الاحتلال التركي واصل اعتداءاته بريف حلب و«خفض التصعيد» لإفراغ القرى من سكانها … «الحربي» يدمر مخابئ للدواعش بالبادية والجيش يقضي على إرهابيين من «الفتح المبين»
| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
فيما واصل الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، أمس، تدمير مخابئ لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي بعمق البادية الشرقية وقضى على ما يقرب من ١٥ منهم على الأقل، استمر جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بانتهاكاتهم المستمرة لوقف إطلاق النار بريف حلب الشمالي وفي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، في مسعى لجعل المنطقتين بؤرة مشتعلة على الدوام وإفراغها من سكانها.
وفي التفاصيل، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن عدة غارات مركزة، على مواقع لتنظيم داعش، في مثلث حماة- حلب- الرقة، ومابين الرقة ودير الزور.
وأوضح المصدر أن الغارات استهدفت مخابئ للدواعش، بعمق البادية ودمرتها بمن فيها.
من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن مقاتلات روسية نفذت نحو 12 ضربة جوية، طالت مواقع يتوارى فيها مسلحو داعش عند مثلث حلب- حماة- الرقة والحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر، مشيرة إلى أنه بذلك يرتفع تعداد الغارات الروسية التي طالت مواقع التنظيم في مناطق متفرقة في البادية خلال الشهر الجاري إلى نحو 122 غارة.
بدوره، أكد مصدر ميداني وفق ما ذكر موقع «أثر برس» الإلكتروني، أن أجواء باديتي حماة والرقة شهدت تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي السوري والروسي المشترك. وقال المصدر: إنه «تم رصد تحركات لمسلحي داعش حاولوا التنقل بين باديتي حماة والرقة، ما استدعى تدخلاً من قبل الطيران الحربي عبر سلسلة من الغارات».
وأضاف المصدر: إن هذه الغارات أسفرت عن تدمير 3 مواقع تابعة للتنظيم بين منطقتي أثريا شرق حماة والرصافة جنوب غرب الرقة، حيث تم تسجيل مقتل وإصابة ما يقرب من ١٥ مسلحاً على الأقل وتدمير سيارتي دفع رباعي.
وحسب المصدر، فإن التنظيم بات ينشط مؤخراً بين مثلث أرياف حمص- الرقة- حماة بدعم كبير من قوات الاحتلال الأميركي الموجودة في منطقة التنف على الحدود السورية – الأردنية – العراقية، ما دفع قوات الجيش العربي السوري لتكثيف عمليات الاستطلاع والرصد تحسباً لأي هجمات قد ينفذها التنظيم في هذه المناطق.
أما في «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، فلم يتبدل المشهد اليومي من اعتداءات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية والممولة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان المتكررة لوقف إطلاق النار، ساري المفعول منذ مطلع آذار ٢٠٢٠، حيث لا يتوقف الإرهابيون عن قصف نقاط تمركز الجيش العربي السوري بريف إدلب الجنوبي والشرقي وفي سهل الغاب الشمالي الشرقي غرب محافظة حماة.
وأفاد مصدر ميداني في إدلب لـ«الوطن»، بأن الجيش العربي السوري رد بحزم على مصادر النيران في محيط بلدات البارة وسفوهن وفليفل والفطيرة وبينين وكفر عويد والحلوبة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث يتمركز مسلحو ما تسمى غرفة عمليات « الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحاضنته «هيئة تحرير الشام».
وأكد المصدر، أن الجيش العربي السوري حقق إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين وقتل وجرح عدداً منهم عدا عن تدمير عتاد عسكري كان بحوذتهم.
من جهة ثانية، وفي إطار الفلتان الأمني بمناطق سيطرة «النصرة»، عثر أهالي مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، على شاب متوفى من مدينة حماة، بعد أن فقدوه لعدة أيام، ليجدوه مفارقاً للحياة داخل منزله، حسب مصادر إعلامية معارضة ذكرت أنه وعلى إثر ذلك، تظاهر عدد من أهالي حماة في مدينتي أريحا وإدلب وأطلقوا النار بشكل عشوائي تعبيراً عن غضبهم على خلفية الحادثة بعد اتهام إحدى العائلات من أريحا بقتل الشاب لوجود خلافات شخصية بينهم.
لكن المصادر أشارت إلى أن ما تسمى «القوى الأمنية» التابعة لتنظيم «النصرة» ألقت القبض على المتهمين، في محاولة من التنظيم للإيحاء بأنه يسيطر على حالات الفلتان الأمني بمناطق سيطرته.
وفي ريف حلب الشمالي، بين مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي وبمؤازرة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية، أطلق أمس وابلاً من القذائف المدفعية والصاروخية باتجاه بلدتي ساموقة وأم حوش المأهولتين بالسكان بريف المحافظة الشمالي الأوسط، ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين العزل.
وأشار المصدر إلى أن الاحتلال التركي يواظب بشكل مستمر على قصف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس شمال حلب لخلق حالة من الرعب الدائم في صفوف قاطنيها لإرغامهم على النزوح باتجاه البلدات الأكثر أمناً جهة الجنوب، والتي لا يستثنيها أيضاً من اعتداءاته الهمجية المتكررة.
وكان جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، تناوب في ٢ و٤ و٦ شباط الجاري على قصف بلدات ساموقة والشيخ عيسى وحربل وعين دقنة وشوارغة والإرشادية ومرعناز وسد الشهباء ومحور التماس مع مدينة إعزاز ومحيط مطار منغ العسكري، لخلق توتر عسكري مستمر في المنطقة التي توعد رأس نظامه أردوغان بغزوها قبل أكثر من ٣ أشهر وصولاً إلى مدينة تل رفعت، الهدف الرئيس من تصريحاته العدوانية التوسعية.
المصدر لفت إلى أن النظام التركي يدأب على تهديد استقرار أرياف حلب بشكل ممنهج، فتارة يستهدف ريف المحافظة الشمالي، وتارة أخرى ريفها الشمالي الشرقي في ريف منبج والباب وعين العرب، من دون أن يستثني ريف حلب الغربي، ولاسيما في بلدتي ميزناز وأورم الكبرى، وذلك بعد إخفاق مساعيه في توسيع دائرة نفوذه شمال وشمال شرق البلاد على الرغم من جهوده المستمرة لفعل ذلك.
جاء ذلك، في حين أعلنت وزارة الدفاع في النظام التركي في بيان نقلته وكالة «الأناضول»، أمس، عن مقتل 5 مسلحين من ميليشيات «قسد» في شمال سورية.
وذكرت الوزارة، أن القوات التركية ردت بحزم على إرهابيين من ميليشيات «قسد» أطلقوا نيراناً من شمال سورية نحو مخفر حدودي بولاية ماردين جنوب تركيا، وقتلت 4 منهم، مشيرة إلى أن قوات النخبة «كوماندوز» نجحت في قتل مسلح من «قسد» كان يستعد لشن اعتداء على المناطق التي تحتلها القوات التركية في شمال شرق سورية والتي تطلق عليها مسمى منطقة «نبع السلام».