بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت عن نية توسيع التعاون مع من سمّاهم «أصدقاءنا في المنطقة»، قال رئيس الشعبة الإستراتيجية في جيش الاحتلال إنه يمكن إقامة حلف على شاكلة حلف الناتو يتضمن إسرائيل والبحرين والإمارات ودولاً أخرى.
وقال بينيت في مقابلته مع صحيفة «الأيام» البحرينية: نحن مهتمون بتوسيع التعاون مع أصدقائنا في المنطقة لتعزيز الاستقرار والأمن فيها، أما عن المحادثات النووية، أشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن هو صديقٌ حقيقي لإسرائيل منذ أكثر من 50 عاماً وهو يدرك جيداً حاجاتها الأمنية، لافتاً إلى أنه يعتقد أن اتفاقاً مع إيران سيكون خطأً إستراتيجياً.
بدوره، قال رئيس الشعبة الإستراتيجية في جيش الاحتلال، اللواء طال كالمان، في مقابلته مع صحيفة «الأيام» البحرينية أيضاً إنه يمكن إقامة حلف على شاكلة حلف الناتو الذي يتضمن: إسرائيل والبحرين والإمارات والأردن ومصر واليونان ودولاً أخرى ربما تنضم إليه.
وعلّق بينيت على كلام كالمان، قائلاً: في السنوات الماضية نحن نعزز تعاوننا العسكري مع الدول العربية وغير العربية، وجميعنا ندرك أننا نواجه التهديدات ذاتها، إذاً لماذا لا نعمل معاً لصدها؟ فإسرائيل قوية يمكن الاعتماد عليها.
والتقى بينيت، صباح أمس، رؤساء الجالية اليهودية في البحرين، في إطار زيارته للمملكة، وأشار إلى أن الجالية اليهودية في البحرين تشكل لبنة أساسية في تنفيذ اتفاقيات السلام بين الجانبين، حسب زعمه.
ووصل بينيت، إلى البحرين مساء الإثنين في زيارة رسمية، وهي أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلي للبحرين، منذ اتفاق التطبيع الذي وقعته كل من المنامة وأبو ظبي مع إسرائيل، في أيلول 2020، بوساطة أميركية.
وأصبحت البحرين والإمارات في أيلول 2020 أول دولتين خليجيتين تطبعان علاقاتهما مع إسرائيل، مما منح كيان الاحتلال موطئ قدم غير مسبوق في المنطقة الثرية والغنية بموارد الطاقة.
وأثار الإعلان حينها غضب الفلسطينيين إذ اعتبروه خرقاً للإجماع العربي الذي جعل من حلّ النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني شرطاً مسبقاً لأي تطبيع مع كيان الاحتلال، وسبق أن وقّعت كلّ من مصر (1979) والأردن (1994) معاهدات سلام مع إسرائيل.
وفي البحرين، تحظى الطائفة اليهودية الصغيرة ذات الجذور العميقة بمكانة سياسية واقتصادية مميزة نسبياً في المملكة الخليجية الصغيرة المجاورة للسعودية.
لكن أفراد الطائفة وعددهم حالياً نحو 50 شخصاً ظلوا يمارسون طقوسهم الدينية في بيوتهم لعقود، وذلك منذ تدمير كنيسهم في بداية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في 1947، إلى أن تغيّر كل شيء مع توقيع اتفاق التطبيع.
وحضر الاجتماع مع بينيت السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه، ورئيس الجالية اليهودية إبراهيم نونو، وعضو الجالية اليهودية وسفيرة البحرين السابقة لدى الولايات المتحدة هدى نونو.
وقال بينيت خلال الاجتماع حسبما نقل عنه مكتبه: أنا سعيد جداً لوجودي هنا في البحرين، ولا يمكنني التفكير في طريقة أفضل لبدء هذه الزيارة من رؤية عائلتي هنا في البحرين.
وفي أيلول الماضي، أدى نونو صلواته اليهودية علناً في كنيس قديم أُعيد تجديده في وسط المنامة القديمة يقع في سوق شعبي، وبلغت تكلفة تجديده 60 ألف دينار بحريني (159 ألف دولار).
وقال نونو حينها لوكالة «فرانس برس»: لم يعد لدينا الآن أي خوف بخصوص تنمية الحياة اليهودية. منذ عام 1947، كنا نتوارى عن الأنظار، أما الآن فلا حاجة للتواري، نحن سعداء جداً بأن نكون في العلن.
وتأتي الزيارة للبحرين بعدما قام بينيت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بزيارات رسمية إلى الإمارات في الأسابيع الأخيرة.
وزار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس البحرين في أوائل شباط الجاري لتوقيع اتفاقية دفاعية مع المملكة الصغيرة حيث يتمركز الأسطول الخامس الأميركي، على بعد بضع مئات قليلة من الكيلومترات من إيران، في منطقة بحرية تعبرها مئات ناقلات النفط يومياً، حيث تستعد إسرائيل لإرسال ضابط بحري للتمركز في الدولة الخليجية بعد اتفاقية الدفاع الموقّعة بين البلدين.
وفي بداية هذا الشهر، انطلقت في البحرين تمارين بحرية كبيرة بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة 60 دولة ومنظمة مشتركة من بينها إسرائيل التي تشارك للمرة الأولى في هذه التدريبات إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.