لم يجد مدرب فريق الاتحاد أنس صابوني أي بد لاستمراره بعد الأحداث التي أعقبت مواجهة الطليعة وحالة الغضب الجماهيري والاحتقان بين الطرفين نتيجة التراشق اللفظي عقب صافرة النهاية التي صعدّت الموقف بشكل متسارع، الجماهير على المدرجات طالبت برحيل المدرب جراء النتائج المتواضعة التي حصدها مع ختام مرحلة الذهاب، لكن الصابوني كان له رأي مخالف لهم حين شن هجوماً عنيفاً عليهم ووصفهم بالمخربين والمنتفعين مطالباً بإيقافهم عند حدهم.
تبادل الاتهامات وضع مجلس الإدارة بموقف حرج وهي بالأساس مضغوطة وغير قادرة على اتخاذ موقف في عديد المناسبات والمطبات التي وقع فيها الفريق لكن جاءها الفرج بعد أن أوصل الصابوني رسالة إلى أحد أعضاء مجلس الإدارة مفادها الاعتذار وعدم وجود الرغبة لديه بمواصلة العمل فكان المشهد الأخير في مسلسل طال انتظاره لدى جماهير الاتحاد التي لم تقتنع بمردوده ورحبت برحيله على منصات موقع التواصل الاجتماعي.
استقالة وضغوطات
مجلس إدارة نادي الاتحاد وبعد التصريحات الذي أدلى به الصابوني تجاه الجماهير ولحفظ ماء الوجه سارعت لعقد اجتماع عاجل قررت من خلاله وبعد نقاش مطول قبول استقالة المدرب أنس صابوني ووجهت له الشكر على ما قدمه في المرحلة السابقة، علماً أن بعض أعضاء المجلس لم يكن لديهم الرغبة في رحيل الصابوني نتيجة القناعة بأنه قادر على إحداث فارق والأمر يحتاج فقط إلى وقت لتظهر بصماته على الفريق وخاصةً أن المرحلة تطلب الصبر والبناء لكن في النهاية تم الرضوخ لضغوطات الجماهير واتخاذ القرار.
اعتذار وقيادة
رحيل الصابوني لم يكن بمفرده بل تواصل مدير الفريق الكابتن ياسر لبابيدي مع مجلس الإدارة لكونه في رحلة عمل خارج القطر وأبرق برسالة نصية معتذراً هو الآخر عن متابعة مهمته نتيجة عدم تفرغه خلال الفترة القادمة فلم يكن هناك إلا اختيار الكابتن جمعة الراشد لتولي زمام الأمور وقيادة المرحلة المقبلة وترك حرية انتقاء المدرب الذي يراه مناسباً مع طرح عدة أسماء لتولي المهمة ومن بينهم (رضوان الأبرش، حسين عفش، فجر إبراهيم) بحسب مصدر مطلع.
قرارات ومعرفة
من يتتبع وقائع فريق كرة القدم يجد أن البداية كانت خاطئة من حيث الانتقاء ومرحلة الإعداد وحالة الفوضى وعدم وجود قرارات رادعة لحالة الشطط والخروج عن النص في كثير من المناسبات التي حدثت على مسار مرحلة الذهاب فضلاً عن عدم المتابعة من الإدارة التي هي الأخرى تتحمل ما وصل إليه الفريق كونها بعيدة عما يحدث ولم تتدخل وتركت المدرب وجهازه الفني وحدهم.
حسابات وثمار
مرحلة الإياب باتت حاسمة والفريق على الصعيد النقطي ليس ببعيد عن المهددين بشبح الهبوط والحسابات يجب أن تكون دقيقة جداً فكل نقطة تهدر ستكون غالية الثمن ومن الصعب تعويضها، وعلى المدرب القادم أن يعي ما ينتظره من مخلفات ليس من السهل حلها مع وجود عناصر يمكن وصفها بالمقبولة وإن أحسن التعامل معها فيمكن أن يخرج الاتحاديون مما هم فيه كما أن طريق الفريق في مسار مسابقة كأس الجمهورية سالك نوعاً ما نحو النهائي وقد يحالف الحظ المدرب الجديد ويقطف ثمار عمله ويحرز البطولة ويعوض كل ما فات هذا الموسم.