سورية توقع اتفاقية انضمامها للتحالف الدولي للطاقة الشمسية.. والسفير الهندي: خطوة مهمة جداً … المقداد لـ«الوطن»: الهجوم الإرهابي على باص المبيت العسكري مدان ويعكس استمرار الهجمة الغربية على سورية
| سيلفا رزوق
أدان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد العمل الإرهابي الذي استهدف أمس باص مبيت عسكري بالقرب من دوار الجمارك في مدينة دمشق، معتبراً أن مثل هذه الأعمال اﻹرهابية تعكس استمرار الهجمة الغربية الأميركية، واستمرار دعمها للجماعات اﻹرهابية المسلحة.
وفي تصريحات له على هامش توقيعه على الاتفاق الإطاري لانضمام سورية إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين، وبحضور سفير جمهورية الهند في سورية ماهيندر سينغ كانيال، اعتبر المقداد أن انضمام سورية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية سيجلب الكثير من المنافع الاقتصادية والبيئية، وهذا لن ينعكس فقط على سورية وإنما على الدول المجاورة وعلى المجتمع الدولي، الذي بات يعتبر موضوع البيئة موضوعاً مرتبطاً بمستقبل البشرية.
ولفت المقداد إلى أنه وبانضمام سورية لهذا التحالف تكون قد انضمت للأسرة الدولية في معالجة مشاكل الطاقة وخاصة آثار الدمار الذي لحق بمؤسسات الطاقة في سورية، نتيجة العمليات الإرهابية، حيث ملايين الدولارات ذهبت هدراً نتيجة تدمير المجموعات الإرهابية لمحطات الطاقة في سورية، إضافة للسدود وبعض المعامل التي كانت تنتج الطاقة الكهربائية، فالبديل المتوفر اليوم هو الطاقة الشمسية.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن» حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف باص مبيت عسكري في دمشق صباح أمس، أكد المقداد أنه من المحزن أن نرى الاعتداءات من الجهات المعادية لسورية والتي تستهدف السوريين وبناهم التحتية، معتبراً أن مثل هذه الأعمال اﻹرهابية المدانة تعكس استمرار الهجمة الغربية الأميركية، واستمرار دعمها للجماعات اﻹرهابية المسلحة، وأضاف: «نحن مستمرون وبصمود الجيش العربي السوري في تحقيق المنجزات، التي تضمن أمن السوريين وتضمن من جهة أخرى مكافحة اﻹرهاب الدولي، وعلى هذا الأساس ندين كل هذه اﻷعمال ونقول لكل من يشجعها بأن عليه أن يتوقف ﻷن هذا الإرهاب قد يصل إلى دياره، علماً أن بعض الدول المعادية لسورية بدأت تعاني من هذا اﻹرهاب نتيجة تشجيعها وتمويلها وتقديم الدعم لهذا الإرهاب».
ولفت المقداد في رده على سؤال لـ«الوطن»: إلى أن الوضع الدولي يمر بمرحلة توتر خطيرة لسبب أساسي وهو قيام الدول الغربية باستهداف الدول التي مازالت تعمل للحفاظ على سيادتها واستقلالها.
واعتبر المقداد أن العقوبات الغربية الجائرة تعرقل كل شيء، وهم يشددون الحصار على سورية لمنعها حتى من التنفس لذلك يطالب الغرب بإنشاء طاقات متجددة وبتشجيع الدول على استخدامها، وفي الوقت ذاته يمارس الضغوط على الدول ذاتها كي لا تتمكن من الحصول على مصادر هذه الطاقات، وأضاف: «هم يدعون أن العقوبات لا تطول هذه المجالات، لكن وأشدد على أن العقوبات الغربية الأميركية لا تستهدف إلا هذه المجالات، لأنها تريد حرمان السوريين من فرص الحصول على الطاقة المتجددة ولأنها هي التي دعمت الإرهاب لتدمير الاستثمارات في الطاقة التي كانت متوفرة».
وأشار المقداد إلى أنه وبعد تدمير الإمكانات السورية في مجال الطاقة والحصار الذي طال المنتجات النفطية والاقتصادية تعاني سورية اليوم من نقص الطاقة نتيجة هذا الحصار ولسرقة المواد التي تغذي هذه الطاقة من نفط وغاز وتهريبها إلى دول أخرى عبر أدوات تحاول تنفيذ أوامر أسيادها بما في ذلك تنظيم «قسد» الانفصالي وغير الوطني، وذلك خدمة لأعداء سورية بما في ذلك الولايات المتحدة، مشدداً على أن من ينهب ثروات سورية عليه ألا يفرح بذلك، لأن سورية ستحاسبه على ذلك وكل هذه الثروات التي يتم تجميعها من قمح ونفط ومياه يجب أن تعاد إلى أصحابها الحقيقيين، وليس إلى منظمات إرهابية تحاول تنفيذ المزيد من العقوبات على الشعب السوري وتدعي أنها سورية، داعياً هذه التنظيمات وباسم كل الشعب السوري للعودة إلى رشدهم وأن يكونوا سوريين أصليين لأن السوري لا يعاقب السوري.
بدوره وصف سفير الهند في سورية في رده على سؤال لـ«الوطن»، خلال توقيع الاتفاق الإطاري بأنه يوم عظيم، وقال: «نحن متأثرون جداً بالنهج الذي تتبناه القيادة والحكومة في الجمهورية العربية السورية، تجاه موضوع التحالف الدولي للطاقة الشمسية».
وبين السفير كانيال أنه وبخصوص هذه الاتفاقية وموضوع الطاقة الشمسية فقد كان محل تركيز من قبل الرئيس الهندي في كلمته التي ألقاها في 17 من تموز الماضي، مشدداً على أن اتفاقية التحالف الدولي للطاقة الشمسية والتي قررت حكومة الجمهورية العربية السورية التوقيع عليها هي خطوة مهمة جداً بل هي الخطوة الأولى نحو العضوية بالتحالف، وسيتبع توقيع الاتفاقية التصديق عليها من قبل مجلس الشعب السوري، وبعد نحو شهر من ذلك ستصبح الجمهورية العربية السورية عضواً شريكاً في التحالف الدولي للطاقة الشمسية.
وأوضح السفير كانيال أن الاتفاقية التي أبرمت عام 2015 ودخلت حيز التنفيذ عام 2017، كانت موجهة في المرحلة الأولى للدول الواقعة في المناطق الاستوائية بين مدار السرطان ومدار الجدي والعضوية لكنها الآن مفتوحة ومتاحة لكل الأعضاء في الأمم المتحدة.
وفي رده على سؤال آخر لـ«الوطن»، بخصوص التعاون الثنائي أكد السفير كانيال وجود عدد من مذكرات التفاهم التي تم توقيعها، أما اقتصادياً فهناك تجمع رجال الأعمال في كلا البلدين وهم على اتصال بشكل منتظم مع بعضهم بعضاً، والسفارة الهندية بدمشق تشجع غرف التجارة على مستوى اتحاد غرف التجارة، وكذلك على المستوى الحكومي للتحاور الدوري والمنتظم مع نظرائهم الهنود، معبراً عن أمله في أن يكون هناك تفاعل قريب جداً بين غرفة تجارة حلب ونظيرتها الهندية»، وأضاف: «أما بالنسبة للأعمال الأخرى فكما تعلمون يوجد عمل قائم بيننا منذ سنوات ويواصل رجال الأعمال متابعته بطريقتهم الخاصة، وأنا متأكد أنه وبمجرد رفع العقوبات سيكون هناك المزيد من التعاون في جميع الجوانب والمجالات الاقتصادية بين البلدين».