سورية

الاحتلال التركي صعّد في «خفض التصعيد» وقصف تل رفعت.. والجيش يدمي الإرهابيين في جبل الزاوية والبادية … شهيد وجرحى جراء عملية إرهابية بدمشق.. وموسكو: قلقون من الوضع في مناطق الوجود الأميركي اللاشرعي

| حلب– خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

بينما كانت دمشق تتعرض لعملية إرهابية في ساعات الصباح الباكر، واصل الجيش العربي السوري عملياته العسكرية على أكثر من جبهة في محاربة الإرهابيين بهدف استئصالهم، إن كان في سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي، أو في البادية الشرقية.

واستشهد صباح أمس جندي وجرح 11 آخرون بتفجير عبوة ناسفة زرعها إرهابيون ضمن حافلة مبيت عسكرية بالقرب من دوار الجمارك في مدينة دمشق، حسبما ذكرت وكالة «سانا».

وذكر مصدر عسكري أنه نحو الساعة السابعة و25 دقيقة من صباح أمس انفجرت عبوة ناسفة مزروعة مسبقاً ضمن حافلة مبيت عسكرية في مدينة دمشق بالقرب من دوار الجمارك ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح 11 آخرين.

العملية جاءت وسط تحذيرات أطلقتها موسكو على مدار الأيام السابقة تجاه سعي واشنطن لتفعيل خلايا إرهابية نائمة ضد عناصر الجيش السوري والأصدقاء الروس والإيرانيين، وفي ذات الإطار أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أمس، أن بلاده تتلقى تقارير منتظمة تفيد بأن الإرهابيين يستعدون لمرحلة استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية مشدداً على ضرورة تعاون دولي فعال مع دمشق في مجال مكافحة الإرهاب.

وحسب وكالة «سانا» الرسمية للأنباء، قال سيرومولوتوف في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية: «لقد أصبحت الطريقة المفضلة للإرهابيين هي استخدام الأسلحة الكيميائية لإلقاء المسؤولية على القوات الحكومية لاحقاً وإن الرسائل حول استعدادهم لا تزال تصل إلينا بانتظام من خلال قنوات مختلفة».

وأضاف سيرومولوتوف: «إن الإرهاب الدولي في سورية تمت هزيمته بشكل حاسم بمشاركة أساسية من قبل الجانب الروسي وإن الوضع الأمني الآن تسيطر عليه دمشق بشكل عام، ومع ذلك وبالرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة السورية لا يزال هناك مستوى عال من التهديد الإرهابي في البلاد» مشيراً إلى التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة مبيت عسكرية وسط دمشق في الـ 20 من تشرين الأول الماضي وأسفر عن 14 شهيداً.

وأشار سيرومولوتوف إلى أن بلاده تشعر بالقلق إزاء الوضع في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأميركية في سورية، وقال: «إننا قلقون أكثر من الوضع المستجد في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية ولاسيما في إدلب وكذلك في شرق الفرات والتنف حيث يستمر الوجود العسكري اللاشرعي للأميركيين».

ولفت إلى أن هروب عدد من إرهابيي تنظيم داعش من سجن الثانوية الصناعية الذي تسيطر عليه ميليشيا «قسد» في الحسكة ونتج عنه وجود عدة مئات من الإرهابيين الخطرين طلقاء، يؤكد ضرورة الإسراع بإعادة سيطرة الحكومة السورية على الأراضي في جميع أنحاء البلاد وإقامة تعاون دولي فعال مع دمشق في مجال مكافحة الإرهاب.

ميدانياً، بيَّنَ مصدر لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في السرمانية والعنكاوي والقاهرة ودوير الأكراد بسهل الغاب الشمالي الغربي.

في غضون ذلك واصل إرهابيو ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ «جبهة النصرة» وتضم ميليشيات ممولة من النظام التركي، قصفهم أمس لنقاط انتشار الجيش العربي السوري بريف المحافظة الجنوبي، والذي بدوره رد على مصادر إطلاق النار في محيط قرى سفوهن وفليفل والبارة في جبل الزاوية، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين.

وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن غارات مكثفة على مواقع للدواعش بمختلف قطاعات البادية.

وفي السياق ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الطائرات الحربية الروسية نفذت أكثر من 40 غارة جوية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في البادية.

من جهة ثانية أوقع قصف جيش الاحتلال التركي أمس، الذي استهدف مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي الأوسط، ٣ إصابات في صفوف المدنيين.

وأكدت مصادر أهلية في تل رفعت لـ «الوطن» سقوط قذائف مدفعية على المدينة المأهولة بالسكان مصدرها قاعدة لجيش الاحتلال التركي في بلدة مارع إلى الشمال منها، ما أدى إلى إصابة ٣ مدنيين بجروح في حصيلة أولية مساء أمس، بينهم طفل جراحه متوسطة، الأمر الذي خلق حالاً من الذعر في صفوف السكان الآمنين.

وأشارت المصادر إلى أن طائرة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال التركي كانت تحلق فوق المدينة، التي تضم نقطة مراقبة لوقف إطلاق النار تابعة للشرطة العسكرية الروسية، بالتزامن مع قصفها من جيش الاحتلال التركي.

ولفتت إلى أن استهداف تل رفعت أعقب عملية نزوح كبيرة باتجاهها من ريف حلب الشمالي الأوسط، وخصوصاً من بلدات علقيمة والمالكية وشوارغة التابعة لمنطقة عفرين، والتي تعرضت لقصف ممنهج من جيش الاحتلال وميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني»، التي شكلها النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية، على مدار الأيام الأربعة المنصرمة، ما يدل على نية نظام رطب طيب أردوغان على الانتقام من الأهالي عبر ملاحقتهم إلى مناطق تهجيرهم بعد إفراغ قراهم وبلداتهم منهم.

مصادر مقربة من ميليشيات «الجيش الوطني» ذكرت لـ«الوطن» أن قذائف هاون استهدفت مدينة إعزاز الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وجيش الاحتلال التركي عند الحدود التركية شمال حلب، عقب استهداف تل رفعت، وكشفت أن القذائف سقطت بالقرب من قاعدة لجيش الاحتلال التركي في محيط المشفى الوطني عند المدخل الغربي للمدينة من دون معرفة فيما إذا تسببت بإصابة جنود أتراك بسبب التعتيم الإعلامي على العملية وفرض طوق محكم حول مكان سقوط القذائف، وذلك في حادث منفصل عن انفجار عبوة ناسفة في مدينة إعزاز أمس قرب قسم المواصلات تسببت بوقوع ٣ إصابات.

إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن قوات الاحتلال التركي نشرت مجموعات من المشاة برفقة مدرعات على الطريق الدولي حلب – اللاذقية m4 إنطلاقاً من بلدة النيرب شرق إدلب وصولاً إلى مدينة أريحا لتمشيط الطريق من الألغام ومراقبته.

وفي مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي تم العثور على جثة تعود لمسلح من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» مما يرجح تعرضه لاغتيال من قِبل تنظيم داعش الإرهابي.

في غضون ذلك قام مسلحو ميليشيات «قسد» المتمركزين بنقطة محطة مياه بلدة الزر بريف ديرالزور الشرقي بإطلاق النار على شخصين يستقلان دراجة نارية أثناء مرورهما بالقرب من محطة المياه ما تسبب بإصابة أحدهما بجراح خطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن