عربي ودولي

أكدت أن نطاق تدريباتها مع بيلاروسيا يناسب طابع ما يواجههما من تهديدات … روسيا: لا توجد نية لغزو أوكرانيا وتهديدنا بالعقوبات أمر غير مجد

| وكالات

أكدت موسكو أمس الأربعاء أنه لا توجد نية لديها لغزو أوكرانيا كما تزعم الدول الغربية، مشيرة إلى أن نطاق التدريبات الروسية البيلاروسية يناسب طابع التهديدات التي تواجهها الدولتان، لافتة من جانب آخر إلى أن تهديد روسيا بالعقوبات أمر غير مجد، وأنه إذا ما تعلق الأمر بملف الغاز فإن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة لها كونه غير قادر على استبدال الغاز الروسي في الوقت الحالي.
وحسب وكالة «نوفوستي» أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين أنه لا توجد نية لدى بلاده لغزو أوكرانيا كما تزعم الدول الغربية، مشيراً إلى أن الحملات الإعلامية الغربية تضخم وتزيف الواقع والحقائق.
وقال بانكين أمس في كلمة أمام نادي فالداي إن مزاعم الغرب تجاه روسيا بتصعيد الموقف حول أوكرانيا مرفوضة بشكل قاطع، لافتاً إلى أن هذه التصريحات تستخدم كذريعة لوضع المزيد من معدات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية.
وفي سياق متصل أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن تهديدات أمن روسيا وبيلاروس ازدادت خطورة مقارنة مع الفترات الماضية، الأمر الذي يفسر حجم التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بيسكوف للصحفيين أمس معلقاً على سؤال عن سبب النطاق غير المسبوق لتدريبات «عزيمة الاتحاد 2022»، التي تجريها روسيا وبيلاروس: صحيح أن النطاق الحالي قد يكون أكبر من الماضي، لكن الوضع أيضا ازداد توتراً.
وأضاف بيسكوف: تواجه روسيا وبيلاروس أيضاً تهديدات غير مسبوقة، ويبدو أن كثافتها للأسف أكبر بكثير وأكثر خطورة مما كان عليه الأمر في الماضي، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي لا يخطط لحضور التدريبات المشتركة بين روسيا وبيلاروس.
وفي تطرقه إلى موضوع عقد اللقاء الجديد ضمن إطار «رباعية النورماندي» حول أوكرانيا، الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد بيسكوف أنه سيعقد، مشيراً إلى أن كل التوقعات الإيجابية المحتملة بهذا الشأن ترتبط بتطبيق بنود وثيقة «مجموعة الإجراءات» الموقعة في مينسك والهادفة إلى تسوية النزاع في منطقة دونباس بجنوب شرق أوكرانيا.
وأضاف بيسكوف إن، دميتري كوزاك، نائب رئيس ديوان الرئاسة الروسية، مكلف بالعمل ضمن إطار تلك الرباعية على تحقيق تقدم في هذا الاتجاه.
وخلال زيارته إلى كييف أول من أمس الثلاثاء قال الرئيس ماكرون بعد محادثات أجراها مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: إن لقاء رباعية النورماندي (روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا) المعنية بتسوية النزاع في منطقة دونباس سيعقد في برلين اليوم الخميس على مستوى المستشارين السياسيين للدول الأربع.
على خط مواز نصح السفير الروسي في لندن أندريه كيلين وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين ليز تروس وبن والاس بعدم تهديد روسيا بفرض عقوبات خلال زيارتهما المقبلة لموسكو.
وقال كيلين في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية: إذا كانوا سيأتون إلى روسيا لتهديدنا بالعقوبات مرة أخرى فهذه مسألة غير مجدية.. ونحن لا نرى أي إشارات على أن بريطانيا حاولت تقديم شيء بناء في مناقشة المقترحات التي قدمناها بشأن الضمانات الأمنية… وإذا طوروا أفكاراً على غرار كيفية الرد البناء على عروضنا فإن مثل هذه المحادثة تهمنا بلا شك».
وكان كيلين أعلن في وقت سابق أن الوزيرة البريطانية تروس من المفترض أن تزور موسكو اليوم الخميس.
وفي غضون ذلك أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، أن الاتحاد الأوروبي غير قادر في الوقت الراهن على استبدال الغاز الروسي، لعدم توافر الإمكانات لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير.
وقال تشيجوف لوكالة «سبوتنيك»: المفوضية الأوروبية تبحث مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى إمكانية توسيع إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فإن الولايات لا تستطيع توفير الغاز بكميات من شأنها أن تغطي جميع احتياجات الاتحاد.
وأشار تشيجوف إلى أن إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر وبعض الدول الأخرى متعاقد عليها «لسنوات مقبلة»، معرباً عن اعتقاده أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه إمكانات كبيرة لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن الاتحاد الأوروبي اليوم، غير قادر فعلياً على استبدال غازنا بالكامل، وسيكون من الأسهل عليه حقاً التحول على الفور إلى الحطب، ونسيان جميع مبادئه الخضراء.
وأضاف في رد على سؤال حول العلاقات مع أوروبا، أن روسيا مستعدة لمنح الدبلوماسية فرصة، مذكراً بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موسكو قبل أيام، ومن المتوقع زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس الأسبوع المقبل، متابعاً أن روسيا لا تقتصر في علاقاتها الدبلوماسية مع هذه الدائرة من الدول، في إشارة منه إلى الصين كشريك أيضاً.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة أن مسؤولين في الإدارة الأميركية يتحدثون مع نظرائهم في قطر ودول أخرى، بشأن احتمال إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي إذا ما أدى الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية إلى نقص في الإمدادات.
لكن وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر، سعد بن شريده الكعبي، قال في لقاء مع مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، إنّ قطر أو أي دولة أخرى مصدّرة للغاز، لا تستطيع بمفردها تلبية كل حاجة أوروبا من الغاز، في حالة حدوث نقص بسبب الأزمة الأوكرانية.
وتحصل أوروبا على أكثر من 40 بالمئة من غازها الطبيعي من روسيا، وحوالي ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا يمرّ عبر أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن