رياضة

حرف البوصلة!!

| غسان شمه

ثمة آليات كثيرة قد تحكم العمل الإعلامي، ومنها الإضاءة والتركيز على جانب ضيق في قضية ما لحرف وتشتيت النظر والرؤية عن القضية الأساسية أو الأعمق التي تثير الجدل.

واليوم نحن أمام حدث يشي بهذا النمط من التفكير والعمل، سواء بشكل واع ومتعمد أم غير ذلك، فقد خرج رئيس اتحاد لعبة مهمة لتبرير اعتذار اتحاده عن عدم المشاركة في بطولة عربية، كانت فرصة غنية على مستوى التجريب ومعرفة واقع لاعبي المنتخب، وذلك إثر الحديث عن عقوبة كبيرة ستطول اتحاده وتغريم يثقل كاهل رياضتنا أكثر.. وذهب الرجل إلى المحاكمات العقلية القانونية مؤكداً أن المبلغ الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح وأنه قد يكون بين ثلاثة أو خمسة آلاف وليس عشرة آلاف، محاولاً إزاحة زاوية الحوار والرؤية إلى مكان آخر يجعل الانتصار بأن الغرامة ستكون قليلة، متجاهلاً الخطأ الكبير الذي وقع فيه أصحاب القرار بغض النظر عن حجم الغرامة سواء تم إقرارها أم لا..!

ما يعنيني هنا آلية التفكير التبريرية التي تنم عن عدم تقدير لعقل المتابع والإعلامي الذي يتوجه بالنقد لقضية بعينها وكأن المهم حجم الغرامة وليس طبيعة القرار الخطأ الذي اتخذ تحت ستار الخوف من النتائج رغم التأكيد المسبق على المشاركة، ما يفتح الطريق واسعاً أمام السؤال الأساسي: هل هذا عمل احترافي؟ وما الطريقة والمعيار اللذان يجعلانكم تتخذون هذا القرار أو ذاك؟ وهل يبنى على مصلحة اللعبة والمنتخب أم لأسباب أخرى تدل على ضعف واضح في طريقة عملكم رغم الكثير من الادعاءات؟

وأود التعريج على قضية حارس مرمى المنتخب الأول لكرة القدم الذي خرج على وسائل الإعلام ليصدمنا بمعلومات خطيرة، يدعي البعض أنها ليست جديدة أو مفاجئة، ونؤكد بدورنا أننا لا نمتلك سوى الانتظار لما بعد جلسة اليوم الإثنين مع اللجنة التي استدعت العالمة للتحقيق في هذه التصريحات التي حملت اتهامات خطيرة لنقول: إن الشفافية مطلب الجميع حتى لا يذهب هذا الكلام في مجرى الإهمال الذي سبق وشهدنا مثله.

وهي مناسبة للتذكير بلجنة التحقيق في أعمال اتحاد الكرة السابق، حيث تسرب الكثير من الشائعات حول ما جرى في تلك الفترة من أعمال وممارسات لا يمكن تجاهلها بسبب آثارها السلبية الكثيرة.. علماً أن البعض يشير إلى أمور مهمة قد تكون ذات أثر كبير على البعض، فهل نشهد شيئاً من الشفافية أم إن مضارب التجاهل تتسع للكثير؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن