الخبر الرئيسي

وزير الخارجية والمغتربين يلتقي نظيره الروسي غداً … بوتين أشرف على تدريبات «الردع الإستراتيجي».. موسكو: لا نريد الحرب ومستعدون للدفاع عن مواطنينا … الصين: ضرورة الإصغاء للمخاوف الأمنية المشروعة لروسيا.. أوروبا: التصعيد في أوكرانيا من شأنه تغيير النظام العالمي الحالي.. وأميركا مستعدة لإرسال قوات إضافية!

| الوطن - وكالات

يتدحرج الوضع في أوكرانيا سريعاً ووفقاً للسيناريو الذي دفعت إليه واشنطن، المحتاجة على ما يبدو لافتعال حرب على حدود أوروبا الشرقية تعتقد بأن نتائجها ستكون بالضرورة في صالحها، وهو الأمر الذي كشفت عنه تصريحات وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الذي أكد بأن الوضع في أوكرانيا يتطور وفقاً للسيناريو الذي توقعته واشنطن!

التصعيد بدأته القوات الأوكرانية المدعومة بأطنان الأسلحة الأميركية أول أمس، بقصفها لأراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً، حيث سجلت دونيتسك انتهاكات من قبل الجانب الأوكراني الذي قصف نوفوترويتسكوي بمنطقة دوكوتشيفسك للمرة الخامسة وأطلق 20 قذيفة من عيار 82 مم، كما سجلت جمهورية لوغانسك 31 انتهاكاً لنظام وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الماضية، وفي وقت متأخر مساء أمس أفادت وكالة «تاس» باستئناف الجيش الأوكراني قصف دانيتسك من محيط بلدة فالنافاخا.

وأعلن رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين التعبئة العامة في أنحاء الجمهورية بسبب تفاقم الوضع في إقليم دونباس، في حين أعلنت وزارة الطوارئ أنه تم إجلاء الآلاف من دونيتسك بينهم 2500 طفل، الأمر الذي دفع بوزارة الطوارئ الروسية للتأكيد بأنه سيتم توزيع اللاجئين القادمين من دونباس في سبع مناطق في روسيا، ووجه القائم بأعمال وزارة الطوارئ، ألكسندر تشوبريان، بسرعة التوجه إلى منطقة روستوف في روسيا لتهيئة ظروف إيواء اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من إقليم دونباس.

الشرطة الشعبية في جمهورية دونيتسك قالت: إن القوات الأوكرانية تستخدم على نحو نشط أسلحة محظورة بموجب اتفاقات «مينسك»، مشيراً إلى أن «الوضع على خطوط التماس في لوغانسك ما زال محتدماً»، وهو ما ردت عليه واشنطن من خلال وزير دفاعها لويد أوستن، بالتأكيد على استعدادها لإرسال قوات إضافية إلى شرق أوروبا لتعزيز ما سمته أمن أعضاء حلف الـ«ناتو»، في حال تصاعد التوتر حول أوكرانيا!

وعلى ضوء التصعيد سارع الجانب الأوروبي إلى إطلاق التصريحات، فمنهم من دعا إلى ضرورة الحوار، إذ أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، استعداد الدول الغربية لإجراء مفاوضات مع روسيا حول المسائل الأمنية، كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي بأن كثافة انتهاكات الهدنة في دونباس تتعارض مع الالتزامات بموجب اتفاقات مينسك.

وأعلن الأمين العام لـ«ناتو» ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يزال منفتحاً على الحوار مع روسيا، مؤكداً في الوقت ذاته نيته حماية جميع الحلفاء، إلا أنه دعا روسيا لسحب قواتها من الحدود الأوكرانية، كـ»أول خطوة في تسوية الأزمة».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رأت أن التطورات الحالية حول أوكرانيا من شأنها تغيير النظام العالمي الحالي جذرياً، محذرة من أن غزو هذا البلد قد يحرم روسيا من مستقبل مزدهر، في حين عبّر وزراء خارجية دول مجموعة السبع، عن إدانتهم لاستخدام «الأسلحة الثقيلة والقصف العشوائي للمناطق المدنية في دونباس»، معتبرين أن الحشد العسكري الروسي يشكل تحدياً للأمن العالمي والنظام الدولي وعزمهم على مواصلة الحوار مع روسيا بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جهته أعلن وزير الخارجية الأميركي، أن بلاده على استعداد للرد على أي «اعتداء من روسيا» في حال دعت الضرورة لذلك، مشيراً إلى أن الوضع في أوكرانيا يتطور وفقا للسيناريو الذي توقعته واشنطن.

وأشار بلينكن إلى أن الرئيس الأميركي، مستعد دائماً لمقابلة الرئيس الروسي، إذا كانت هذه الاتصالات تساعد في تعزيز السلام.

من جهته وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باستدعاء الاحتياط من مواطني بلاده للتدريب العسكري، وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن بوتين أعطى أمراً ببدء مناورات «الردع الإستراتيجي» للصواريخ الباليستية وأشرف عليها شخصياً من مركز العمليات الرئاسية في الكرملين بحضور الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

بدوره قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين: إن موسكو لا تريد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في دونيتسك ولوغانسك.

من جهتها أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الممثلين الغربيين سيصبحون مشاركين في الجرائم ضد الإنسانية من قبل سلطات كييف إذا واصلوا تجاهل الوضع المأساوي لسكان منطقة دونباس شرق أوكرانيا.

وحول سحب الولايات المتحدة ممثليها من بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أوكرانيا اعتبرت زاخاروفا أن سبب ذلك رغبتهم «بإخفاء حقيقة ما يحدث في دونباس أمام مواطنيهم والعالم».

الصين وعلى لسان وزير خارجيتها وانغ يي، دعت إلى ضرورة الإصغاء إلى المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا وإيجاد حل بشأنها، وقال يي في كلمته أمام مؤتمر ميونخ للأمن: «علينا معارضة إطلاق أي حرب باردة أخرى وأن نسعى للسلام، ونؤكد أن أمن أي منطقة لا يمكن تحقيقه من خلال فرض حصار عسكري هنا أو هناك».

على صعيد آخر، يجري وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد غداً محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، وحسب معلومات «الوطن» فإن المقداد سيشارك خلال زيارته لروسيا في أعمال «منتدى فالداي» الدولي.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين أعلن في تصريحات للصحفيين أول أمس، أن روسيا ستعقد لقاءات مع المقداد، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، الأسبوع الحالي.

وقال فيرشينين: «نضع في اعتبارنا إجراء اتصالات ومحادثات في موسكو الأسبوع الحالي، بما في ذلك مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ثم مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن