في فصل جديد من فصول الاعتداءات المتواصلة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا، تعرضت طالبتان سوريتان شقيقتان لاعتداء بالضرب المبرح من طلاب بإحدى ثانويات مدينة اسطنبول، وتم خلع حجاب إحداهن.
وتعرضت الطالبتان لاعتداء جسدي في ثانوية «تكنيك أناضولو» في منطقة كوجوك جكمجه بمدينة إسطنبول من بعض الطالبات في المدرسة، وذلك بعد استدراج إحداهما إلى قسم الحمامات وضربها بشدة دون سبب معروف سوى أنها سورية، وذلك وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية أمس.
وقال ناشط حقوقي يدعى طه الغازي على صفحته الشخصية في موقع «فيسبوك»: إن «الشقيقتين دائماً ما تتعرضان لمضايقات عنصرية لفظية وجسدية من بعض الطالبات في المدرسة بشكل مستمر بسبب كونهما سوريتين، وفي يوم الحادث تم ضرب إحداهما في الحمام وعندما صرخت قام بعض الطلاب بإنقاذها وحمايتها من الطالبات المعتديات».
وأوضح، أنه مع نهاية الدوام المدرسي تجمع نحو 10 من الطلاب والطالبات وكرروا الاعتداء على الشقيقتين خارج حرم المدرسة وخلع حجاب إحداهما وتصويرها وشتمها، لكنهم ابتعدوا عندما جاءت معلمة وأنقذت الطالبتين السوريتين، مشيراً إلى أن الشقيقتين تعرضتا لكدمات جمّة في مواضع متباينة من جسدهما إلى جانب الاعتداء اللفظي عليهما.
وبعد حادثة الاعتداء على الشقيقتين لم يصدر أي بيان رسمي أو توضيح من إدارة المدرسة ولم تعلق على ما جرى أو تتخذ إجراءات عقابية بحق المعتدين، على الرغم من أن الحادثة وقعت في البداية داخل حرم المدرسة المزودة بكاميرات أمنية سواء في الداخل أو الخارج، ويمكنها التحقق من الموضوع ببساطة وليس تجاهله حتى يصل إلى وسائل الإعلام، كما حدث في حالات سابقة.
يذكر أن العديد من الحوادث المماثلة شهدتها تركيا مؤخراً ضد اللاجئين السوريين، ولاسيما منذ بداية العام الحالي منها تعرض طالب فلسطيني- سوري من طلاب الصف الرابع في إحدى المدارس بأفجلار لضرب مبرح من أستاذه قبل شهرين. وقبله بأيام أيضاً تعرض طالب سوري (12 عاماً) لاعتداء جسدي من أحد أقرانه الأتراك والبالغ من العمر 17 عاماً، ما أدى إلى فقدانه الوعي ونقله للمستشفى بمنطقة تقسيم.
يشار إلى أن النظام التركي منذ بدء الأزمة في سورية عام 2011 يقدم دعماً لتنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة أجبرت الكثير من المواطنين السوريين على الهروب من إجرامها واللجوء إلى دول أوروبية وإقليمية منها تركيا.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة السورية جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.
لكن دولاً إقليمية ومن بينها تركيا، وغربية داعمة للإرهاب في سورية تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.