لافروف بحث مع غوتيريش الوضع في سورية وأجرى محادثات مع نظيره البولندي وتلقى اتصالاً من الأميركي … بوتين: نريد حسم عضوية أوكرانيا في الناتو الآن .. شولتس: مهمتنا إيجاد تفاهم ولم نصل إلى طريق مسدود
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أن بلاده تصر على أن يتم البت في إغلاق موضوع عضوية أوكرانيا في الناتو اليوم وليس في المستقبل، على حين تبادل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية الراهنة مثل الوضع في سورية وليبيا، وأجرى محادثات مع نظيره البولندي، وتلقى اتصالاً من وزير خارجية أميركا.
ونقلت «روسيا اليوم» عن بوتين قوله خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس عقد في أعقاب محادثات أجراها في الكرملين واستغرقت أكثر من ثلاث ساعات إنه «إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف الناتو بعد غد وليس غداً فذلك لا يغير شيئا بالنسبة لروسيا (…) لقد سمعنا منذ 30 عاماً أن الناتو لن يتمدد يوماً واحداً باتجاه الحدود الروسية، أما اليوم فنرى البنى التحتية للناتو قرب بيتنا».
وذكر الرئيس الروسي أن المناقشات حول انضمام أوكرانيا إلى الحلف مستمرة، وأنه لو حصل ذلك حتى بعد عدة أعوام، عندما تكون أوكرانيا مستعدة لهذه الخطوة، فمن المحتمل أن يكون الأوان عندها قد فات بالنسبة لروسيا، مضيفاً نريد حسم هذا الموضوع الآن، في أقرب الآجال، ضمن عملية تفاوضية وبطرق سلمية.
وأكد بوتين أن بلاده لا تريد اندلاع حرب في أوروبا وهذا هو سبب قيامها ببعث مقترحات حول ضمانات الأمن إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وقال إن معظم الردود الغربية على هذه المقترحات لا تناسب توقعات موسكو، إلا أنه ذكر أن هذه الردود تحتوي على بنود بإمكان الجانب الروسي مناقشتها.
من جانبه أقر شولتس بوجود انقسام في المواقف بين روسيا والغرب حيال قضايا عديدة بينها مسألة توسع حلف شمال الأطلسي، لكنه شدد على ضرورة التوصل إلى تسوية.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن شولتس قوله بعد المحادثات مع بوتين: «تتمثّل مهمتنا.. بإيجاد تفاهم سياسي من دون أن يتخلى أي طرف عن مبادئه في إطار ذلك، هذه هي القيادة السياسية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن شولتس: «يجب التعاون مع روسيا من أجل أن نضمن الأمن الجماعي لكل البلدان ولا أرى أننا وصلنا إلى طريق مسدود»، واعتبر أن إقرار البرلمان الروسي لمقترح الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك يمثل خرقاً لاتفاق مينسك وكارثة سياسية.
في السياق نقلت وكالة «تاس» عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، عقب محادثات مع وزير خارجية بولندا زبيغنيو راو، التي ترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: «استجاب الغرب في النهاية، عندما أدرك أننا نتحدث بجدية عن الحاجة إلى تغييرات جذرية في مجال الأمن الأوروبي، ورد بشكل إيجابي على المبادرات التي رفضها لفترة طويلة».
وأعلن لافروف، أن بروكسل تجاهلت لعدة سنوات مقترحات موسكو لتقليل المخاطر والتهديدات العسكرية في أوروبا، وقال: «يروج أعضاء الناتو بالكلمات ويدعون باستمرار إلى اتخاذ تدابير الثقة وتقليل الخطر العسكري، لكن كل ما قلته تم تجاهله لسنوات عديدة. الآن وبعد تلقي الرد من الناتو والولايات المتحدة، نرى هؤلاء الشركاء يطرحون كل هذه الأفكار عملياً بشكل أو بآخر بما في ذلك ضرورة عدم نشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى».
ونوه لافروف، بأن الجانب الروسي سينجز قريباً ويسلم رده إلى الشركاء الغربيين على مقترحاتهم بشأن الضمانات الأمنية، وستكون خطوات تهدئة الموقف في أوروبا فعالة، فقط إذا تم إنشاء الإطار القانوني اللازم لها.
وأعلن لافروف أن الخيار لمصلحة عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي فرضه الغرب على أوكرانيا وجورجيا من أجل نزعهما عن روسيا.
إلى ذلك أوضح لافروف أن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الآن هو الفهم المشترك للبنية الأمنية، وقال: «نحن ننطلق من حقيقة أن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يتمثل في تحقيق فهم مشترك للمبدأ الأساسي للهيكل الأمني الأوروبي بأكمله لمبدأ عدم قابلية هذا الأمن للتجزئة، وهو مبدأ الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة».
وعلى خط مواز بحث لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر الفيديو الوضع في سورية وليبيا ومنطقة البلقان وقضايا أخرى، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس: إن لافروف أطلع غوتيريش بالتفصيل على مفاوضات روسيا الجارية بشأن الضمانات الأمنية، وجرى تبادل شامل لوجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية الراهنة مثل الوضع في سورية وليبيا وأنشطة بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو.
وفي السياق أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى مكالمة هاتفية جديدة بنظيره لافروف أمس، بعدما أعلنت موسكو أنها أمرت بسحب جزء من القوات المنتشرة على الحدود الأوكرانية.