رياضة

في ختام مرحلة الذهاب من الدوري الكروي الممتاز … مباريات قوية وتنافسية تنتظر أصحاب الصدارة بهدف الاستمرار والتعويض

| ناصر النجار

تختتم الجمعة مباريات الذهاب من الدوري الكروي الممتاز بعد رحلة طويلة استمرت حوالي خمسة الأشهر رافقها أكثر من خمسة توقفات كرمى المنتخبين الأول والأولمبي.

ويعتبر هذا الموسم الأكثر عثرات مقارنة بغيره من المواسم السابقة ويخشى أن يكون الإياب مماثلاً بشكله ومضمونه وخصوصاً أن هناك فترة توقف دولية سيلعب فيها منتخبنا الأول مباراتي لبنان والعراق، وهناك مشاركة فرق الجيش وتشرين وجبلة آسيوياً.

وإلى جانب الدوري هناك مسابقة كأس الجمهورية بدور الـ16 وما يتبعها من أدوار أخرى متقدمة، هذا يجعل الدوري في إيابه مضغوطاً، لذلك لن يكون الإياب أفضل على كل الصعد الإدارية والتنظيمية والفنية مع دخول أكثر ملاعبنا العناية المشددة لسوء أرضيتها ومرافقها.

وأكثر شيء رافق الدوري في الذهاب تغيير المدربين بكثرة والمفارقة العجيبة أن ناديي الجيش والنواعير غيرا مدربيهما اللذين جاءا بديلين، فلم يصمد محمد عقيل أكثر من أربع مباريات، فكان البديل الجاهز المدرب القديم رأفت محمد.

أما مدرب النواعير محمد خلف فقاد الفريق في ثلاث مباريات ليحل محله المدرب المساعد ياسر البني، مع العلم أن البني تم تعيينه مدرباً مساعداً في مباراة جبلة الماضية كأول ظهور له هذا الموسم، واستقال مدرب الشرطة محمد شديد وسيتابع المهمة مساعده حسام عوض ريثما يتم تعيين مدرب جديد.

تغيير المدربين شمل العديد من الأندية ولأكثر من مرة، والأندية التي صمدت بوجه التغيير حتى الآن هي أندية تشرين وجبلة والاتحاد، وهذه الأندية مدربوها يعيشون على كف عفريت وقد حزموا حقائبهم بانتظار المرحلة الأخيرة، الطليعة أيضاً حافظ على مدربه، والمدرب الثابت الوحيد هو عمار الشمالي مدرب الوثبة وهو في القمة مع فريقه.

مطبات عديدة

المرحلة الماضية شهدت مطبات عديدة للعديد من الفرق، ويمكن اعتبار خسارة الوحدة أمام حطين أشهر هذه المطبات لآثارها السيئة الكثيرة على الفريق، من ناحية هناك فرق في المستوى بين الوحدة وحطين سواء على صعيد الترتيب والنتائج أم على صعيد الاستقرار الفني، ومن ناحية أخرى فالوحدة يلعب على أرضه وبين جمهوره، والشيء الأهم أن الوحدة كان يحسب المباراة بحوزته وستكون بوابة العبور لدخول خط المنافسة بشكل مباشر، لكن كل الحسابات انقلبت رأساً على عقب بهذه الخسارة وما رافقها من أداء سيئ رسم العديد من إشارات الاستفهام وخصوصاً خطأ حارس المرمى الذي كلف الفريق خسارة المباراة.

الجيش سار على المنوال نفسه بخسارته أمام تشرين فبدل أن يقلص الفارق ابتعد عن المنافسة، ورافق الخسارة أداء لم يرق إلى مستوى الزعيم، فكان العلاج باستبدال المدرب من باب تحميله سوء النتائج في المراحل الأخيرة.

فريقا المؤخرة الشرطة وعفرين سقطا في المرحلة الماضية بالثلاثة ما تشير هاتان الخسارتان إلى وضع فني وبدني صعب يعيشه الفريقان، عفرين بخسارته أمام الوثبة حافظ على سجله دون أي فوز، وبات الفريق الأقرب للهبوط هذا الموسم.

ويحتاج إلى معجزة للبقاء، أمام الشرطة فقد ظهر في المباريات الأخيرة كفريق متهالك غير قادر على هز شباك الخصوم، مع معاناة كبيرة بخط الدفاع غير المتوازن، استمرار الفريق على الشاكلة هذه يضعه على قائمة الفرق المهددة بالهبوط بعد عفرين.

حرجلة تعرض لمطب جديد بخسارة غير متوقعة أمام الفتوة بهدفين، وهذه الخسارة وقبلها الخسارة أمام الوثبة برباعية وضعت الفريق في أزمة كونه اقترب من أماكن الهبوط، ورغم أن نتائجه بشكل عام جيدة إلا أن مثل هذه النتائج تؤكد على عدم ثبات الفريق على مستوى واحد.

لعنة التعادل

جبلة ما زال محافظاً على سجله نظيفاً بلا أي خسارة، لكنه يعاني من كثرة التعادل، وهذا ما أفقده فرصة المنافسة ودخول المربع الذهبي، والفريق حتى الآن في حيرة من أمر هذه النتائج، فبعضها سار وكان مع فرق قوية، وبعضها الآخر كان غير ذلك، كمباراة النواعير التي أدرك فيها التعادل بالوقت بدل الضائع، وكاد الضيف أن يحدث مفاجأة من العيار الثقيل.

من الفرق التي أدمنت التعادل الكرامة، ورغم أنه غير مدربه بحثاً عن نتائج أفضل، إلا أنه مع مدربه الجديد أيمن الحكيم لم يحقق أكثر من ثلاثة تعادلات فجاء بالمرتبة الثانية بسبعة تعادلات خلف جبلة، والاتحاد أيضاً يحتل ثالث الفرق الأكثر تعادلاً بستة تعادلات، مع الإشارة إلى أن بعض تعادلات الاتحاد كانت جيدة فالتعادل الأخير مع الكرامة وقد كان الكرامة أفضل بكل شيء، وهناك بعضها دون المطلوب كالتعادل مع عفرين.

أوضاع مريحة

الوثبة يعيش أفضل أيامه ومواسمه وهو ينطلق بالصدارة وحيداً، يحتل المركز الأول بالترتيب، والأول بالتسجيل والأول بالمتانة الدفاعية فلم يدخل مرماه أكثر من هدفين في 12 مباراة، وأعتقد أنه قادم لإنهاء الذهاب بهذه الأرقام والميزات.

تشرين استعاد توازنه هذه الأسبوع بفوز كبير على منافسه التقليدي الجيش 3/1 بعد تعادلين أنزلا الفريق من الصدارة، الفوز الكبير أنعش البحارة ومنحهم الجرعة المعنوية لمواصلة الطريق نحو القمة.

الحوت كان فوزه ثميناً على الوحدة وهو الفوز الثاني على التوالي ما يؤكد أن الفريق عازم بمدربه الجديد أحمد هواش على الابتعاد عن مراكز المؤخرة إلى غير رجعة سحابة الصيف التي مرّت على الفتوة تم تجاوزها بفوز كبير ومحرز على حرجلة ما يؤكد أن الآزوري عاد إلى الجادة الصحيحة متجاوزاً الأزمات التي كادت أن تعصف به.

فوز الطليعة الكبير على الشرطة مكّنه من مواقع الوسط وأراح الفريق نوعاً ما ودفعه لمواصلة التقدم نحو الأمام لتحسين مواقعه بعيداً عن أي خطر داهم.

النواعير تعادله مع جبلة قفز به نصف خطوة لمغادرة المركز ما قبل الأخير، هي نتيجة جيدة وإن كانت غير كافية إن أراد الفريق تجاوز أماكن الخطر والابتعاد عن المؤخرة.

مباراة الأسبوع

المباراة الأهم والأقوى هذا الأسبوع مسرحها ملعب حمص البلدي وقد تنقل إلى الباسل حرصاً على سلامة الجمهور باعتبار مدرجات ملعب خالد بن الوليد غير جاهزة لاستقبال الجمهور مع العلم أن العمل في ترميم المدرجات بدأ قبل ثلاثة سنوات ولم ينته بعد، ونحن أمام مفارقة عجيبة، ففي حمص ملعبان، الباسل أرضيته غير جاهزة ومرافقه الصحية وغرف الحكام والمشالح في حالة يرثى لها، ومدرجاته جاهزة، أما ملعب خالد بن الوليد (البلدي) فأرضيته جاهزة ومدرجاته غير جاهزة وكذلك المرافق، وهنا نتساءل بأي طريقة يفكر القائمون على الرياضة، ولو أنهم أنهوا ملعباً بالكامل أفضل من أن يجعلوا الملعبين غير صالحين، ورأى الجميع بأم العين أن ملعب الباسل لا يصلح لمباراة تجمع فريقين من الأحياء الشعبية فكيف بنا بفريقين من المقدمة بالدوري الممتاز؟

هذه الحال ستنعكس على المباراة فمن غير المنطقي أن نرى مباراة قمة فيها جمال كرة القدم، وعلى الأغلب فإن من سيظفر بالمباراة سيكون الفريق الأكثر تفادياً لمشاكل الملعب.

وعلى العموم الفريقان اعتادا على أداء مبارياتهما على مثل هذه الملاعب، ونحن بهذه الحالة سنستغني عن الفنيات بشكل كامل وتبقى الكلمة الفصل لمن يملك الجاهزية البدنية وعامل المباغتة.

الوثبة يريدها لمصلحته ليستمر بالصدارة وسيدافع عن مرماه بكل قوة ليحتفظ بالصلابة الدفاعية كماركة مسجلة باسمه، ولغة الأهداف ستكون موزعة على لاعبي الفريق، فأهداف الوثبة يسجلها لاعبون من كل المراكز ولا يعتمد الشمالي على مهاجميه بالتسجيل، الوحدة الضيف يعرف صعوبة المباراة وسيخوضها بالجاهز من اللاعبين بعد أن أعلنت إدارة النادي غياب ستة لاعبين للإصابات والبطاقات وهذا سيرهق كاهل الفريق.

المباراة من حيث المنطق ستؤول للوثبة، والوحدة قادر على تغيير المعادلة.

عناوين مثيرة

تشرين أمام مباراة صعبة وقوية بمواجهة الفتوة على ملعب الفيحاء، صعوبة المباراة على البحارة أن الفتوة استرد عافيته وقوي عوده واستعاد روحه المعنوية لذلك فالمباراة مرشحة لتكون الأبرز وخصوصاً أن ملعب الفيحاء بثوبه الجديد سيساعد الفريقين على تقديم عرض لائق، التكهن بنتيجة المباراة ضرب من المستحيل وهي متعلقة بمستوى ما سيقدمه الفريقان على أرض الملعب.

الجيش على ملعب الجلاء يستقبل الكرامة وهو الظهور الأول لرأفت محمد هذا الموسم وسيكون بمنزله التعويض لكلا الفريقين المتعثرين في المراحل السابقة، هدف رأفت الفوز ليعود بفريقه إلى نادي الكبار، ومثله الكرامة الذي يهدف الحكيم لتسجيل أول فوز للكرامة بعهده.

في حمدانية حلب يلتقي الاتحاد مع الطليعة في مباراة مهمة لأصحاب الأرض لوداع الذهاب بنتيجة تثلج الصدر وتعيد للقلعة هيبته وقد تكون الفرصة الأخيرة للمدرب، أما الطليعة فيريدها استمراراً لنتائجه الطيبة الأخيرة، وبشكل عام فالمباراة مرشحة للتعادل.

حطين المنتشي بفوزين متتاليين يستقبل على ملعب الباسل حرجلة الذي تعرض لخسارتين متتاليتين ثقيلتين، الحوت يريد السباحة بشاطئه نحو فوز آخر يبعده عن المؤخرة، وحرجلة يريد استعادة ثقته ولو بأرض خصمه وهو يملك المقومات لتحقيق ذلك.

النواعير يستقبل عفرين بمباراة المصير والنقاط المضاعفة، هدف النواعير الفوز، مثلما هو هدف عفرين، والفوارق بين الفريقين واضحة ولكن كرة القدم لا تؤمن بمثل هذه الحسابات، قد يسجل عفرين فوزه الأول، وقد يسجل النواعير فوزاً يكون بداية الهروب من المؤخرة وكل شيء وارد في عالم كرة القدم.

آخر المباريات ستجري يوم السبت على ملعب الجلاء وفيها سيستقبل الشرطة ضيفه جبلة، كلا الفريقين يتوق للفوز وخصوصاً الشرطة الذي يبحث عن نقاط النجاة، جبلة أكثر توازناً وحماسة وجدية وإن وفق لاعبوه فستكون له المباراة.

من الأرشيف

الوحدة فاز على الوثبة في ذهاب الموسم الماضي بهدفي محمد الحلاق ومازن العيسى، وتعادلا إياباً بحمص بهدف عدي جفال مقابل هدف سعد أحمد.

تشرين فاز في الموسم الماضي مرتين ذهاباً بهدفي علي بعاج مدافع الفتوة بمرماه وورد السلامة وإياباً بهدف سجله مدافع الفتوة شمس الدخيل.

الجيش والكرامة تعادلا بلقاءي الذهاب والإياب 1/1 سجل للجيش مؤمن ناجي ومحمد الواكد وللكرامة حسن عويد وعمرو جنيات من جزاء، وأضاع محمد شريفة جزاء لفريق الجيش.

حطين حقق الفوز بالذهاب على ملعب الجلاء على حرجلة بثلاثية نظيفة سجلها أنس بوطة وفارس أرناؤوط ووائل الرفاعي، وتعادلا بالإياب 1/1 سجل لحطين أنس بوطة ولحرجلة علي غصن حقق الطليعة الفوز على الاتحاد في الموسم الماضي مرتين، ففاز إياباً 3/2 وسجل له عبد القادر عدي وأحمد العمير هدفين أحدهما من جزاء، وسجل للاتحاد أحمد الأحمد وعمر حميدي من جزاء، حقق الفوز ذهاباً بهدفي صلاح خميس وأحمد العمير.

في الموسم الماضي فاز جبلة بدمشق 3/2 وسجل له مصطفى الشيخ يوسف وعبد الإله حفيان ومحمود البحر من جزاء وسجل للشرطة خالد عكلة ومالك علي، وفي الإياب تعادلا 2/2 سجل هدفي جبلة محمود البحر أحدهما من جزاء وسجل للشرطة سامر خانكان وطه بصيص، وخرج لاعب الشرطة عقبة المرعي بالحمراء.

في موسم 2009- 2010 تعادل عفرين مع النواعير سلباً، وفاز النواعير بالإياب بثلاثية سجل منها فراس تيت هدفين وسجل حمدي المصري الهدف الثالث.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن