ثقافة وفن

«ذاكرة الروح».. لوحات لها علاقة بالتراب والخبز والطين والحزن … موفق مخول لـ«الوطن»: هاجسي هو الإنسان السوري عبر التاريخ وحتى اليوم

| سارة سلامة

يجسد الفنان التشكيلي السوري موفق مخول حالة من الإنعاش لذاكرتنا، ويستفز أعماقنا لنبقى مبصرين لرحلتنا السورية عبر الزمن بحلوها ومرها وتنوعها.

يهتم بالإنسان على مرّ العصور، يتابع مسيرته الطويلة إلى يومنا هذا، يرافق دربه وحزنه العميق الذي اختص فيه طوال رحلته، فهذا الحزن هو المؤثر في شخصيته وهو من يعطيه القوة والفكرة والتميز..

حيث يجسد التشكيلي مخول خلال معرضه «ذاكرة الروح» في صالة «مشوار» الذي ضمَّ 33 لوحة من أحجامٍ مختلفة كلها مرسومة على القماش، حالة تعبيرية رمزية تحمل حداثة معاصرة وتجمع التجريد والواقعية والكلاسيكية، وتنتمي إلى أسلوب فكري فلسفي، وتخلق لوحاته حواراً تشكيلياً متناغماً.

وعمل مخول في معرضه هذا على صبغ اللوحات بَمَسحات لونية لا تخلو من الهوية السورية، بحيث يشعر المتذوق بأن فيها من روح بيئته وبأنها قريبة منه ومن ذاكرته، حيث إن الإنسان حاضر في كل اللوحات بحزنه وخوفه وإيمانه وذاكرته.

المعرض الذي تستضيفه صالة مشوار بدمشق ضم نحو 33 عملاً فنياً مرسوماً بقياسات مختلفة على القماش مستخدماً ألوان الإكريليك، وكان الإنسان هو القضية الكبرى في لوحته، لذلك صوره بكل لوحاته متأثراً في مرات كثيرة بفن الأيقونة الشرقية ما عكس قدسية وسط الألوان الدافئة.

الحزن يصنع الحكمة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف مخول أن: «هذا المعرض العاشر الفردي، وجاء تحت عنوان ذاكرة الروح، يضم ٣٣ عملاً فنياً على قماش بمواد مختلفة، وكان هاجسي الأساسي بالمعرض هو الإنسان السوري عبر التاريخ حتى يومنا هذا، هذا الإنسان الذي خاض كل الحروب والحضارات مازال يحتفظ بحزنه المزمن مع الحياة، لأن الحزن للإنسان السوري هو جزء من ثقافته ودينه وعاداته وطقوسه، والحزن دائماً يصنع الحكمة عند الإنسان أكثر من الفرح».

وأضاف مخول: إنني «تأثرت جداً بالجو البصري والإنساني الموجود في الأيقونة السورية التي تعتبر أهم وأقدم أيقونة في العالم وكذلك تعتبر أقدم عمل تشكيلي سوري عمره أكثر من ١٤٠٠ عام، ودخلت في الإنسان السوري والأيقونة بعيداً عن التدين، لأن الإنسان السوري هو أيقونة بالنسبة لي».

كما بين مخول أن: «حاولت أن أنتج لوحة سورية لها علاقة بالتراب والخبز والطين والحزن كي أصنع هوية بصرية للوحة السورية وأن نوظف تاريخنا البصري من الأيقونة أو الآثار أو المنمنمات والزخارف ولون الطين والتراب في صنع هذه الهوية البصرية، نحن أصحاب تاريخ ولون وحزن وفرح وإبداع، يجب أن نقول هذا في لوحاتنا الفنية، أنا حاولت أن أقول: أرجو أن أكون وفقت بذلك».

تجربة فنية غنية

ومن جانبه أوضح مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت أن:«مخول فنان ذو تجربة فنية غنية ساهم بنهضة الفن التشكيلي في سورية بمبادرات فريدة من نوعها وعلى مستوى العالم مع وزارتي الثقافة والتربية وشكل فريق عمل متميزاً تمكن من تجميل مدارس في دمشق بجداريات يواجه بها ظلام الحرب بنور الفن والإبداع محاولاً أن يتعايش مع الإنسان ببساطته ويحمل ألمه».

وركز رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبو الشامات عند نقطة ارتباط الإنسان بالأرض وما يجول في صدره من حنين وحب وكذلك هموم ومخاوف تجسدت في أعمال الفنان التشكيلي موفق مخول التي عالجت قضايا اجتماعية عديدة».

بينما رأى الفنان التشكيلي بشير بشير أن: «المعرض فيه نقلة نوعية عن المعارض السابقة ترك بصمة خاصة به بتكويناته وفكره وحملت لوحاته صفاته مجسدة صورة الإنسان المكافح والمعطاء».

بروفايل

يشار إلى أن الفنان موفق مخول هو من مواليد عام 1958، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير عام ١٩٨٢.

شارك الفنان في العديد من المعارض الخاصة منها: «صالة شورى 1994، 1995، 2006، صالة السيد 2004، صالة عشتار 2007، صالة نينار 2008، معرض بتنظيم شركة شيل 2002، صالة ألف نون 2017»، والعديد من المعارض الجماعية منها: «إشراف وتنفيذ جدارية المزة والتي دخلت موسوعة غينيس عام 2014 لأكبر لوحة فنية بالعالم نفذت من بقايا البيئة، مشرف عام على فريق إيقاع الحياة، مؤسس المتحف المدرسي للعلوم، إنشاء مكتبة دمشق التربوية ومراكز الفنون التشكيلية في تربية دمشق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن