سورية

أكد أن التطبيع تجسيد للاستعمار والانهيار … مسؤول أممي سابق: الازدراء العالميّ العميق للعرب هو نتاج الفوضى الخلاقة

| وكالات

اعتبر المنسق السابق للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، علي الزعتري، أمس، أن ما يشهده الواقع العربي، يعكس حالة التشظي التي يعيشها، التي كانت إحدى ثمار نظرية وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس المسماة «الفوضى الخلاقة»، ورأى أنه اليوم يُحَلِّقُ من المحيط للخليج خطان أزرقان ونجمة سداسية وبجوارها ألوان الطيف، واحدٌ هو رمزُ الاستعمار والثاني رمزُ الانهيار.
الزعتري وفي مقال نشره موقع «رأي اليوم» الأردني، قال: «فوضى كانت كونداليزا رايس سمتها «الخلاَّقة» بما يعطي الفوضى لَحْناً إيجابياً ويَشيِ بعالمٍ عربيٍّ ورديِّ اللاحة كأنهُ ربيعٌ متدفقٌ في وعودهِ بالازدهار، كل ذاك تحول لما نحن عليه من ازدراءٍ عالميٍّ عميقٍ للشخصيةِ وللإنسانِ العربي مع تَمَسُكٍّ بتلابيبِ الدولِ العربيةٍ حَلْباً لما تملك لبيعها السلاح والعطور ولِطيِّهَا تماماً تحت مظلات التحالفات التي لا تفيدها ويستفيد منها عدو الشعوب الحرة، وهي كذلك فوضى منتظمة، بمعنى أنها تتبع ترتيباً ومنهاجاً وتحملُ توقعاً لما سيأتي بعد كل خطوة، إنها فوضى مُخططة على يدِ وبأفكار خبراءَ فوضى، وما نحنُ إلا مُتلقون طائعون لها، بعضنا ضحية وبعضنا أداة، منا العرب البؤساء والمتنعمون على حَدٍّ سواء وهم الضحية والأداة».
وأضاف: «تتجاور متناقضاتٌ في أفراد الشعب الواحد وبين الدول لا تليقُ إلا بمن لا شعور لديه؛ كالبلادةِ أو حالة الإدمان التي تُوصِلُ المُدمن لتقطيع جسده من دون إحساس، الإدمان يُسَهِّلُ التقطيع والتقطيع يحتاج الإدمان، يتجاوز في هذه الحالة القادرُ من أصحاب الحظوة الاقتصادية أو السطوةِ القانونية أو غير القانونية، يتجاوز كل من هو حوله ممن، يستطيع أن يزيحهم من طريقه ويتجاهل ما بهم من حاجةٍ لا تتوافق واعتيازه للزهو والعلو، مدمنٌ على النرجسية الأنانية مستمتعٌ بفوقيتهِ غير آبهٍ بالرعاع، كما يراهم».
وأكد الزعتري، أن الفرد العربي اليوم ينقسمُ لشرائحَ فوضويةٍ منتظمة، انقساماً مزروعاً عن سبق إصرارٍ وتَعَمُدٍّ تلغي كل شريحةٍ فيه ضدها، والنتيجة بالطبع ليس سواد الخصال أو الشرائح الإيجابية فكيف يكون هذا وكل السلبيات تنهشها؟
واعتبر أن العربي يظهر اليوم بمظهرين رئيسيين، وهامشٌ باهتٌ يرافقهما، مظهرٌ متوافقٌ مع نفسهِ في الثراء أو التحالف مع الثراء وقبولِ لعنة التحالف مع الصهيونية، ومظهــرٌ مذبـوحٌ يقاوم، قِلَّـةٌ تبقــى على الجمرِ مبدئيةً تقـاومُ ثـراء الفساد وجَهلَ الرفاهية وانحياز العدل وسـطوةَ القهر ولكنها كمن يُلطَمُ بأمواجٍ تأتي من كل جهةٍ عازمةً على الخنق، ومعهما هامشٌ غرائزيٌ يتبعهما يُحوِّلَ الحرامَ حلالاً، هامشٌ يجدُ ظِلَّهُ مع الثراء واللعنة التطبيعيــة وهــي تتســـعُ.
وختم الزعتري بالقول: «اليوم يُحَلِّقُ من المحيط للخليج خطان أزرقان ونجمة سداسية وبجوارها ألوان الطيف، واحدٌ هو رمزُ الاستعمار والثاني رمزُ الانهيار، تلك هي الحقيقة وتلك هي مكونات الفوضى المنتظمة في التسيد الصهيوني والتسيد اللاأخلاقي وهما كافيان لدحرِ كل عالمنا العربي من محيطه لمحيطه، والقادمُ أدهى وأَمَّر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن