المتطرف بن غفير أعاد افتتاح مكتبه في الشيخ جراح وسط اعتداءات على الأهالي … رام الله: شعبنا يدفع ثمن جرائم الاحتلال وغياب العقوبات الدولية الرادعة
| وكالات
قالت الخارجية الفلسطينية إن عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ أي من القرارات الأممية بشأن القضية الفلسطينية، بات يُشكل غطاء لدولة الاحتلال لتنفيذ المزيد من أطماعها الاستعمارية في أرض دولة فلسطين، على حين أعاد عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير افتتاح مكتبه في الشيخ جراح وسط اعتداءات على الأهالي.
وحسب وكالة «وفا» أوضحت الخارجية في بيان صحفي أمس الأحد، أن الصور التي وثقتها وسائل إعلام محلية ودولية ومراكز حقوقية وإنسانية مُختلفة لوحشية جيش الاحتلال وجنوده في قمع أصحاب قطعة أرض من بلدة يطا وهم يتظاهرون احتجاجاً على الاستيلاء عليها، عكست العقلية الاستعمارية التي تستفحل وتسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال، وأظهرت من جديد أن جيش الاحتلال يقوم يومياً بحماية عمليات سرقة أراضي المواطنين الفلسطينيين سواء بشكل مباشر وبأوامر عسكرية تصدر عن أذرعه المختلفة بما فيها ما تُسمى بـ«الإدارة المدنية»، أم من خلال حراسته وحمايته لمنظمات وجمعيات المستوطنين الإرهابية، المنتشرة في أرجاء الضفة الغربية التي تتقاسم الأدوار مع المؤسسات الرسمية الإسرائيلية والسياسية والعسكرية في نهب المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين عامة، وفي جميع المناطق المصنفة (ج) بشكل خاص.
وأدانت الخارجية، انتهاكات وجرائم الاحتلال والمستوطنين المستمرة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائجها وتداعياتها الخطيرة على فرص تحقيق السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين.
ورأت أن غياب العقوبات الدولية الرادعة على دولة الاحتلال يشجعها على التمادي في ممارسة الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة وارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات، الهادفة إلى إلغاء الوجود الفلسطيني من جميع المناطق المصنفة (ج) وتسخيرها عمقاً استراتيجياً لدولة الاحتلال.
كما اعتبرت الخارجية الفلسطينية أن ما يحدث في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، إمعان إسرائيلي رسمي في عمليات تهويد المدينة المقدسة وتغيير واقعها القائم التاريخي والقانوني والديموغرافي لخدمة روايات الاحتلال ومصالحه الاستعمارية.
وفي غضون ذلك أعاد عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أمس افتتاح مكتبه في حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة، وسط اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على أهالي الحي والمتضامنين معهم، واعتقال أحدهم.
وقبيل إعادة افتتاح المكتب، بدأ المستوطنون المتطرفون بالاحتشاد في محيط منزل عائلة سالم المقدسية في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح، واجتمع أهالي الحيّ والمتضامنون معهم أمام المنازل للدفاع والتصدي لمحاولات الاعتداء والاستفزاز التي يقوم به المستوطنون.
وناشد أهالي الحي، المقدسيين خاصة، والفلسطينيين عامة، الوصول إلى الحي من أجل الدفاع عن بيوتهم وعن عائلاتهم قبل زيارة المتطرف بن غفير.
وكان مستوطنون متطرفون قد هاجموا، مساء أول من أمس، منازل حيّ الشيخ جراح، وقذفوها بالحجارة، ما أدى لإصابة عدد من قاطنيها والتسبب بخسائر مادية في المنازل، وعلى إثر هذا الهجوم، احتشد أهالي الحيّ للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم، ما أدى لمزيد من القمع على يد شرطة الاحتلال، إضافة لتوفير الحماية للمستوطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال 7 مواطنين من حي الشيخ جراح، وأفرجت شرطة الاحتلال عن شاب آخر من الحي تزامناً مع مهاجمة المستوطنين للسكان بالغاز والضرب والشتائم.
كما أصيب 16 شاباً، خلال اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه الحي بالاختناق والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
واقتحمت قوات الاحتلال الحي لتوفير الحماية للمستوطنين الذين انتشروا في شوارع الحي وطرقاته ونفذوا اعتداءاتهم بحق ممتلكات المواطنين ومنازلهم وتحطيم مركباتهم.
وقمعت قوات الاحتلال أهالي حي الشيخ جراح «الجزء الغربي» من الحيّ، بالقنابل والأعيرة المطاطية والدفع، ومنعتهم من الخروج من منازلهم، وأخلت شوارع الحي بالقوة، في حين سمحت للمستوطنين بالتجول والتنقل في الحي.
وتواجه عشرات العائلات الفلسطينية في مدينة القدس، ولاسيما في الشيخ جراح وسلوان، إنذارات بالإخلاء من منازلها تقيم فيها منذ عقود، لمصلحة المستوطنين وجمعياتهم الاستيطانية.
بدوره، قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن حي الشيخ جراح لن يكون إلا فلسطينياً وجميع الوثائق القانونية تبين ذلك. وحسب «الميادين» أضاف الرويضي في تصريح له، أمس: إن حكومة الاحتلال لا تتعامل مع الموضوع على أساس قانوني وإنما على أساس سياسي، وهناك مشروع لإقامة 200 وحدة استيطانية وربط ذلك بمشروع وادي السيلكون في وادي الجوز وفي الأحياء الاستيطانية التي يخطط لها في بلدة سلوان.
وحمل الرويضي حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن النتائج المترتبة على هذا الاعتداء على الشيخ جراح الذي تم مساء أول من أمس السبت وصباح أمس الأحد.
ومن ناحيته، حذر رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير عدنان الحسيني، من خطورة مخطط عضو الكنيست المتطرف «بن غفير» بإعادة فتح مكتب له في حي الشيخ جراح، مؤكداً أن ذلك سيفشل بفعل صمود أهل القدس وأهالي الحي.
وأضاف الحسيني: إن الاحتلال يقوم بتزوير الأوراق في حي الشيخ جراح، تمهيداً لإخلاء الحي من المواطنين وإحلال المستوطنين مكانهم.