بريف حمص، حسب ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أكدت أنهما غادرا المخيم إلى مناطق سيطرة الدولة السورية.
ويقع «مخيم الركبان» في منطقة «التنف» على الحدود السورية – الأردنية – العراقية التي تحتلها القوات الأميركية وميليشيات مسلحة موالية لها، حيث يتم احتجاز آلاف النازحين فيه والاستيلاء على المساعدات الغذائية والإغاثية من الاحتلال وإرهابييه.
وتزايدت في الآونة الأخيرة عمليات خروج الأسر من «مخيم الركبان» إلى مناطق سيطرة الدولة، نتيجة سوء الأوضاع المعيشية في المخيم الذي يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وانعدام فرص العمل في داخله بعد أن حوله الاحتلال الأميركي وإرهابيوه إلى سجن كبير في البادية الشرقية، وذلك وفق المصادر الإعلامية المعارضة.
وفي 22 الشهر الماضي غادرت آخر دفعة «مخيم الركبان» إلى مناطق سيطرة الدولة وضمت ثلاث أسر من أبناء محافظة حمص.
الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية والروسية أكدتا في بيان صدر في الثالث والعشرين من كانون الأول الماضي، أن الوضع الإنساني لا يزال حرجاً في المناطق التي تسيطر عليها الدول الغربية وخاصة في «مخيم الركبان»، حيث أصبح الوضع كارثياً ويعاني سكانه من نقص الغذاء وعدم إمكانية الحصول على التعليم والرعاية الطبية المناسبة.
ولفت البيان إلى أن الحالة متأزمة أيضاً في المناطق التي تحتلها الولايات المتحدة شرق البلاد وفي «مخيم الهول»، حيث تم تسجيل 84 عملية قتل و23 محاولة اغتيال لقاطني المخيم ما يشير إلى العجز الفعلي لواشنطن وأدواتها عن السيطرة على الوضع وضمان الأمن في المناطق التي تحتلها.
وطالبت دمشق وموسكو مراراً الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب من الأراضي التي تحتلها في سورية.
على خط مواز، أعلن أمس ما يسمى «مجلس عشائر تدمر والبادية السورية» في بيانٍ عن إغلاق نقطته الطبية العاملة في «مخيم الركبان»، نتيجة مضايقات عدة تعرّضت لها من ميليشيا «مغاوير الثورة» الموالية للاحتلال الأميركي والمنتشرة في منطقة التنف.
وأوضح البيان، أن ميليشيا «المغاوير» حاصرت خلال الأسابيع الماضية النقطة الطبية عدّة مرات، وأرعبت كلاً من الفريق الطبي والمدنيين الذين يحاولون الوصول إليها، مشيراً إلى أن العيادة والمناطق المحيطة بها تمّ تسليمها للميليشيا المذكورة تحت الإكراه والتهديد بالقوة.
وأكد رئيس «المجلس»، المدعو ماهر العلي، أن «المجلس» كان يعدّ تجهيزات إضافية لترميم النقطة الطبية، وزيادة المستلزمات الطبية بداخلها لتقديم خدمات أوسع للأهالي.
وأشار إلى أن أكثر من 18 عائلة غادرت «مخيم الركبان» إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، وميليشيات «قسد» خلال الـ15 يوماً الماضية، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية داخل المخيم ونقص الرعاية الطبية، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمساعدة قاطني المخيم وتقديم الغذاء والدواء والتعليم، في ظل ظروف مأساوية صعبة يعيشها سكانه.
من جهتها، بينت إحدى العاملات في النقطة الطبية أنه تمّ سابقاً الاتفاق مع قوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة الاحتلال الأميركي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي على مكان تمركز النقطة الطبية، موضحة أن الاتفاق لم يُرضِ ميليشيا «مغاوير الثورة»، كما أن إنجازات المركز أثارت غضبها.
في سياق متصل، شهد «مخيم الهول» بريف محافظة الحسكة الذي تسيطر عليه ميليشيات «قسد»، محاولة نساء من عائلات تنظيم داعش خطف حراسهن من مسلحي «قسد» وتحدثت أنباء عن وقوع قتلى برصاص الحراس.
وأكد رئيس «إدارة شؤون اللاجئين والنازحين» في ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها «قسد»، المدعو شيخموس أحمد، أن نساء محتجزات في «مخيم الهول» حاولن خطف الحراس، وأدت المحاولة إلى إطلاق نار، مشيراً إلى أنه ليست لديه معلومات عن الضحايا، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية.
ونقلت الوكالة عن مصادر «معارضة» تأكيدها أن محاولة الاختطاف أسفرت عن إطلاق نار قُتل فيه طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وجُرحت ست نساء وأطفال، فضلاً عن اندلاع حريق في بعض الخيم.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر حملة مداهمات شنها مسلحو «قسد» في المخيم، ومحاولة اعتقال مجموعة من النساء ووضعهن في سيارة تابعة للميليشيات.
من جانبها، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن 3 نساء من زوجات معتقلي تنظيم داعش إضافة إلى طفلين آخرين قتلوا، وأصيب عدد آخر بجروح متفاوتة بعد إطلاق النار عليهم من دورية تابعة لـ«قسد» في «مخيم الهول».
وبينت أن إطلاق النار جاء على خلفية تجمع عدد كبير من قاطني القسم الأول المخصص لعائلات التنظيم، بسبب احتراق عدد من الخيم المخصصة لهم، مشيرة إلى أنهم رموا مسلحي «قسد» بالحجارة، احتجاجاً على أوضاعهم الإنسانية المتردية داخل المخيم، بينما رد مسلحو «قسد» بإطلاق الرصاص عليهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن