أكدت أنها لم تكن يوماً قريبة من تحقيق صفقة في مباحثات فيينا كما هي الآن … إيران: الوقت حان ليتخذ الغرب قراراته.. ولا اتفاقات من دون ضمانات
| وكالات
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس إن الوقت قد حان لواشنطن والدول الأوروبية الثلاث لإظهار الإرادة الحقيقيّة للتوصّل إلى اتّفاق في فيينا في أقصر وقت ممكن من خلال تقديم القرارات السياسيّة الضروريّة، على حين دعا 250 نائباً في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الحكومة إلى عدم الالتزام بأي اتفاق من دون الحصول على الضمانات اللازمة لرفع الحظر عن الشعب الإيراني.
وحسب وكالة «فارس» قال عبد اللهيان: إذا فشلت المحادثات في فيينا، نعتقد أن الطرف الآخر هو المسؤول عنها، لكنّ طهران متفائلة بشأن نتائج المحادثات حول الاتفاق النووي، طهران لم تكن يوماً قريبة من تحقيق صفقة في مباحثات فيينا كما هي الآن، إذ يمكننا التوصّل إلى اتّفاق في غضون ساعات أو أيام قليلة.
وأكد عبد اللهيان أن إيران قدّمت جميع المبادرات والمقترحات الممكنة، وأضاف إن الوقت قد حان للولايات المتّحدة الأميركيّة والدول الأوروبية الثلاث لإظهار الإرادة الحقيقيّة للتوصّل إلى اتّفاق في أقصر وقت ممكن من خلال تقديم القرارات السياسيّة الضروريّة.
كما أشار عبد اللهيان إلى أنه لولا مبادرات إيران لما تم الاقتراب من اتّفاق، لكن على الطرف الآخر أن يعلم أن طهران لن تتجاهل خطوطها الحمر.
وعلى هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، شدد عبد اللهيان خلال لقائه مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على إرادة إيران في نهاية المحادثات فيينا مع التوصل لاتفاق جيد، مشيداً بدور بوريل وإنريكي مورا كمنسقين عن الاتحاد الأوروبي في المحادثات.
وخلال الاجتماع، استعرض بوريل فقرات مختلفة من النص الجاري مناقشته في مجال رفع العقوبات والالتزامات النووية والتحقق والحصول على الضمانات، وأبلغ عبد اللهيان بآرائه كمنسق الاتفاق النووي، واتفق الجانبان على مواصلة المشاورات.
وأكد عبد اللهيان وجوب قيام واشنطن بمبادرة تبيّن «حسن النيّة» كرفع أجزاء من الحظر مثلاً، مضيفاً: لقد قلت في أيلول الماضي إنه إذا كان لجو بايدن حسن النية، فسوف يفرج عن 10 مليارات دولار من أصولنا المجمدّة لدى البنوك الأجنبية، نحن لا نطلب من بايدن قرضاً أو مالاً، لكننا نريده أن يفرج عن أصولنا.
وأكّد أن واشنطن طلبت مراراً عبر وسطاء مختلفين التفاوض مباشرةً مع طهران خلال الأسابيع الأخيرة، وكان الرّد الإيراني: آفاق الحوار ليست واضحة بالنسبة لنا، وإن كان من المقرر ألا تحقق مكسباً فما الداعي لإجراء المفاوضات المباشرة؟
واستطرد قائلاً: تمّ التعبير عن حسن النيات بالكلمات فقط، وهذا لا يكفي للحوار المباشر، يجب أن يظهروا حسن نياتهم بطريقة عملية وبشكل ملموس، تمّ فرض حظر جديد على أشخاص اعتباريين إيرانيين من إدارة بايدن، وهذا يعني أنه يسير على خطا دونالد ترامب.
على خط مواز دعا 250 نائباً في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الحكومة إلى عدم الالتزام بأي اتفاق مع الولايات المتحدة والدول الغربية من دون الحصول على الضمانات اللازمة لرفع الحظر عن الشعب الإيراني.
وقال النواب في بيان وجهوه إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس إن مفاوضات فيينا لرفع الحظر الجائر عن الشعب الإيراني وصلت إلى نقطة حاسمة على حين أظهرت الحكومة الأميركية والدول الأوروبية الثلاث على مدى السنوات الثماني الماضية أنها لا تفي بأي عهد وتستخدم أي وسيلة ممكنة للإضرار بمصالح الشعب الإيراني، مشيرين أنه بناء على ذلك يجب التعلم من تجارب الماضي وألا تلتزم إيران بأي اتفاق مع ناكثي العهود من دون الحصول على الضمانات اللازمة.
وأشار البيان إلى أنه يجب على الحكومة الأميركية والأطراف الغربية الأخرى ضمان أنها لن تنسحب من الاتفاق النووي وعدم استخدام آلية الزناد والالتزام برفع الحظر عن الشعب الإيراني الذي فرضته بذرائع واهية والوفاء بالتزاماتهم بهذا الشأن، لافتاً إلى أنه بعد التحقق من إجراءات رفع الحظر ستعمل إيران على الوفاء بالتزاماتها.
كما لفت البيان إلى أنه وفقاً للمادة 7 من قانون العمل الإستراتيجي لرفع الحظر وحماية مصالح الشعب الإيراني فإن الحكومة الإيرانية ملزمة بتقديم تقارير إلى مجلس الشورى الإسلامي حول وفاء الأطراف الغربية بالتزاماتها في رفع الحظر خاصة في المجال النفطي والمصرفي وعودة عائدات التصدير عبر الطرق المصرفية من دون عوائق وفي حال موافقة مجلس الشورى فبإمكان الحكومة اتخاذ خطوات لتقليل الإجراءات النووية.
وتستمر المفاوضات في العاصمة النمساوية بين إيران ومجموعة أربعة زائد واحد حيث كشف مصدر مقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني أول من أمس عن قضايا خلافية مهمة لم يتم الاتفاق عليها في مباحثات الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن مسؤولية الاعتراف السياسي بهذه القضايا تقع على عاتق الغرب.