أقل من نصف مليون استخدموا القطارات بالتنقل … السكك الحديدية تحصل على إيرادات بحوالي 7.5 مليارات ليرة خلال عام .. الفارس: وضع المحور السككي من دمشق إلى حلب بطول 400 كم
| محمود الصالح
كشف المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية نجيب الفارس عن وصول الأضرار التي تعرضت لها منظومة السكك الحديدية خلال السنوات العشرة الأخيرة إلى 2.185 ترليون ليرة سورية، وهي تمثل الأضرار التي تعرضت لها منشآت وشبكات الخطوط الحديدية السورية ومحطاتها وقاطراتها وعربات نقل الركاب وشاحنات نقل البضائع ومراكز الصيانة والإصلاح ومنظومة الإشارات والاتصالات التي تعرضت إلى تخريب وتدمير ممنهج مما أدى إلى توقف حركة القطارات على أغلب محاور الشبكة.
وأكد الفارس لــ«الوطن» أنه على الرغم من كل ذلك عملت المؤسسة وبما توافر لديها من إمكانيات مادية وبشرية بسيطة على إعادة تأهيل أغلب الخطوط الرئيسية وخاصة خط دمشق حمص حماة حلب، الذي يشكل الشريان الرئيسي للنقل في البلاد لأنه يربط جميع محافظات القطر بعضها ببعضها الآخر .وقد بلغت إيرادات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية جرّاء نقل الركاب والبضائع حتى نهاية العام الماضي(7.53) مليارات ل.س. مبيناً أن المؤسسة استطاعت أن تحقق زيادة في الأعمال والمردود المادي، حيث تم خلال العام الماضي نقل بضائع بكمية 968 ألف طن بينما كانت في عام 2020 نحو 714 ألف طن وكانت الزيادة بحدود 26 بالمئة وبالنسبة لنقل الركاب زاد من 264 ألف راكب عام 2020 إلى 456 ألف راكب في العام الماضي وبنسبة 76 بالمئة، أما الإيرادات فقد تضاعفت أكثر من مرة فقد زادت من 3.3 مليارات في عام 2020 إلى أكثر من 7.5 مليارات في العام الماضي.
ولفت فارس إلى أنه تم إعادة تأهيل وإعمار محور حلب – حماة- حمص – دمشق بطول 400 كم، حيث يرتبط بهذا المحور سكك حديدية تصل إلى فعاليات اقتصادية متنوعة ومهمة وحالياً وضع بالاستثمار من أجل قطارات البضائع، وتنفيذ تفريعة سككية لنقل الحصويات ذات الجودة الفنية الممتازة من مقالع حسياء في حمص إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس وبانياس، وحالياً يتم النقل حسب الطلبات الواردة، وإعادة تأهيل وإعمار التفريعة السككية من محطة الضمير إلى محطة توليد الكهرباء في ريف دمشق ووضعت بالاستثمار، وإعادة تأهيل وإعمار التفريعة السككية من محطة الضمير إلى المدينة الصناعية بعدرا (بطول 16كم) التي تعرضت سابقاً إلى عمليات التخريب والسرقة من العصابات الإرهابية حيث تم تحديد الأجزاء المسروقة من القضبان ومواد التثبيت والعوارض والبحص لمسافة /5.5/كم وذلك بهدف ربط الفعاليات الإنتاجية للمدينة الصناعية بعدرا بالمرافئ السورية (وخاصة معمل الإسمنت)، وقد وضعت بالاستثمار، وإعادة إصلاح وتأهيل وإعادة تشغيل وبرمجة المحاكي بالكوادر الفنية والمعلوماتية التابعة للمؤسسة والذي يعمل على تأمين جلسات تدريبية افتراضية تحاكي الواقع تماماً لسائقي القطار ومعاونيهم ومرافقيهم وعناصر الحركة والإشارات والاتصالات والتفتيش الفني وأمان سير القطارات على كل محاور شبكة الخطوط الحديدية السورية.
وبين أنه تم إعادة تعمير30 صهريجاً سككياً لنقل الفوسفات والحصويات ووضعت بالاستثمار حيث إنها كانت متوقفة منذ عام 2011 وتجاوز عمرها الاستثماري /45/ عاماً، وذلك في مراكز الصيانة الإسعافية التابعة للمؤسسة في حلب محطة جبرين والعمل مستمر لتعمير باقي الصهاريج، وتأهيل وإجراء صيانات رئيسية لـ /4/ آليات سككية خاصة بأعمال إنشاء وصيانة الخط الحديدي للمحافظة على جاهزيته الفنية التي تعرضت للأضرار نتيجة الأعمال التخريبية للعصابات الإرهابية وهي آليتان لرفع وتحشية الخط، وآليتان لتنظيم موشور البحص (علماً بأن سعر هذه الآليات في حال تم توريدها حالياً ما يعادل /30/ مليار ليرة سورية).
ولفت إلى انه تم كذلك إجراء أعمال التعمير والإصلاح الرئيسية لـ /6/ قاطرات فئة /2800/ حصان من أصل /11/ قاطرة تجاوز عمرها الاستثماري /35/ عاماً بالإضافة إلى إجراء الإصلاحات الدورية المتوسطة لباقي القاطرات وتضمنت الأعمال إجراء إصلاحات رئيسية للشاحنات السككية التي تضررت نتيجة الأعمال الإرهابية وتعرضها لقذائف متنوعة وهي/70/ صهريجاً لنقل الفيول، و/42/ صهريجاً لنقل الحبوب، و/41/ شاحنة مسطحة سداسية الأقطاب لنقل البضائع، و/10/ شاحنات لفرش مادة البحص على الخط الحديدي، و/4/ شاحنات لنقل سلالم الخط الحديدي من أجل قطارات الأعمال، وتم تعمير /7/ عربات (درجة أولى – مطعم) وذلك بعد توقفها منذ عام 2011، وتم إجراء صيانات كبيرة وشاملة لـ/7/ مجموعات قطار ترين سيت وذلك بعد توقفها منذ عام 2011، وتعرضها للقذائف أثناء وجود الإرهابيين في ريف حلب، وتم تعمير /6/ روافع جسرية باستطاعة مختلفة /5-10-20/ طناً بالإضافة إلى تعمير /8/ روافع أرضية استطاعة كل رافعة /30/ طناً في مراكز الصيانة الإسعافية بمحطة جبرين بحلب.
وأشار إلى قيام المؤسسة بالتنسيق مع الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية لاتخاذ كل الإجراءات لإنجاز خدمة الدفع الإلكتروني لعمليات نقل البضائع عن طريق القطارات وذلك لتبسيط الإجراءات والسرعة في إنجاز الأعمال للزبائن، على أن يتم بدء العمل بها خلال الأشهر القادمة ليتم بعدها تطبيق الدفع الإلكتروني على عمليات نقل الركاب، وقامت المؤسسة بإنجاز عدة مشاريع باستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS وذلك لأتمتة المسارات السككية والمعلومات الفنية للخطوط الحديدية وربطها بقاعدة بيانات رقمية تساهم في حل المشكلات والمعوقات المختلفة للوصول إلى نتائج وحلول (خرائط اتخاذ القرار، تقارير، أشكال بيانية، استعلامات…) وقد تم الانتهاء من عدة مشاريع بهذا الخصوص على أن يتم تطبيق ذلك على كامل مسار الخط الحديدي في القطر.
وأوضح المدير العام أنه سيتم خلال العام الجاري تنفيذ مشروع تصنيع شاحنات سككية قلاب محلياً عدد /60/ لنقل الإحضارات الحصوية من خلال الاستفادة من الشاحنات السككية المتوفرة لدى المؤسسة لتأمين نقل الإحضارات الحصوية وذلك بعد أن تم إعداد دراسة تنفيذية لها بالتعاون مع الخبراء الفنيين من الجامعات السورية، وتعمير 15 قاطرة جر استطاعة /3200/ حصان محلياً، وإعادة تأهيل وإعمار التفريعات السككية في محطات توليد الكهرباء في محردة والزارة بمحافظة حماة، وتفريعة صوامع كفربهم بحماة، وتفريعة ( صوامع الغزلانية – وصوامع ومطحنة تشرين بعدرا)، واستكمال تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل الخطوط الرئيسية العاملة حالياً واستكمال تنفيذ العقود العائدة لها على محور (حلب – حماة – حمص – دمشق) – ومحور( مناجم الفوسفات – حمص- طرطوس – اللاذقية)، وتأهيل المحطات المهمة الموجودة على الخطوط الرئيسية العاملة حالياً وإعادة تأهيل الشبكات الكهربائية وشبكة المياه وإجراء الصيانات الرئيسية للخطوط الحديدية على هذه المحاور وإعادة تأهيل خطوط المرافئ والمحطات الرئيسية ( محطة اللاذقية – محطة حماة – محطة الضمير- محطة الرويسة – محطة تلكلخ – محطة كفرعايا) وجميع القبابين في المحطات اللازمة لعملية نقل البضائع، إضافة إلى إعادة صيانة وترميم محطة حلب الأثرية التي يعود بناؤها إلى عام 1912م، وإعادة تأهيل وتركيب الجسور الدوارة في ( حلب-حمص- طرطوس)، واستكمال تنفيذ الأعمال الضرورية التي تخدم عملية النقل في محطة المدينة الصناعية والمرفأ الجاف بحسيا وأعمال تمديد الخط الحديدي الواصل إليها، وإنجاز مشروع التفريعة السككية من محطة جبرين إلى المسلمية مروراً بالمدينة الصناعية والمرفأ الجاف في الشيخ نجار بحلب وربطها سككياً مع شبكة الخطوط الحديدية وبالتالي مع المرافئ البحرية السورية.
وعن مشاريع الربط السككي مع دول الجوار أوضح المدير العام أنه وتنفيذاً لمضمون الاتفاقية الدولية الموقعة بين المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية والشركة العامة لسكك حديد العراق بتاريخ 19/11/2020 تسعى المؤسسة من خلال وزارة النقل من أجل تأمين التمويل اللازم لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير خط حديد مرفأ طرطوس-حمص-مناجم الفوسفات بطول /286/كم (بهدف زيادة الطاقة النقلية والتمريرية له) وإنشاء خط جديد مناجم الفوسفات – البوكمال – الحدود العراقية بطول /270/كم وفق المعايير الفنية والخدمية المعتمدة دولياً لاستكمال هذا المحور وتأمين الربط السككي مع العراق وتأمين مستلزمات استثماره (معدات وتجهيزات مراكز الصيانة والإصلاح والأدوات المحركة والمتحركة ونظام الإشارات والاتصالات) لما له من أهمية كبيرة في النقل الدولي.