سفير إيران في سورية أكد عزم بلاده تطوير العلاقات الاقتصادية وأنها تمهد الأرضية لذلك … الجعفري لـ«الوطن»: نعتز بعلاقاتنا التي غيرت مفهوم الجغرافيا السياسية
| سيلفا رزوق
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين، بشار الجعفري، أن العلاقات السورية الإيرانية غيرت منطق العلاقات السياسية الدولية ومفهوم الجغرافيا السياسية ولذلك علاقات البلدين ليست اعتيادية، وهي علاقة تحالف ونحن نعتز بالعلاقة التي تجمعنا بحليفتنا إيران.
الجعفري كان يتحدث في رده على سؤال لـ«الوطن» على هامش حفل استقبال أقامته السفارة الإيرانية بدمشق لمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيرانية، والعيد الوطني.
وخلال رده على سؤال آخر لـ«الوطن»، بخصوص احتمال حصول زيارات رسمية على مستوى رفيع بين البلدين خلال الفترة القليلة القادمة، اعتبر الجعفري أن العلاقات بين البلدين تتحمل مثل هكذا سيناريوهات وزيارات رفيعة المستوى علماً أن الزيارات لا تتوقف بين البلدين وهذا السيناريو وارد.
وحول الاجتماع الوزاري العربي القادم واحتمالية اتخاذ قرار بعودة سورية إلى الجامعة العربية، أكد الجعفري لـ”الوطن»، أن هذه الاجتماعات هي اجتماعات تمهيدية للقمة ولا جديد على هذا الصعيد.
وفي كلمة له خلال الحفل، أكد الجعفري أن الأحداث التي تستهدف المنطقة برمتها منذ عام 2011 أثبتت صوابية القراءة التاريخية لمؤسسي العلاقات السورية- الإيرانية وصدقية تلك العلاقات، إذ شكلوا محور المقاومة الذي خرج أبطالاً شجعاناً كالشهيد قاسم سليماني، وقد سبقه آلاف الشهداء من مقاتلين ومستشارين امتزجت دماؤهم بالدم السوري وتعشقت دماؤهم بالتراب السوري.
وشدد على أن سورية تقدر قيادة وشعباً وحكومة تقديراً عالياً ما قدمته إيران وما تقدمه من دعم اقتصادي وسياسي وعسكري وأمني لسورية في معركتها ضد المتآمرين على وحدة سورية وثقافتها وحضارتها.
وأكد الجعفري، أن سورية تعتبر إيران شريكاً إستراتيجياً وحليفاً إستراتيجياً وتثمن دورها المسؤول داخل المجتمع الدولي كدولة تحترم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وتسهم في مواجهة تعسف القوى الإمبريالية وممارساتها بالحد من سيادة واستقلال شعوبنا.
بدوره، أكد سفير إيران في سورية، مهدي سبحاني، في كلمة مماثلة له أن بلاده مستمرة في دعم محور المقاومة والقضية الفلسطينية وتعميق مجالات التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة ومن ضمنها الجمهورية العربية السورية وأن هذا من أولويات السياسية الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما أكد أن الإرادة السياسية لكبار المسؤولين في إيران وسورية هي تعميق مجالات التعاون بينهما على جميع الأصعدة بعد مرحلة صعبة من حرب صعبة في مواجهة الإرهابيين وداعميهم الدوليين والأميركيين والتي ارتقت بالعلاقات بين البلدين على المستوى الإستراتيجي مع إصرار على تعزيز هذه العلاقات في المستويات المختلفة الاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والشعبية أن هناك إمكانية هائلة بين البلدين لتعزيز العلاقات وعزماً راسخاً لاستخدام هذه الإمكانات.
ولفت سبحاني إلى أن إيران تدعم السلامة الإقليمية وسيادة الجمهورية العربية السورية بشكل كامل ومع إدانتها للحضور غير الشرعي للعناصر الأجنبية على الأراضي السورية، وتؤكد ضرورة إعادة كل شبر من هذه الأراضي إلى سيطرة الحكومة السورية الشرعية.
وشدد على أن بلاده كما دعمت سورية في حربها ضد الإرهابيين ستقف إلى جانب السوريين في مرحلة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد سبحاني أن مستقبل علاقات البلدين واضح تماماً، وخلال الأشهر التسعة الماضية ازدادت العلاقات التجارية بين البلدين بنحو 90 بالمئة، وأضاف: «نحن عازمون على تنمية ذلك، والعمل الاقتصادي ليس بعمل سهل ونحن نمهد الأرضية اللازمة لذلك».
وبخصوص المساعدات الإيرانية المقدمة لسورية لاسيما على صعيد الطاقة، قال سبحاني: «نحن نقوم بذلك».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أشار عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، مهدي دخل الله، إلى أن إيران تقدم دعماً لسورية عن طريق الخط الائتماني وإلا من أين يأتينا النفط والقمح وغيره.
ولفت إلى أنه حتى في روسيا وإيران وغيرها من دول العالم لم يعد هناك شركات تملكها الدولة بل الشركات هي للقطاع الخاص وبالتالي أصبح الاقتصاد معقداً وليس من السهل أن تنفذ القرارات الحكومية فوراً.
وأشار دخل اللـه إلى أن الدعم الاقتصادي موجود ونحن نطمع بالمزيد ولاسيما أن سورية بصمودها وتصديها لأكبر شر بالعالم تساعد إيران وروسيا، وتساعد جميع الشعوب لأنها جبهة واحدة ضد الهيمنة والاستعمار الجديد ومن أجل القانون الدولي والحرية والاستقلال والمعركة هي واحدة.
وشدد على أن السوريين ضحوا كثيراً وهم يستحقون دعماً أكثر، لكننا نتفهم العلاقات الدولية والإمكانات المتاحة وخصوصاً في إطار «قانون قيصر» فحتى البحر غير آمن لوصول المساعدات والدعم إلى سورية، وقال: «السوريون يواجهون أكبر خطر على البشرية وفي أسوأ الأوقات لكن هذا قدرنا وخيارنا ».
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، اعتبر في رده على سؤال لـ«الوطن»: أن التعاون الاقتصادي مقبول لكن الطموح أكبر من ذلك بكثير، وهناك لقاءات على المستوى الاقتصادي والتجاري لأن يكون شراكات على المستوى الاستثماري وأن يكون هناك منطقة اقتصادية استثمارية حرة إيرانية في سورية تكون مكان الشركات الإيرانية المتمكنة على المستوى الصناعي وأن يكون لها موقع في السوق السورية تحتاج لها سورية في المرحلة القادمة.
وحضر الحفل وزراء اقتصاد والتجارة الخارجية والاتصالات إياد الخطيب والتعليم العالي بسام إبراهيم والصحة حسن الغباش والنفط بسام طعمة والتنمية الإدارية سلام سفاف ونائب وزير الخارجية والمغتربين وعضو القيادة المركزية في حزب البعث دخل الله، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، وكبار مديري إدارات وزارة الخارجية، إضافة إلى ممثلي الفصائل الفلسطينية في سورية وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية العاملة في دمشق، وفعاليات دينية وثقافية واقتصادية وإعلامية.