الاحتلال صعد عدوانه في القدس والضفة ومستوطنون اقتحموا الأقصى واستولوا على أراض في النقب … غوتيريش: جميع الأنشطة الاستيطانية غير قانونية ويجب أن تتوقف

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية لا تزال تشكل تحدياً كبيراً للسلم والأمن الدوليين، ولم يتحقق بعد الوعد باستقلال الدولة الفلسطينية، مشدداً على أن جميع الأنشطة الاستيطانية غير قانونية، ويجب أن تتوقف.
على حين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمالها الإجرامية، حيث عملت على تجريف أراضٍ غرب الخليل، واعتقلت عدداً من الفلسطينيين في رام اللـه والقدس، في حين واصل المستوطنون باقتحام باحات المسجد الأقصى، واعتدى العشرات منهم، على أراضي الفلسطينيين شمال النقب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 واستولوا على مساحات منها.
ونشرت الأمم المتحدة على موقعها الالكتروني عن غوتيريش قوله في كلمته خلال افتتاح دورة 2022 للجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف إن اجتماع «اللجنة» يأتي في وقت تتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث يعاني الفلسطينيون من مستويات عالية من نزع الملكية والعنف وانعدام الأمن.
وقال: «يجب أن تتوقف الخطوات أحادية الجانب والإجراءات غير القانونية التي تحرك الصراع. لن يقود التحريض على العنف إلى شيء ويجب أن يرفضه الجميع (…) لا تزال الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية تشكل تحدياً كبيراً للسلم والأمن الدوليين، ولم يتحقق بعد الوعد باستقلال الدولة الفلسطينية».
ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات ملموسة من شأنها أن تمكّن من العودة إلى مسار مفاوضات هادفة، وفي نهاية المطاف إلى سلام عادل ودائم.
وأعرب غوتيريش عن قلقه من أعمال العنف المستمرة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عنف المستوطنين والعمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط العديد من الوفيات، مشدداً على أن جميع الأنشطة الاستيطانية غير قانونية، ويجب أن تتوقف، قائلاً: «تتواصل الأنشطة الاستيطانية غير القانونية، والهدم والإخلاء، بما في ذلك في القدس الشرقية، ما يقوّض القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويغذي اليأس والعداء وتضاؤل احتمالات التوصل إلى حل تفاوضي».
كما دعا غوتيريش جميع الأطراف إلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في البلدة القديمة في القدس، مشيراً إلى استمرار انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين ما يعوق بشكل كبير قدرتهم على العيش بأمان وتنمية مجتمعاتهم واقتصاداتهم.
في غضون ذلك واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عمليات تجريف أراضي المواطنين في بلدة ترقوميا، وشق طرق لتعزيز الاستيطان غرب الخليل.
ونقلت وكالة «وفا» عن عضو لجنة الدفاع عن أراضي ترقوميا، أحد أصحاب هذه الأراضي طارق ذباينة، بأن آليات الاحتلال تواصل عملها منذ نحو أسبوعين لشق طريق بمحاذاة مستوطنة «تيلم» المقامة على أراضي بلدة ترقوميا، بمحاذاة الشارع الالتفافي رقم 60.
وتقدر مساحة هذه الأراضي بنحو 2500 دونم، تعود ملكيتها لعائلات، الذباينة، اغريب، جعافرة، وغيرها من عائلات البلدة.
وبين الذباينة، أن قوات الاحتلال صعدت في الفترة الأخيرة من عمليات التجريف والاعتداء على المزارعين واقتلاع الأشجار في منطقتي خلة سلامة ومراح سليمان، كما قامت مع مجموعات استيطانية بزراعة هذه الأراضي بالأشجار الحرجية، على حين سلم الاحتلال المزارعين إخطارات لمنعهم من الوصول إلى هذه الأراضي.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، خمسة شبان من بلدة حزما، شمال شرق القدس المحتلة، كما اعتقلت أسيراً محرراً من بلدة عابود، شمال غرب رام اللـه بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته.
وفي الخليل أصيب عشرات الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي تظاهرة وسط المدينة.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على المشاركين في التظاهرة التي خرجت تنديداً بجرائم الاحتلال ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح والعشرات بحالات اختناق.
وعلى خط مواز اقتحم مستوطنون، أمس الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته.
وفي النقب اقتحم 50 مستوطناً قرية الزيادنة قرب رهط بحماية قوات الاحتلال واستولوا على مساحات من أراضيها بهدف إقامة بؤرة استيطانية.
ونقلت «وفا» عن شهود عيان بأن المستوطنين نصبوا مجموعة من الخيام في المكان، الذي تمت محاصرته من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وبحسب موقع «عرب 48»، فقد وجهت دعوات للأهالي في رهط بالتوافد إلى المنطقة والتصدي للمستوطنين وإخراجهم من المكان.