رئيس اتحاد السلة طريف قوطرش لـ«الوطن»: استقالتي واردة في أي وقت.. ودفعت من حسابي للعبة خمسة ملايين ليرة ولا أضمن الفوز في أي مباراة
| حاوره مهند الحسني
بمرحلة من عدم الاستقرار والتوازن بجميع أشكاله، ورغم محاولات الاتحادات السابقة رأب الصدع وإصلاح ما أفسده الدهر فيها، غير أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح بنسبة كبيرة نظرا لتفاقم أمراض سلتنا ووصولها إلى حد الهاوية.
ومع تولي الاتحاد الجديد مهامه بدأت تلوح بالأفق العديد من الانفراجات في جميع مفاصل اللعبة ولو بنسب متفاوتة، وظهرت للعيان حالة جيدة ومثالية في تحضير المنتخبات كانت نتائجها جيدة، وما كنا نراه مستحيلاً بات بفضل العزيمة والإصرار أمراً واقعاً وملموساً على جميع الصعد مع تحسن كبير في العلاقات الخارجية وكانت أولى ثمارها إعادة السلة السورية إلى الحضن العربي بعد غياب طويل، واتسعت فسحة تفاؤلنا بمشاركات جديدة لكل منتخباتنا لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلا بعدما جاء قرار الانسحاب من البطولة العربية بشكل مفاجئ وليشكل صدمة كبيرة لمحبي السلة السورية.
فما سبب الانسحاب المفاجئ، وهل باتت مشاركتنا متعلقة بأمزجة وآراء السوشيل ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي، وهل استقالة رئيس الاتحاد باتت قريبة بعد سلسلة من الضغوطات، أم إن الحديث عنها لا يتعدى هالة إعلامية لا أكثر، وهل سترى سلتنا الأنثوية إشراقات في عهد الاتحاد الجديد.
أسئلة كثيرة طرحتها الوطن على رئيس اتحاد السلة طريف قوطرش من خلال الحوار التالي:
(انسحاب دبلوماسي)
• ما سبب انسحابكم من البطولة العربية بالإمارات رغم تأكيداتكم المسبقة بضرورة الوجود؟
بداية لا يمكن أن أسميها انسحاباً، نحن كاتحاد مع قرار المشاركة في أي بطولة ودية أم رسمية، وخاصة أننا مبعدون منذ ثلاث عشرة سنة عن المشاركات العربية، لكن كان هناك وجهة نظر ثانية هو أن المدرب الإسباني خافيير لم يمض أسبوع على وجوده مع المنتخب وهي مدة قصيرة لا يمكن لأي مدرب أن يطور، إضافة هو أننا لم يكن لدينا لاعبون أجانب في البطولة، وهذا سيضعنا أمام مباريات قوية وخسارات نحن بغنى عنها قبل مباريات النافذة الثانية من التصفيات العالمية.
• لكنك أكدت في المؤتمر الصحفي الأخير المشاركة دون أجانب تحضيراً للنافذة الثانية فما الذي تغير؟
بصراحة هناك حالة ضغط في البلد بعد نتائج منتخب كرة القدم، وانتقادات كثيرة مورست بشكل غير جيد، وكان قرار الانسحاب من قائد رياضي قدم الكثير ومازال يقدم لكرة السلة ومن الواجب الاقتناع بقراره.
• وماذا عن تحضير المنتخب للنافذة الثانية ولقاء المنتخب البحريني المهم؟
المنتخب تسير تحضيراته بشكل جيد وهو بحاجة لمباريات تجريبية، وطُلب مني تدعيم صفوف المنتخب بلاعبين أجانب بالبطولة العربية، ولكني وجدت صعوبة في إيجاد لاعبين أجانب من مستوى عال لأنه في حال حققنا نتيجة جيدة لن يكون معنا هؤلاء اللاعبون في النافذة وهي الأهم.
• على ضوء هذه التحضيرات والانسحاب ماذا تتوقع للمنتخب من نتائج في النافذة الثانية؟
أنا أعمل بالرياضة ولا يمكن أن أضمن أي مباراة، لكني ذاهب للفوز وهذا هو هدفنا، تمكنا من التأهل لكأس آسيا بجدارة وباتت لدينا فلسفة المدرب الأجنبي (الأميركي ساليرنو والإسباني خافيير) نحن نسير بخطا ثابتة وأكيد لدينا مطبات لكني لا أعد أحداً بالفوز.
• ألا يعدّ قرار الانسحاب تدخلاً فنياً في عمل الاتحاد؟
أبداً ليس تدخلاً فنياً هو تدخل دبلوماسي سياسي رياضي، هناك مصلحة بلد، وهناك ضغط كبير من الجمهور، وعلينا أن نتجاوب مع قرارات القيادة الرياضية رغم أنها أحياناً تخالف قناعتنا.
• كرئيس اتحاد هل أنت مقتنع بقرار الانسحاب؟
كنت أتمنى المشاركة، لكن لدي قناعة بأن القرار الفني الصحيح هو منح المدرب فترة تحضيرية أكبر، حتى أنني تشاورت مع أهل اللعبة من الفنيين وجميعهم أكدوا لي ضرورة التريث بأي مشاركة قبل تحضير المنتخب بشكل جيد.
• لماذا لم تشاركوا بالمنتخب الأولمبي حرصاً على حضور سلتنا؟
كان هذا هو المفروض لكن الجميع باتحاد السلة رفض المشاركة من الناحية الفنية، ونخن نعمل عملاً مؤسساتيا واحترم قرار الجميع.
(عدم الاهتمام ولا عقوبات)
• هل باتت مشاركاتنا متعلقة بمدى رضا سوشل ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي؟
أنا لا أعطي أهمية لسوشل ميديا، أنا أعمل وأحب عملي وحققت الشيء القليل رغم الفترة القصيرة، من كان يتصور أن يأتي ألفا شخص من حلب رغم الثلج والبرد لمتابعة مباراتهم مع الوحدة في الفيحاء، ومن كان يتصور أن تمتلئ مدرجات الصالة عن بكرة أبيها.
جمهورنا هو الثالث في العالم، ولن أقوم بحرمانه من متابعة مباريات الدوري، لكن السؤال هنا: لماذا يتم تكسير الصالات بهذه الطريقة غير الأخلاقية، يبدو أنها رسالة غير أخلاقية وهناك ضغط كبير على الناس بسبب الحالة الاقتصادية بصراحة لم أر في حياتي مثل هذا الاحتقان.
• هل سيكون هناك عقوبات وغرامات على سلتنا بسبب الانسحاب؟
لا أعتقد ذلك لأن انسحابنا كان قبل قرعة الفرق، وعلاقتنا طيبة مع رئيس الاتحاد العربي وسوف نعززها في المرحلة القادمة.
(حلول ممكنة)
• هل يمكن تعديل اللائحة الانضباطية بما يتناسب مع أحداث الشغب الجديدة؟
كل شيء ممكن، ولقد بدأنا بنقل المباريات إلى خارج المحافظة، لكن هل نحن كاتحاد سلة قادرون على توقيف أحد في السجن أو معرفة مدى ردات الفعل والإساءات من الجمهور.
• ما الحلول لاجتثاث أحداث الشغب؟
سيكون هناك رجال حفظ نظام وشغب الملاعب إضافة لتركيب كاميرات مراقبة ترصد تصرفات أي شخص يسيء وسيتم توقيفه وإحالته على القضاء فوراً.
(السلة الأنثوية واستضافة)
• ماذا عن سلتنا الأنثوية بعد بطولة آسيا الأخيرة وأين دعمكم لها؟
نحن سنشارك في أي بطولة قادمة على صعيد المنتخبات وحتى الأندية، لكن الوضع الاقتصادي في سورية لا يساهم في ذلك، واتحاد السلة يبحث عن حلول جيدة.
نحن بصدد استضافة بطولة الأندية العربية للسيدات في المرحلة المقبلة وتم أخذ رأي ثلاثة أندية مع أني لست مع البطولات العربية إلا بعد اعتمادها رسمياً من الاتحاد الدولي.
(فوضى احترافية وواقع تحكيمي)
• ماذا عن الفوضى الاحترافية التي تجري في أنديتنا جراء الصفقات المادية الكبيرة؟
نحن وضعنا أنظمة وقوانين وهناك أندية التزمت وسبعة لم تلتزم، وأنا أعرف ماذا أعمل عندما وضعت عقد اللاعب لسنتين مع ناديه، وفي حال أي خلل ضمن شروط العقد سيعود اللاعب إلى اتحاد السلة وحينها سنطبق الأنظمة والقوانين بقوة. نحن لسنا أفضل الناس في العالم لكننا نعمل بمحبة وشغف.
• هل بدأت تشعر بالملل والتعب بعد أربعة أشهر كرئيس اتحاد؟
لم أمل ولم أتعب لكني اصطدمت بواقع صعب يفتقد إلى الثقافة الفنية والرياضية.
كيف يحق للبعض أن يقيّم مدرباً أجنبياً وهو لا يعرف ألف باء كرة السلة مع أني مع النقد البناء والهادف.
• ماذا عن الواقع التحكيمي وأخطاء الحكام وهل من حلول جديدة؟
الحكام هم مفصل مهم وأساسي باللعبة، وتطورهم متعلق بتطور اللعبة، وهناك شركة راعية لدعم الحكام، وسيتم التوقيع معها خلال فترة قريبة جداً، وهذا سيوفر المناخات الملائمة لتوسيع القاعدة التحكيمية بحكام شباب.
• بعد عقوبات نادي الوحدة الأخيرة البعض يتهمك بالتراخي في عقوباتك مع نادي الوحدة؟
كل ما يتعلق بالصالات والمشالح ومفاصل أخرى ليس لنا علاقة به كاتحاد، وإنما هو شأن يخص المكتب التنفيذي ومهمتي متعلقة بالشق الفني وإدارة اللعبة، هناك عقوبات قادمة لنادي الوحدة بسبب تكسير المقاعد من المكتب التنفيذي.
(هالة إعلامية وعدم الاستفادة)
• هل استقالتك باتت قريبة ومتى يمكن أن نتوقعها؟
ممكن أن تكون غداً أو بعد شهر أو شهرين، هي ليست استقالة وإنما ابتعاد عن الضغوطات، بعد كل الأعمال التي قمت بها يقوم البعض بشتمي مع عائلتي دون ذكر أسباب موجبة، والبعض الآخر في مدينة حماة يقول إني أنهيت كرة اليد في سورية لأني قررت تخصيص الصالات لكرة السلة.
• هل أنت مستفيد مادياً من خلال وجودك بالاتحاد؟
(يبتسم) لا أبدا أنا لم أستفد ولن أستفيد، لقد دفعت من مالي الخاص خمسة ملايين ليرة سورية بسبب سفري إلى محافظات حمص وحماة وحلب إضافة إلى شراء هدايا للاتحاد الآسيوي بقيمة مليون ونصف المليون وأنا لا أحصل على إذن سفر ولا راتب شهري والله يقدرني أن أخدم اللعبة.
• متى ممكن أن نرى ثمار عملك على أرض الواقع؟
أنا لا أعمل على زمن طويل، لدي واجب وهدف هو تضييق الفترة الزمنية بعد المقاطعة الطويلة وترتيبنا في آسيا متأخر وكذلك على الصعيد العربي، هناك منتخبات أفضل منا أمثال تونس ولبنان والأردن.
حققنا قفزة ضد إيران وفزنا عليها، وبتنا نربح على قطر والسعودية، وهدفي الاقتراب أكثر من فرق المقدمة على الصعيدين العربي والقاري.
• هناك بشائر خير على صعيد المسابقات المحلية؟
نحن نعمل على تطوير مفاصل اللعبة وتأتي المسابقات في مقدمة أولوياتنا، وقد أقمنا بطولات للفئات العمرية من جميع الأعمار وستكون نتائجها إيجابية لا محالة، وقد وقعنا اتفاقية مع لبنان لإقامة دوري مشترك تحت ٢٣ سنة بمشاركة ثلاثة أندية من النخبة في سورية ولبنان.