عربي ودولي

أميركا أجلت 160 عسكرياً وموظفي سفارتها وألمانيا خفضت عددهم وبريطانيا سحبت عسكرييها … موسكو: لا خطط لمهاجمة أوكرانيا وخفضنا عدد دبلوماسيينا تحسباً لاستفزازات محتملة

| وكالات

أعلنت الولايات المتحدة إجلاء جميع موظفي سفارتها في كييف، باستثناء الذين يشغلون مناصب ذات أهمية قصوى، بدعوى «التهديد الروسي»، بينما خفضت ألمانيا عدد موظفيهما، كما سحبت بريطانيا عسكرييها، ودعت رعاياها للمغادرة فوراً، على حين أكدت روسيا أنها قلصت بالفعل عدد الكوادر في بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا، تحسباً لاستفزازات من قبل حكومة كييف أو جهات أخرى.
وأكدت سفارة الولايات المتحدة في كييف أن الخارجية أمرت أمس السبت موظفيها غير الضروريين بالمغادرة، على خلفية المزاعم باستمرار ورود تقارير عن حشد روسيا قواتها العسكرية عند حدود أوكرانيا ومؤشرات على إمكانية اتخاذها خطوات عسكرية ملموسة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن السفارة قولها إن طاقمها الدبلوماسي الأساسي وزملاءه الأوكرانيين والخارجية الأميركية ودبلوماسيي الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم سيواصلون بدأب جهودهم الدبلوماسية والمساعدة في دعم أمن أوكرانيا وديمقراطيتها وازدهارها.
وأشارت السفارة إلى توقفها عن تقديم الخدمات القنصلية بدءاً من اليوم الأحد، لافتة إلى أنه بإمكان رعايا الولايات المتحدة تلقي هذه الخدمات في سفارات واشنطن في دول مجاورة.
وطالبت الوزارة رعايا الولايات المتحدة بالامتناع عن زيارة أوكرانيا، وحثت الأميركيين المقيمين في هذا البلد حالياً على مغادرته فوراً.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن الوزير لويد أوستن وجّه بسحب 160 من المدربين والمستشارين العسكريين الأميركيين من أوكرانيا.
وقالت الوزارة: إن «أوستن أمر بإعادة الانتشار المؤقت لـ160 جندياً من الحرس الوطني في فلوريدا، تم نشرهم في أوكرانيا منذ أواخر تشرين الثاني الماضي»، وندد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سابقاً، بإجلاء الولايات المتحدة موظفي سفارتها، ودعا المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام إلى الكف عن زرع الذعر بشأن الغزو الروسي المحتمل، محذراً من أن هذه التصريحات غير المدروسة تضر باقتصاد بلده.
في السياق أعلنت الحكومة الألمانية أمس السبت عن خفض عدد موظفي سفارتها في كييف، وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وفقاً لتصريحات نشرتها وزارتها على حسابها في «تويتر»، أن سفارة برلين في كييف ستواصل عملها غير أن عدد موظفيها سيتم تقليصه.
وأشارت بيربوك إلى أن ألمانيا قررت أيضاً نقل قنصليتها العامة في منطقة دونيتسك التي تتخذ منذ عام 2014 من مدينة دنيبرو في شرق أوكرانيا مقراً لها إلى مدينة لفيف في غربها مؤقتاً.
وذكّرت بيربوك بأن الخارجية الألمانية دعت أمس مواطني البلاد المتواجدين في أوكرانيا إلى تقييم ما إذا كان وجودهم هناك ضرورياً، والمغادرة سريعاً إن لم يكن كذلك.
كما طلبت وزارة الخارجية العراقية، أمس السبت، من العراقيين في أوكرانيا مغادرة أراضي هذا البلد.
بدوره قال نائب وزير دفاع بريطانيا جيمس هيبي إن المدربين العسكريين البريطانيين الموجودين في أوكرانيا لتدريب جيشها على استخدام صواريخ مضادة للدروع بدأت بمغادرتها يوم أمس، وأضاف هيبي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «سيتم إخراج جميع المدربين، ولن يكون هناك عسكريون بريطانيون في أوكرانيا في حالة نشوب نزاع مسلح».
وقال: «نحن نأمل بحصول الأفضل، لكننا نستعد للأسوأ. يجب على الرعايا البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، ولا ينبغي لهم أن يأملوا، كما كان الحال في الصيف في أفغانستان، أن تتوافر فرصة تنظيم عمليات إجلائهم عسكرياً من هناك، يجب أن يغادروا أوكرانيا الآن».
بدورها دعت الإمارات رعاياها إلى الامتناع عن زيارة أوكرانيا في الوقت الراهن، على خلفية تصعيد التوترات حول هذا البلد بين روسيا والغرب.
كما نصحت إيطاليا رعاياها بمغادرة أوكرانيا واستدعت موظفيها الدبلوماسيين «غير الأساسيين»، ونقلت وكالة «أ ف ب» عن وزير الخارجية لويجي دي مايو قولها في فيديو في ختام اجتماع أزمة في روما إنه: «من باب الحيطة، قررنا دعوة جميع المواطنين الإيطاليين في أوكرانيا للعودة بوسائل تجارية وندعو إلى إرجاء أي رحلة إلى أوكرانيا».
من جانبها، أكدت روسيا خفض عدد موظفي بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا، وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس السبت، رداً على سؤال عن تقارير إعلامية مفادها أن موسكو خفضت بشكل ملموس عدد موظفي سفارتها في كييف وقنصلياتها العامة في مدن لفيف وأوديسا وخاركيف، إلى أن عدداً من وسائل الإعلام الغربية، منها صحيفة «نيويورك تايمز»، أوردت قبل شهر تقريباً مزاعم عن إجلاء دبلوماسيين روس من أوكرانيا وذلك خلال عطلة عيد رأس السنة عندما توجه عدد من أطفال الدبلوماسيين الروس من أوكرانيا إلى الوطن لزيارة عائلاتهم.
وتابعت: «نفهم الآن أن هذه الافتراءات جاءت بهدف توفير تغطية إعلامية لشروع الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ودول أخرى بإجلاء دبلوماسييها وعائلاتهم من سفاراتها في أوكرانيا».
وذكرت زاخاروفا أن روسيا، مع مراعاة التأثير الذي تحظى به واشنطن ولندن على كييف ودورهما في إدارة العمليات في أوكرانيا عموماً، خلصت إلى استنتاج مفاده أن «الزملاء الأميركيين والبريطانيين يملكون معلومات على الأرجح عن خطوات ما قائمة على استخدام القوة يجري التحضير لها في أوكرانيا ومن شأنها تعقيد الوضع الأمني بشكل ملموس».
وقالت: «في هذه الظروف تبنينا بالفعل قراراً بتعديل عدد موظفي مؤسساتنا الدبلوماسية في أوكرانيا، تحسباً لاستفزازات محتملة من قبل نظام كييف أو دول أخرى».
ولفتت زاخاروفا إلى أن قنصلية روسيا وقنصلياتها في أوكرانيا ستستمر في أداء مهامها الرئيسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن