هل «الديار القطرية» ما زالت تستثمر في سورية؟
اللاذقية- سعاد صبيح :
تعثر إنجاز المشاريع السياحية في اللاذقية لأسباب بعضها عقدي وبعضها الآخر يتصل بظروف الأزمة التي أرخت ظلالها على مجمل الحياة العامة التنموية والاقتصادية.
في اللاذقية يمكن الحديث عن التعثر وفق منحيين: الأول عن المدة العقدية ومنها مشروع منطقة رأس ابن هاني التابع لشركة الديار القطرية، وشرق منتجع الشاطئ، وشرق مريديان اللاذقية، وموقع مسبح جول جمال، ومشاريع المنطقة المفتوحة في المدينة في الكورنيش الجنوبي الذي يتضمن المركز الترفيهي والمطعم العائم، ومشروع عقارات أم الطيور، وفندق ومول جبلة ومجمع كورنيش جبلة البحري والعقار 94 في حميميم، والثاني تعثر بعد بلوغه مرحلة التشطيبات النهائية كمشروع غرب منتجع الشاطئ الأزرق، كما تعثرت مشاريع وصلت إلى ما يمكن تسميته (قيد الاستثمار) كمشروع منطقة المقاصف والمطاعم في الكورنيش الجنوبي، بحيث بلغ عدد المنشآت المتعثرة في محافظة اللاذقية خلال الأزمة بحسب مديرية السياحية في اللاذقية نحو 14 مشروعاً.
عن أسباب التعثر والإجراءات التي اتخذتها المديرية أفادنا مدير سياحة اللاذقية د. وائل منصور بأن هناك نوعين من الأسباب وذلك حسب هوية المستثمر، فالمستثمر غير السوري (روسي، تركي، عربي، مشترك) لم يتمكن من تحويل الأموال اللازمة والتجهيزات والآليات للعمل بالمشروع والناجمة عن الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليهم مثل شركتي (أولمبك نور، وسيتارا انت)، إضافة إلى تخوف المستثمر من إيفاد الخبراء والفنيين المختصين إلى القطر لكونهم من جنسيات أجنبية (شركة سيتارا أنت)، مضيفاً إن هناك أسباباً أخرى غير واضحة ناجمة عن الوضع الراهن الذي تمر به البلاد كمشروع شركة الديار القطرية، أما المستثمر السوري وحسب الدكتور منصور فقد شكلت فروق الأسعار الناجمة عن الوضع الراهن دوراً كبيراً في توقف مشروعاته السياحية، إذ انعكس ذلك على ارتفاع كبير فيما يتعلق بأعمال التشييد والتجهيز والفرش، كذلك ارتفاع أجور اليد العاملة وقلتها، وعدم توافر التجهيزات الضرورية لاستكمال إنجاز المشروع بالشكل المناسب لأسباب تتعلق بصعوبة استيراد بعضها من جهة، وارتفاع أسعارها من جهة أخرى، إضافة إلى عدم استكمال التراخيص اللازمة من الجهات ذات العلاقة كمديرية سياحة، ومجالس مدن، ومديرية موانئ، وخشية المستثمر من الأوضاع الأمنية في المشاريع خارج المدينة بما ينعكس على عدم قبول العمال والفنيين للعمل فيها، بالإضافة إلى صعوبة إيصال الإحضارات إلى مواقع العمل كمشروعي أم الطيور، وارتفاع البدلات السنوية وفق العقود المبرمة بالقطع الأجنبي نتيجة سعر الصرف المقابل كمشروع (المناطق المفتوحة على الكورنيش الغربي).
وفي سياق الخروج من عنق الزجاجة ومعالجة مشكلات تعثر المشاريع المذكورة ترأس وزير السياحة منتصف هذا العام اجتماعاً للمستثمرين السياحيين وممثليهم حضره محافظ اللاذقية ورئيس مجلس المدينة، عرضت فيه المشكلات ومخارج الحلول، وتلا ذلك اجتماعان متتاليان ترأسهما المحافظ وذلك على طريق إيجاد الحلول لإشكالات معلقة تتصل بالتراخيص لبعض المشاريع المتوقفة، وتم فيهما التوصل إلى إطلاق أربعة مشاريع سياحية هي فندق ومول جبلة، المجمع السياحي على كورنيش جبلة، المناطق المفتوحة على الكورنيش الجنوبي أيضاً.
د. منصور: وفي ضوء المستجدات الأخيرة وواقع الميدان الذي قدم بارقة أمل يمكن أن تتسع على وقع خطوات الجيش العربي السوري وانتصاراته، ويمكن أن تعيد الحياة والحرارة لمشاريع سياحية واعدة منتظرة، حيث إنه بعد انقلاب موازين القوى لمصلحة الدولة بدأنا نلحظ حركة متفائلة في كل ما يتصل بقطاع السياحة لأن دفع الاستثمار مرتبط دائماً بالجو العام من أمن وأمان فذلك من شأنه أن يجذب المستثمرين.