عربي ودولي

الهند دعت مواطنيها لمغادرة أوكرانيا.. والسويد قلصت عدد موظفي سفارتها … روسيا: لم نبادر بمهاجمة أحد ولا نريد الحرب.. أوكرانيا: نسعى لإحلال السلام

| وكالات

أكدت روسيا أمس الأحد أنها لم تك البادئة بأي هجوم على مدار التاريخ، ولا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب، فيما أعلنت أوكرانيا بأنها ليست بوارد القيام بهجمات واستفزازات ضد موسكو بل تسعى لإحلال السلام معها، بدورها كشفت المعارضة الأوكرانية أن الشركاء الغربيين لسلطات كييف جنوا مليارات الدولارات من وراء الهستيريا العسكرية التي اختلقوها بشأن شرق أوكرانيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس: روسيا لم تهاجم أبداً أي أحد على مدار تاريخها، وروسيا، التي نجت من العديد من الحروب، هي آخر دولة في أوروبا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب، مضيفاً: إن موسكو تدعو الغرب إلى التفكير المنطقي قائلاً: ما هو الهدف من قيام روسيا بمهاجمة أحد ما؟
وشدّد بيسكوف، تعليقاً حول الوضع المتوتر في دونباس، على أنه عندما يتصاعد التوتر في دونباس إلى حدود قصوى، فإن أي شرارة أو استفزاز بسيط يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها، مضيفاً: إن الغرب لم يحث كييف قط على ضبط النفس.
ولفت بيسكوف إلى الطبيعة البناءة التي يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثاته مع القادة الغربيين بشأن أوكرانيا ونقل مخاوف روسيا إلى الشركاء الغربيين، قائلاً: تتناقض طبيعة المحادثات بين الرئيس بوتين والقادة الغربيين بشأن الوضع حول أوكرانيا بشكل حاد مع الهستيريا الإعلامية لهذه الدول.
من جانب آخر نوه بيسكوف برد فعل بوتين على الأنباء المتعلقة بمواعيد «غزو» أوكرانيا، وأكد بأن بوتين لا يهتم بالتقارير والتصريحات المتعلقة بتواريخ «الغزو الروسي» المزعوم لأوكرانيا، وبوتين لا يعير اهتماماً لهذا الأمر، لكن بشكل عام، مثل هذه التصريحات، بالطبع، هي عنصر ذو طبيعة استفزازية. والحقيقة أنها يمكن أن تؤدي بشكل مباشر إلى تصعيد التوتر.
كما لفت بيسكوف إلى أن ظهور تواريخ مختلفة «للغزو الروسي المزعوم لأوكرانيا» قد يدفع كييف إلى حل مشكلة دونباس بالقوة.
بدورها اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسي، ماريا زاخاروفا، أن عدم استيعاب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فكرة أن الغرب لا يحتاج لأوكرانيا قوية، بأنه «كارثة للدولة».
في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا أمس أن كييف ليست بوارد القيام بهجمات واستفزازات ضد روسيا بل تسعى لإحلال السلام معها.
وقال كوليبا في مقابلة مع قناة «أوكرانيا 24» إن أوكرانيا لا تخطط ولا تقوم بأي عمليات عسكرية هجومية أو استفزازات أو قصف للأراضي الروسية، مضيفاً: نحن لا نسعى للحرب، نحن نسعى جاهدين من أجل السلام.
وأشار كوليبا إلى أن كييف تطالب بإجراء تحقيق دولي في المعلومات المرتبطة بسقوط قذائف أوكرانية على الأراضي الروسية، وفق تعبيره.
وأعلنت روسيا أمس سقوط عدد من القذائف التي أُطلقت من أوكرانيا على أراضيها فيما أعلن المركز المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في جمهورية دونيتسك صباح أمس أن قوات المدفعية الأوكرانية قصفت أهدافاً جديدة في الجمهورية باستخدام قذائف من عيار 120 ملم المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
بدوره كشف رئيس المجلس السياسي لـ«منصة المعارضة من أجل الحياة بأوكرانيا» فيكتور ميدفيدتشوك أن الشركاء الغربيين لسلطات كييف جنوا مليارات الدولارات من وراء الهستيريا العسكرية التي اختلقوها بشأن شرق أوكرانيا وأوقعوا أوكرانيا في دين ثقيل.
ونقلت وكالة «تاس» عن ميدفيدتشوك قوله عبر قناته على «تلغرام»: في خضم هذه الهستيريا العسكرية تمكنت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى ساعدت في مقاومة ما وصفوه بالاحتلال الوشيك من حل مشكلاتها المحلية وكسب أموال طائلة فهم رهنوا قمامتهم العسكرية غير الضرورية وباعوا القاطرات بأسعار متضخمة ووقعوا عقوداً تجارية مربحة.
وأوضح ميدفيدتشوك أن الحملة الإعلامية القائمة على تقارير زائفة بشأن «غزو روسي وشيك» لأوكرانيا كلفت الاقتصاد الأوكراني 12 مليار دولار، لافتاً إلى أن الدعم المالي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان الذي يقدر بأربعة مليارات لن يكون كافياً لتعويض خسائر كييف من هذه الحرب الافتراضية، قائلاً: بذلك ألقى شركاؤنا الغربيون فعلياً بلادنا في حفرة سوداء لا قاع لها من الديون.
وأضاف إنه بعد التدفق الضخم لرؤوس الأموال والاستثمارات من أوكرانيا ستسقط الأخيرة من جديد في الدين وتصبح أكثر وأكثر معتمدة على المساعدة المالية الدولية وسيطالب صندوق النقد الدولي كييف باتخاذ سلسلة أخرى من الإصلاحات المدمرة ويدفعنا بشكل أكبر من شفا الهاوية، منوهاً: في حال لم نستطع السداد سيقوم «المحسنون» بأخذ أرضنا واستثماراتنا الإستراتيجية المهمة.
وبين ميدفيدتشوك أن السيناريو الوحيد للحيلولة دون وقوع ذلك يكون من خلال فرض تعديل حكومي في أوكرانيا ومراجعة السياسات المحلية والخارجية للبلاد.
على خط مواز أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بعد محادثة مماثلة مع الرئيس بوتين.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية، حسبما نقلته وكالة «فرانس برس»، أمس الأحد، أن الاتصال الهاتفي مع الرئيس بوتين استمر ساعة و45 دقيقة، وذكرت قناة «BFM» أن المحادثات بين ماكرون وزيلينسكي استمرت 30 دقيقة، بينما قال الرئيس الأوكراني عبر «تويتر» لاحقاً أنه أبلغ نظيره الفرنسي بالأوضاع الأمنية الحالية، مضيفاً: إننا ندعم تكثيف عملية السلام وعقد اجتماع لمجموعة الاتصال الثلاثية مع إعلان نظام الهدوء بشكل فوري. وهذا هو ثاني اتصال لماكرون مع زيلينسكي منذ مساء أول من أمس السبت.
وتأتي محادثات ماكرون تزامناً مع ادعاءات الدول الأعضاء في الناتو بأن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا تمهيداً لشن عملية غزو وشيكة للأراضي الأوكرانية.
وأكدت الحكومة الروسية مراراً أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعداداً لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة: إنه يهدد الأمن الروسي.
في غضون ذلك دعت سفارة الهند في أوكرانيا مواطنيها إلى مغادرة البلاد مؤقتاً بسبب عدم وضوح الأوضاع الأمنية وتطورات الأوضاع.
وحسب وكالة « نوفوستي» قالت السفارة الهندية في كييف في بيان أمس الأحد: نظراً للوضع الحالي غير الواضح في أوكرانيا، ندعو المواطنين الهنود، وخاصة الطلاب الذين لا تكون إقامتهم ضرورية، في المغادرة مؤقتاً، كما يُنصح المواطنون الهنود بتجنب السفر غير الضروري إلى أوكرانيا وداخلها.
كما دعت البعثة الدبلوماسية المواطنين الهنود إلى إبلاغ السفارة بإقامتهم في أوكرانيا من أجل الاتصال بهم إذا لزم الأمر، وأكدت أن السفارة تواصل عملها كالمعتاد، وتقدم جميع الخدمات للمواطنين الهنود في أوكرانيا.
بدورها قررت السويد أيضاً أمس الأحد خفض عدد العاملين في سفارتها في كييف وسط تفاقم الأزمة بشأن أوكرانيا، وقالت وزارة الخارجية السويدية: بالنظر إلى الوضع الأمني الخطير الذي لا يمكن التنبؤ به، قررت وزارة الخارجية خفض عدد الموظفين في السفارة السويدية في كييف.
وقبل ذلك بناء على توصية من وزارة الخارجية السويدية، غادر أفراد عائلات موظفي البعثة الدبلوماسية في كييف.
وتشهد جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المعلنتان ذاتياً بجنوب شرق أوكرانيا استهدافات وقصفاً متواصلاً للمناطق السكنية والمرافق العامة من الجيش الأوكراني بأسلحة محظورة بموجب اتفاقيات مينسك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن