تودنهوفر: داعش نتيجة لحروب الغرب والتمييز العنصري في أوروبا يساعده في تجنيد الشباب
اتهم الكاتب والسياسي الألماني يورغن تودنهوفر المجتمع الأوروبي والغرب بالوقوف خلف تنامي تنظيم داعش الإرهابي الذي تأسس كنتيجة «لحرب بوش في العراق»، معتبراً أن التمييز العنصري هو أهم الأسباب التي تدفع بالشباب الغربيين وخاصة المسلمين منهم للارتماء في حضن التنظيم.
وأكد تودنهوفر الذي أمضى 15 يوماً مع التنظيم بعدما منحه زعيمه أبو بكر البغدادي الأمان أن مقارنة داعش بتنظيم القاعدة هو «لهو أطفال»، لأن داعش يشبه «بالفعل دولة سواء قبلنا أو لم نقبل»، ويتعامل مع الغير على هذا الأساس، وخاصة أنه قام بإجراءات «نظامية» مثل العقوبات وجمع الضرائب ولديه نظام اجتماعي وصحي وجهاز شرطة وغيره، ورغم أنه لا يسير كل شيء على أكمل وجه على غرار أي دولة من دول العالم.
واعتبر الصحفي الألماني في مقابلة مع قناة (Orf2) النمساوية، أن تنظيم داعش الإرهابي ما هو إلا رد ونتيجة لحروب الولايات المتحدة والغرب في العراق الذي دمرته الحرب تماماً والدليل أنه تأسس بعد خروج القوات التي أدخلتها حرب جورج بوش الابن إلى العراق بأسابيع، مؤكداً: «لو فعلنا مع الصين مثلما فعلنا مع العراق من حرب عدوانية مبنية على الكذب لمدة 15 عاماً متصلة كما فعل بوش لكان عندنا الآن أزمة إرهاب هناك ولا يصح أن نغزو الشعوب ونندهش عندما تدافع عن نفسها»، وذكر بما قاله المفكر جان بول سارتر عن حرب الجزائر: «إن الحروب مثل البومرانج ترتد إليك بالقوة نفسها التي تضرب بها دون أن تشعر».
وأوضح، أن التنظيم، ما هو إلا تشكيل عصابي مجرم يستخدم الإسلام كواجهة لجرائمه، وهو قوي ويسعى إلى مد جذوره وتأصيل ذاته ولديه تخطيط للقيام بأكبر عملية «إبادة دينية جماعية في التاريخ» و«إن الوقت يمر من بين أيدينا»، على اعتبار أن عناصر داعش سيقومون بقتل كل معتنقي الإسلام المعتدل المقيمين في الغرب لأن إيمانهم بالديمقراطية يعني أنهم يستبدلون القوانين الإلهية بقوانين وضعية في نظر داعش، محذراً بهذا الخصوص أن حل هذه المشكلة بالقنابل والسلاح غير ممكن، بل أرجع الحل إلى «السنة العراقيين الذين يستطيعون وحدهم هزم التنظيم».
وعن امتداد إرهاب داعش إلى المجتمع الأوروبي ولا سيما اعتداءات باريس الأخيرة اعتبر الصحفي الألماني، أن السبب يكمن في نجاح داعش بتجنيد الشباب الأوروبي، مرجعاً الأمر إلى أربعة أسباب: أولها أن الشباب المسلمين الذين ينجح التنظيم بتجنيدهم يشعرون بفرق في المعاملة، في بلادهم يتعرضون للتمييز العنصري، «فعندما يتقدم شخص منهم لوظيفة ما ويكون اسمه محمد مثلاً فلا يتم الالتفات إلى هذا الطلب على حين الوضع تماماً لو كان الاسم ألمانياً أو نمساوياً».
والسبب الثاني بنظر تودنهوفر، أن هؤلاء الشباب يشعرون أن العالم الإسلامي قد تمت معاملته بكل سوء واحتقار «من خلال حروبنا واحتلالنا أراضيه» ويتابعون أعداد القتلى التي تسببت فيها تلك الحروب ففي العراق وتبعاً لإحصائيات منظمة أطباء ضد الحرب، أدت إلى مقتل مليون عراقي.
وثالثاً وهو الأهم يتم إقناعهم بأن ما يحدث هناك هو الإعداد للمعركة التاريخية الفاصلة والأخيرة، بين الخير والشر المذكورة منذ عام 1400م، وهم ليس لديهم أي أهمية أو ثقل في مجتمعاتهم، وعلى الأخص المسلمين منهم إذ يوعدون بأنهم سيكونون جزءاً من التاريخ وسيقومون بصناعته بأنفسهم بانضمامهم لداعش التي ستعطيهم الشعور بالأهمية التي لم يشعرهم أحد بها من قبل، وبذلك يتم الإيقاع بهم ليظنوا أنهم بالمشاركة سيقومون بمساعدة الضعفاء والفقراء، وفق ما ذكر الكاتب والسياسي الألماني.
أما السبب الرابع فهو ما اعتبره «النجاحات العسكرية التي يحققها التنظيم.